رسالة اليوم

25/06/2017 - حَذاري مِن المُتعَصِّبين

-

-

احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ التَّجَوُّلَ بِالأَثْوَابِ الْفَضْفَاضَةِ، وَيُحِبُّونَ تَلَقِّي التَّحِيَّاتِ فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ، وَصُدُورَ الْمَجَالِسِ فِي الْمَجَامِعِ، وَأَمَاكِنَ الصَّدَارَةِ فِي الْوَلاَئِمِ(لوقا 20 : 46).

المُتعصّبون كُلهُم مُتشابهون في أيّ مَكانٍ وفي أيّ زَمان. ففي أيامِ يَسوع كَانوا يَرتدونَ الجَلابيب الطَويلة ويَصِلونَ قَبل الجَميعِ ليَأخذوا المَقاعدَ المَرموقةَ في المَعابدِ وكذلك في الاحَتفالات. ويَبدو أنّ شَيئاً لم يتغير حَتى الآن، فلا يَزالونَ يَتصرّفونَ بِنفسِ الطَريقةِ أينما كانوا. وهَذا يحدُث لأنّ هذا النَوع مِنَ النَاس لا يَهتمونَ إلا بِمجدِ أنفسهُم، وليْس الله الذي لا يَعْرفونهُ. وكم هُم مُؤسفٌين !

مُؤسفٌ ولكنهُ خَطيرٌ! وفِقاَ لكلامِ الرَّبِّ يَسُوع يَجبُ عَلينَا الابتعادُ عَنهُم لأنّ طَريقهُم مُلوّثاً بَالمديحِ ويبعدنَا عنْ مَحضرِ الله. فروحُ الخَطيئةِ هي التي تُسيطرُ على رُوحهُم، وبَالتالي، هم قَادرونَ على فَعلِ أيِّ شرٍّ بَاسمِ الله. ولكِنْ، إلهُ الكِتابِ المُقدّسِ، والرَّبُّ الوَحيدُ والحَقيقي لا يَطلبُ فِعلَ ذَلك مِن أيّ شَخصٍ. إنهُ يُريدُ كُل مَن يَخدمهُ أن يَتواضَعَ وأن يَكونَ مُحباً للأخَرينَ.

لا تُقلِّد المُتعصبين. وإن كُنت تُعطيهم طريقاً في حَياتِكَ، فَبعدَ قَليلٍ، الرُّوحُ التي تُسيطرُ عَليهِم سَتسيطرُ عَلى حَياتِكَ، وسَتبدأ في رُؤيةِ الأشياءِ بَعيداً عنْ سِياقِ الكِتابِ المُقدّسِ. والسَبيلُ الوَحيدُ للرّجُوعِ عنْهُم - الذين يهتمونَ فَقط بَالتعاليم البَشريةِ - هُو الاتجاهُ إلى يَسُوع والعَودةُ إلى المَبادئ الكِتابيةِ. وأيّ وَاحِد مِنهُم إذا انفتحت عَيناهُ على الحَقيقة وبَدأ في تَعلُّمِها، فَإنهُ بَالتأكيدِ سَوف يكونُ قَادراً على التَخلُصِ من عَاداتِهم السَيئةِ القَديمةِ مَرةً واحدةً وإلى الأبدِ، فهذه الحَقيقةُ سَوف تَجعلهُ حُرّاً (يوحنا 8: 32).

هَل كُنتَ تُفضّلَ الذَهاب مِن المُعاناةِ مع أبناءِ الله إلى مَن يَعيشُ بِبراعةٍ البَذخِ مِن دُون الله. لا تَدع نَفسكَ تَذهبُ بَعيداً لرُوحِ هَذا العَالم. فَهُناك العَديدُ من النَاسِ المَجانين الذينَ لمْ يَستمعوا لتَحذيراتِ الرَّبِّ. ووجَدوا أنفسهُم بَعدَ الرِّبحِ السَريعِ، لا يَملكوا شَيئاً مِمَّا هو مُوجودٌ في مَخازنِهم. وإنما مَا هو مَخزوناً في السَّماوات، وخُدامُ الرَّبِّ يَرثونَ كُلَّ شيءٍ. ولِذلكَ، فإن كُلَّ هَؤلاء الذينَ بَدّلوا النِعمةَ الحَقيقيةَ بَالشرِّ والأكاذيبِ، دَفعوا الثَمنَ باهظاً.

نَعرفُ أولئك الذينَ يَنتمونَ إلى الله بِكلماتِهم ومَواقفِهم. أولئِك الذينَ الله كاللهبِ دَاخِل قُلوبِهم، لا يَنطقونَ بِكلماتٍ غَيرُ لائقةٍ أو يَتصرّفونَ بِتناقضٍ مَع مَا عَلّمنَا إياهُ الرَّبّ. ويَهربونَ مِن فِخاخِ الشِرِّيرِّ ومن الخِداعِ الشَّيْطانيةِ. أولئك الذينَ خِطابهُم كلهُ حَولَ الكِتاب المُقدس ولا يُلقونَ الأضواءَ على أنفسهُم.

إنّ الشُّونَمِيَّةَ الغَنية التي أقنَعت أَلِيشَعُ أن يَأكُل مِن الخُبزِ عَرفت أنهُ النّبي وهو رَجُل مُقدّسٌ من الله مِن خِلالِ الطَريقةِ التي يَسيرُ بِها، وتَصرّفاتِهِ، وأيضاً مِن خِلالِ كَلماتهِ (الملوك الثاني 4: 8-10). يا إلهى! ربَما تُدرك النِساءَ الغَنيات والفَقيرات، وأيضاً الرِّجال، أننا، مَسيحيّون، وأبناءُ الله المُقدسِين أيضاً!

محبتي لم في المسيح 
د. سواريز