رسالة اليوم

24/06/2017 - أهَميةُ أنَّ تَكونَ مِنَ الصِّدِّيقِين

-

-

لَا يَغُضُّ طَرْفَهُ عَنِ الصِّدِّيقِينَ، بَلْ يُقِيمُهُمْ مَعَ الْمُلُوكِ عَلَى الْعُرُوشِ إِلَى الأَبَدِ فَيَتَعَظَّمُونَ. (أيوب36 : 7).

يَعتني الله دَائماً بالصِّدِّيقِينَ. ولا يَتوقفُ عنْ الاهتمامِ بِأولئكَ المُؤهّلين عَلى هَذا النَّحو. وهَذا يَعني أنهُ يُراقبهُم ويُساعدهُم في كُلّ مَرةٍ يَحتاجونَ إليهِ. وهَذا يَعني أيضاً أن الصَّالحين لنْ يَضطروا أبداً للدِفاعِ عنْ أنفسهِم، عَلى العَكسِ مِن ذَلك تماماً، دَائماً الرَّب يَمدُّ لهُم يَدَ العونِ. وأولئِكَ الذينَ يَبذلونَ جُهدا للوصولِ إلى هَذهِ الحَالة سَوف يَرون أنهُ يَستحقُ ذَلك حَتى ولو دَفعوا الثَمنَ غالياً لتحقيقِ هَذا الهَدف.

أولئِك الذينَ يَحتقرونَ كَلمةَ الله هُم كالخُطأة. وبَمجرّدِ أن يَكونوا في حَاجةٍ للمُساعدةِ، لنْ يَستطيعوا الحُصولَ عَليها، لأنَّهم وضَعوا حَاجزاً بَينَ الرَّبِّ وبَينهُم عِندمَا احتقروا ما تَقولهُ الكَلمة المُقدّسة. لأنَّهُم عِندمَا فَعلوا ذَلكَ، هم يُعِيقون عَملَ الله لصَالحُهم، ويَجعلونَ نظرهُ يبتعدُ عنهُم. وهؤلاءِ النَاس يَرتكبونُ أكثرَ المُواقِف حَماقةً في حَياتِهم!

يَقضي الأَبرار وقتاً طَويلاً في الصَّلاة، ولا أحد لديهِ القُدرةَ على قَضاءِ سَاعاتٍ في الصَّلاةِ أو الصِّيامِ أو القِيامِ بالتَكفيرِ عنْ ذَنبٍ، ولا أي نوعٍ مِن أخر مِن أنواعِ الجِهادِ على الإطلاقِ. الصَّالحون فقط هُم أولئِك الذين يُحققونَ مَا تقولهُ كَلمةَ الله، ويَصرخونَ لهُ عِندمَا يَشعرونَ أنَّهُم على وشكِ الوقوعِ في الخَطيةِ. إنَهُم يَعترفونَ بِأخطائهم ولا يَتردّدونَ في تَعويضِ أولئك الذينَ تَعرّضوا بِسببهم للأذى. ويَبذلُ الصَّالحون جُهداً كبيراً لإرضاءِ الرَّبِّ وهُم يُكافحونَ للحُصولِ على القَداسةِ وإثباتُ ولائِهم للرَّبِّ.

يَجلسُ الصِّدِّيقِونَ على عُروشٍ مِثلَ المُلوكِ وهَذا يَعني أنَّهُم قدْ غَلبوا كَسادةَ على حَياتِهِم وعلى الأشياءِ التي يُحبونَهَا فِيها. ومِثلُ المُلوك يَتولّونَ السُلطة المَمنوحةَ لهُم مِن قِبلِ الرَّبِّ. في حِينِ أنّ العدوُّ، الذي يَعرفُنا جَيداً، سَيحاولُ دائماً أن يَغلبهُم ولكنهُ لنْ يَسودُ عَليهم أبداً. الصِّدِّيقِونَ لدِيهم قُوةُ الله للحَربِ مَعهُم، وهي ليْست فَقط للدِّفاعِ عَنهُم ولكنْ أيضاً لتَحقيقِ مَا يُريدونهُ بِشرطِ اِسترشادهِم بِكلمةِ الرَّبِّ لتَحقيقِ هَذا الهَدفِ.

وبِغضِّ النَظرِ عنْ الجُلوسِ على العَرشِ، الذي سَيحصلُ عَليهِ الصَّالحونَ من قِبلِ الرَّبِّ. فَهُم لا يَرغبونَ في أشياءٍ عَظيمةٍ أو يَطلبونَ أن تكون مَخازنهُم ملآنة، بل أنهُم يَفعلونَ إرادةَ الله، ولأنَّهُم يُكرمونَ الابَ، فَمن المُؤكدِ أنَّ الجَميعَ سَيكرمُ أولادهُ. في العَالم الرُّوحي القوي يُعرفُ جِيداً أولئكَ الذينَ يَثقونَ في الرَّبِّ، والقَادرونَ على تَحقيقِ النَّجاحِ، لأنَّهُم يَعرفونَ أن الله سُبحانهُ يَحميهِم، ويُريدُ أن يَتمجّدَ فِيهم.

مَكانتُنا في المَسيح هي ليْست آمرٌ مُؤقتٌ لفَترةٍ قَصيرةٍ مِن الزَمنِ، وهَذا هو الخَبرُ السَّار – وسَيكونُ أمراً عَظيماً بَالفعلِ - لأنهُ سَيستمرُ إلى الأبدية. تَبدأ حَالتنا المُمجّدة عِندمَا نُقرّرُ إكرامَ كَلمةِ الله، لأنَّها سَتكونُ كَذلك للأبدِ. أولئِك الذينَ يَستثمرونَ وقتهُم، وإيمانِهم وحُبهم للرَّبِّ، بِالتأكيدِ سَوفَ يُكافأوا في الأبديةِ. وأخيراً، هَل يَستحقُ كُل هَذا العَناءِ أن تَكونَ صِّدِّيقاً؟


محبتي لم في المسيح 
د. سواريز