رسالة اليوم

26/06/2017 - وصَفةٌ للإنتِصَارِ

-

-

إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ (سفر التثنية 6: 4، 5).

كان إسرائيل قَديماً، كَشعبِ الله، رَمزاً لكنيسةِ المَسيحِ، وكان يَنبغي عَليه أن يَستمعَ لكلامِ الرَّبِّ فقط. وهَذهِ الرِّسالةُ تَسري عَلى كُلِّ المَسيحيينَ إلى الأبدِ، يَجبُ عَلينا أن نَسمعَ - ونُصغي بِانتباهٍ - لإلهَنا الإله الوحيد. مَا يَعني أننا لا يَجبُ أن نَخافَ من المَشاكلِ. ولا مِن الأمَراض، ولا حَتى مِن الأمراضِ الخَطيرةِ، يُمكن أن تَدفعنَا لليأس، لأنهُ لا شيءَ، ولا أحدٌ يُمكنُ أن يَسودَ على حَياتنَا. لأنّ إلهنا فَقط لهُ الكلمةُ الأخيرةُ عَلينَا.

يَقولُ كَثيرٌ مَن عَلُماء اللاهوتِ وآخرينَ، أنهُم خَبراءَ في الأمورِ الرُّوحية، يُعلمونَ بأنّ مَحبةَ الرَّب هي أن نَشعُر بِالحنانِ لهُ. ولذِلكَ نَجدُ أنّ كَثيراً من الدِياناتِ يَتصرفُ اِتباعهَا وكأنهُم تَائبينَ، ولكنهُم يَعيشونَ حَياةَ مُعذّبة. على سَبيل المِثال، عند ذُكر اسمَ الرَّبِّ الإله. يُغيرونَ أصواتُهم، ويَظِهرونَ الخُشوع. الذي هُو ليْس لدَيهم وذَلك من خَلال الإيماءات والحَركات – والتي يُظهرونَ مِن خِلالهَا أنَّهم يُحبّونَ الله. ولكنَّ الرَّبّ يَسُوع قَال أن الذي يُحبُ الرَّب القَدير لا يَعني أن نَفعلَ هَذا، بل اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَاه وَيَحْفَظُهَا هُوَ الَّذِي يُحِب الله (يوحنا 14: 21).

تُعلنُ لنَا ارشاداتُ الكتاب المُقدسِ أننا بِحاجةٍ لفهمِ الوصَايا وتنَفيذهَا مَن صَميم القلبِ. لأنّ، القلبِ المُنقسم لا يَمُكن أن يَصلَ إلى أي مَكانٍ. ولا يُمكنُ أن نَشُكّ أبداً فِيما يُخبرنَا بِهِ الرَّبُّ. وعِندما يَقولُ لنَا مَا يَنبغي عَلينا أن نَفعلهُ، فَلا يَجبُ عَلينَا مَشاركة عَبادته مَعَ روح الشَكّ.

للرُّوحِ عِلاقةٌ بِالعقلِ والفَكرِ. وأنَاسٌ كَثيرونَ، بِالرُّغمِ من أنَّهم نَالوا الخَلاص، يَتركونَ العدوُّ يَستعملُ عُقولهُم. وأيَضاً في بَعضَ الأحِيانِ، أفكارِ أبناءَ الرَّبَّ قدْ تكونَ مُخجلةِ - حَتى لو أظهرتَ لهُم مَا يَعتقدهُ الكثيرونَ مُنَهم، عِندمَا يَرون أحداً جَذابٌ مَثلاً. أو إن كَانوا يَقومونُ بَفعلِ صَفقاتٍ تِجارية، وإذا شَعروا بِالخجلِ، تَراهُم يُسرعونَ بِالهربِ.

مَحبة الله لا يُمكنُ أن تَكونَ كَامِلة. إلاّ لو كَانت مِن كُلّ القلب. لِذلكَ، مَنحنَا الله القوّة لكي نَعيش في العَالم المَادي، التي بِدُونها لو حَدث لنا أي مُوقف من الجَحُود أو الخَيانةِ، سَوف نَنفصَل بِعيداً عنْ الجَميع ولا نَعودُ نَثقُ في أي شَخصٍ بِعدَ. بِالإضافةَ إلى ذَلك، نَحنَ نَحصلَ على هِذه القوَّة عند سَماعِنا لكِلمةِ الرَّبِّ. ولذلك ومَع كُلَّ هَذهِ العَطايا من الرَّبِّ، فَيجبُ عَلينَا الوفاءُ بالوصَايا التي يُعطيهَا لنا الآبُ. لِذلك، يَا أخي ويَا أختي، لا تَدعوا أيَّ شيءٍ يَسلبهَا مِنكُم. بل بِالعكسِ، اِستعمِلوهُا من أجل مَجدِ الرَّبِّ.

أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ(إشعياء 42: 8). وعِند التَصمِيمِ على أن تَستعملَ قَليلاً مَمّا أعَطاه لكَ الرَّبِّ، لكي تَمنع الخَوفَ أو المَشاعرَ الآخَرى الشرِّيرّة من أن تَستقرّ في قَلبكَ. فَلا شيءٍ سوف يَقدرُ أن يَحتلَّ قَلبكَ من المَشاعر السَّيئة - المَكانِ الذي عيَّنهُ لعَبادتهِ. فلا تَخف وعِندِ الصَّلاة، كنْ واثقاً أنهُ عِندمَا تُصمّمُ وتَشكرُ الرَّبَّ سَتحصلُ على البَركةِ.

محبتي لم في المسيح 

د. سوارز