رسالة اليوم

18/06/2017 - إغرَاءاتِ البَنَات

-

-


وَقَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ (إشعياء 3 : 16).

لأنّ الله قُدوسٌ يَجبُ على أبنائهُ أيضاً أن يَكونوا قِديسين، ولكنْ يُوجدُ كَثيرون غَير ذَلك، فأرادوا أن يَكونوا قِديسين وجَب عَليهم أن يَتوبوا بِصدقٍ وأن ويَبتعدوا عنْ الشرّ، لأنهُ في يَوم الرَّبّ سوفَ يُدان كُلُّ من لا يَسمعُ لكلامِ الرَّب ولمْ يُقدّس اَعمالهُ (عبرانيين 12 : 14). إنّ الشَّهادة التي نُقدّمُها للنَاس تَظهر حُبنَا لأبينا مِن عَدمهُ.

لقدْ أخبرنَا إشَعياء أنّ بَناتَ صِهيون كَانت تَمشي وهي مُتشامخة بَدل أن تَكون مُقدّسة، فمَا نَفعلهُ يؤكدُ تُوجُّهِنا، لأنهُ إذا كَانَ شَخص مَا يَمشي بافتِخارٍ عَلى النَاس، فَهو ليْسَ اِبن الله (الامثال 16 : 18). لأنّ الرَّبَّ يَسُوع مُتواضع ووديع ( متى 11: 29). وهكذا يَنبغي عَلى أبناء الله أن يكونَوا (رومية 8 : 9).

إنّ الذينَ يَتغطرسونَ أو يَتكبّرونَ بِسببِ جَمالهم أو مَالهم أو حَتى بَسبب العَطايا التي يَمنحُهَا لهُم الله، سَوفَ يَكونُ عِقابهُم عَظيم، وكُل ذَلِك سَوف يَؤخد مِنهُم، لأنهُ لا يَنبغي لأحدٍ أن يَعتبرَ نَفسهُ أفضل مِن غَيرهِ، لِهذا قال الرَّبُّ لمن يُعطى كثيراً يُطلب مِنهُ الكثير ( لوقا 12 : 48). إنّ كُلَّ ما يَمنحُنَا إياهُ الله فقط من أجلِّ أن نَخدمهُ بِشكلٍ أفضل.

لقدْ أخَبرنَا إشعياءُ النّبي بَهذا حَتى نَعلمَ أنَّهُ لا يَنبغي لأحدٍ أن يَمشي بِعُنقٍ مَمدودٍ. لكي لا يَعتقدُ أحدٌ أنَّهُ أفضلَ من غَيرهِ، لقدْ ارتكبت بَناتُ صِهيون ذَلك الخَطأ، لكِنَّ ولايزالُ العديدُ من النّاسِ حتى يُومنا هَذا يَفعلونَ مِثلهُنْ، بِافتخارِهِم وتَكبرهِم، وهُو الشيئ الذي لا يَجبُ أن يَحدُثَ، فالتَواضُعَ هو الأفضلُ في جَميعِ الأوقاتِ، لأنهُ لأمرٌ صَعبٌ ورهِيب، أن نَلتقي بِأشخاصٍ مُتكبرين ويَعتقدونَ أنَّهُم الافضل. وعِيونَ الإدانةِ تُشيرُ إلى الشرِّ الذي يَرتكبهُ النَاس في حَقِّ جِيرانِهم بِإدانتِهم، وهُناك نُوعٌ آخرٌ يَعتقدُ أنّ الجَميعَ أقلّ شَأناً مِنهُ لأنَّ لدَيهم عُيوب، بالرّغمِ من أنهُ ليْس كَاملاً، وهَذا النوعُ مِن النَاسِ يَكرهُ أن تُذكرَ عِيوبهُ، لأنهُ إذا كُنتَ تَنظرُ لجَارِكَ عَلى أنهُ غيرُ صَالحٍ فَإنكَ تُدينهُ، لِهَذا واجبٌ عَليك التخلُّص مِن هَذهِ الافعالِ، إذا أردت أن تُصبحَ اِبناً  لله.

تَملُك النِساءُ القُدرةَ على المَشي وإثارةِ الرِّجالِ، ولكِنْ هَذهِ الخِصالُ لا يَنبغي أن تَتواجدَ في بَنات الله، لأنَّها أعمالٌ شَّيْطانيةٌ وواجبٌ عَلينَا تَجنّبهَا، لأنهُ يَنبغي أن نَختارَ مَلابساً تَسترُ عَورتَانا، وليْس التي تُظهرُ مَفاتِننا لتَحريكِ شَهوةِ الأشخاصِ مِن حَولنَا.

يَتّجهُ الرِّجالُ إلى ارتكابِ الشرِّ والخَطيئةِ عِندمَا تحصلُ إثارةً أو رَغبة للإثمِ  في  قُلوبِهم، لهَذا يَنبغي عَلى بَناتِ الله أن تَكُنَّ حَريصاتٍ على طَلبِ الخَلاصِ من الله كي تَتجنّبَ إغراءَ النَاس، لأنَّ التي لنْ تَفعلَ هَذا سَوفَ تَقعُ في الزِّنا والخَطيئةِ وبذَلكَ تَفقدُ خَلاصهَا.

محبتي لم في المسيح 
د. سواريز