رسالة اليوم

19/06/2017 - حَذاري مِن العَدُوُّ

-

-

فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَرْسَلَ مَرُودَخُ بَلاَدَانَ بْنُ بَلاَدَانَ مَلِكُ بَابِلَ رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إِلَى حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ مَرِضَ ثُمَّ صَحَّ. (إشعياء 39 : 1).

عُدوُّنَا لا يَنامُ أبداً فَهوَ دَائماً يُخطّط للشرِّ ضِدَّ حَياتِنا، وفي الوَاقع هو يَجلسُ مِن حَولِكَ ويَستمتعُ بِرؤيتكَ تُعاني( 1بطرس8:5). رُبّمَا يَكون مُتخفّياً في ثُوبِ صَديقٍ لكَ، مِثلمَا حَدثَ مَع المَلك حَزقيا - الذي كَانَ بِحكمتهِ كَخادمٍ آمينٍ للرَّبِّ- عِندمَا سَمحَ لنَفسهِ بِالوقوعِ في صَداقةٍ كَاذبةٍ مع اِبنِ بَابل، وفي الواقعِ هَذا الصَّديقُ كَان يَهدفُ للوصُولِ إلى السُّلطةِ التي يَمتلكُها حِزقيا، لأنّ نَوياهُ كَانت شِرّيرةٌ ضِدَ شَعبِ الرَّبِّ.

فَخِدعُ العَدوُّ مُتعدّدةٌ. أحَيانا تَجدهُ يُرسلُ شَخصاً مَا لحَياتِك - مِن مَنطقتكَ، الكَنيسةِ أو العَملِ- ويُظهرُ اِهتماماً كَبيراً بِتقديمِ المُساعدةِ لكَ، ولكنْ، في الوَاقعِ هَذا الشَّخصُ يَضمرُ لكَ الشَرَّ. هَذهِ تَماماً خِدعُ الشَّيْطانِ القَديمةِ بِارسالِ شَخصٍ مَا لخِدعِكَ. فمن الحِكمةِ دَائماً أن تَكونَ في حَالةِ اِستعدادٍ، لأنَّهُ في غَمضةِ عَينٍ يُمكنُ للشَّيْطان أن يَبتلعُك ليُحققَ اَراضهُ الدَنيئةَ.

الشَّيْطانُ لا يُحبُّ أحداً، وأن كَان قدْ فَعلَ شَيئاً جَيداً لكَ، فَقريباً سيرسل لك الفاتورة، فَبعدَ الهَديةِ يُوجدُ ثَمنٌ يَجبُ أن يُدفعَ، لِهذا السَّبب يَجبُ أن لا تَقبل أيّ شَيءٍ مِن العَدوِّ. بَعض النَاسِ يَعتقدونَ أنهُ لا يُوجدُ أيّ ضَررٍ مِن تِلاوةِ صَلاةٍ "لقِديس" مُعيّنٌ، أو اللّجوءِ إلى السِّحرِ طَالمَا أنَّهُم ليْسوا المَقصودين بِذلك. وبِذلكَ لنْ تَكون مَسؤولاً عنْ ما يَفعلهُ الآخَرين. هَذهِ فِكرةٌ خَاطئةٌ جِداً، كلّ هَدية تَستلمهَا لهَا ثمنٌ بَاهِظ يَجبُ أن يُدفعَ.

حَياتُك لا يَجبُ أن تَفتحهَا إلا للرَّبِّ، إلهنَا طَيب ويَفي بِكُلِ وعُودهِ بِحُبٍ. والآن، الشَّيْطان يَكرهُنا وعَادةً مَا يُرسلُ عَبدهُ مِن أجلِ أن يُؤذينَا، ويُمارسُ المُكرَ من لتَحققِ خَططهِ الشِرّيرةِ.

بالحَذرِ والصَّلاةِ لنْ تَقعَ في مَكيدتهِ. حَتى الأخوةَ الكَذبة يُمكنُ أن تُدمّرَ حَياتِنا. ويَجبُ أن تَكونَ أعَيننَا مَفتوحةً ومُتيقظةً دَائماً على كَلمةِ الله، وهَذا هُو السرّ. قبلَ المُوافقةِ على أيّ عَرضٍ أو على دُخولِ أيّ شَخصٍ في حَياتِكَ، اطلُب مِن الكَلمةِ بِرُّوحِ الصَلاةِ أن تُرشدُك مَا إذا كان هَذا الشَّخصَ أخٌ حَقيقي أم أنهُ فَخٌ مِن إبْليس. فَالشّجرةُ تُعرفُ مِن ثِمارهَا (متى 20:7). فَأولئِكَ الذينَ يَقولونَ أنَّهُم سُفراء الرَّبِّ سَيتكلمونَ دَائماً كَلامُهُ.

مَهمَا كان حَجمَ العرض الذي تُقدمهُ، سِواءَ كَان كَبيراً أو صَغيراً، يَجبُ أن تَأخُذ هَذهِ المَسألةِ بَعينِ الاعتبارِ بَالصَلاةِ والدُّعاءِ في البَدايةِ، فالرَّبُّ لا يَنامُ ولا يَسكنُ في أي ظَرفٍ من الظروفِ. بل على العَكسِ هو يُرشِدنَا لأننَا مُلكهُ فَقط، فَلا تَترُك نَفسكَ بل احمِلهَا بَعيداً دَائماً عنْ أيّ إغراءٍ. وإذا حَدثَ أيّ شيءٍ لكَ فَبالتأكيدِ هو مِنَ الشَّيْطانِ، الذي يُحاولُ أن يُدمِّرَ حَياتكَ، وهو لا يُساعدُ أحداً.

محبتي لم في المسيح 
د. سواريز