رسالة اليوم

27/06/2017 - دَخلوا فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ

-

-

"فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ" يَسَارِهِمْ (سفر الخروج 14: 22).

الرَّبّ لا يَفعلُ شَيئاً قدْ يُسبّبُ لنا الضَّررَ، لأنّ أعَمالهُ مُتْقَنةٌ (سفر التثنية 32: 4). فَهو عَظيمٌ في التَدبير، وفي تَنفيذِ الأعَمالِ وفي التَعليمِ، والبَركاتُ المُعطاةُ مِن الآب - كما على سَبيل المِثال، الخَلاص والشِّفاء - يَصلحَانِ كَدرسٍ كي يَتعلم الآخَرين أن يَتحرّروا من هَجماتِ الشَّيْطانِ. والإعَجابِ بِما يَفعلهُ الرَّبُّ يُزوّدُ الإيمان. وعِندمَا يَستجيبُ لطِلبةِ أحَدٍ مَثلاً، فإنهُ يَفعلُ هذا لكي يُعطي البَركةَ للمُحتاجِ، وليُعلِمَ الآخَرينَ كيفَ يُمكنهُم أيضاً أن يَتخلّصُوا مِن مَشاكِلهم.

لا يَنبغي لأيّ شَخصٍ أن يُلوثَ قَدميهِ في وحَلِ الخَطيئةِ، لأنَّها شرّ، وتُسبّبُ أضَراراً مُؤذيةً للغَايةِ. عَلاوةً على ذَلك، الذي يُساقُ بِرُوحِ الرَّبِّ لنْ يُساقَ للمُرورِ بهَذا المُستنقعِ، وأخيراً، الخَيرُ الذي نَفعلهُ لا يُمكنُ أن يُؤذينا، بلّ يَعودُ عَلينَا بَالفائدة. وسوف تبقى أقدامَنَا نَظيفة إذا قُمنا بِتنفيذِ التَوجيهاتِ السَّماوية.

نُلاحظ في الإصَحاح 14 من سِفر الخُروجِ، أن، إذا الأرضُ كانت مُبتلة، وبالإضَافة إلي العَربات والمَركباتِ والفُرسان والحَيواناتِ الأخرى – كان هُناك مَا يقربُ من ثَلاثِة مَلايينَ نَسمة من الإسرائيليين يَدوسونَ فَوقَ الطِين – رُبما كَانوا قدْ خَلقوا الحُفر في الأرضِ، والتي يَصعبُ السَّيرُ عَليها. ولكن، لمْ يَكُن هَذا مَا حَدثَ. لأنهُم عَبروا البَحرَ بالأقدامِ الجَافة، وبِدونِ مَشاكلِ.

أعَمالُ الله لا تَتوقفُ هُنا. والرَّياحُ الشَديدةُ التي هَبت طِوالَ تِلكَ الليلة، وأرجَعت البَحر إلى الوراءِ وجَعلت البَحرَ يَنشقُّ. وكَانت الرِّياحُ مُستمرةٌ، بِدونِ أي تَغِّيُرٍ، فَكانَ المَاءُ بِمثابةِ سُورين من الخَرسانةِ المُسلحةِ عنْ يَمينهُم وعنْ يَسارهِم. ومَع ذَلِك، إذا كَانت قُوةُ الريحِ انخفضت لبَعضِ اللحظاتِ، لكانت أبَطلت مَفعولَ السُّورين، وحِينئذٍ، كانَ المَاءُ غَطى الشَّعبَ وأغرقهُ. لِذلك، استِمرارُ تِلكَ الرّياحِ القَويةِ كَانت عَملٌ إلهي أيضاً.

وبغضِّ النّظرِ عَمّا فَعله الرَّبُّ، فَلقد كانَ مِن الضَروري أن يَسلُك شَعبهُ بالإيمانِ - وهَذا سَوفَ يَكونُ دَائماً. ومن لا يَسلكُ بالإيمانِ يعيشُ في الخطيئة، لأن َكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.

( رومية 14: 23). ففي اللّحظةِ التي يَتركُ فيها الشَّخصَ السَير بِثقةٍ أمَامَ الرَّبِّ العلّي، حَتى لو كانَ يَراهُ يَعملُ بِجانبهِ، فَإنه يبتعدُ عن المَشيئةُ الإلهية. اِنتبه يَا أخي! فالرَّبُّ لا يَسمحُ للعدوِّ بأن يَسلُكَ في الطَريقِ التي يَفتحُها لشَعبهِ.

لذلك، تَمّم كُلّ مَا أنت قَائمٌ بإنجازهِ بإيمان ولا تَترُك تَنفيذَ مَا تَقولهُ كَلمةُ الرَّبِّ لقلبِكَ.

محبتي لم في المسيح 

د. سوارز