لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ،(2 تسالونيكي 2: 3).

إنّ إلهَنا ليْس إله تَضليل وتَشويش، فلا يُوجدُ شيءٌ خَاطئ في الكِتابِ المُقدسِ أو شيءٌ كُتِبَ بِمجرّدِ الصُّدفةِ، لكِنْ مَا يَنبغي عَلينا القِيامُ بِهِ هُو قِراءتهُ بِقلبٍ مَفتوحٍ وبِتدقيق وعِناية مَع انتظارِ أن يُبيّنُ لنَا الرُّوحُ القُدس الطَريقَ الصَّحِيح، لأنَّهُ إذا لمْ تَفهم شيء مِن كَلمةِ الله وجَبَ عَليكَ الصّلاة حَتى تحصُل على الاستنارةِ والفَهمِ الدَقِيق، وكُنْ مُتأكداً أنَّهُ في الوَقت المُناسِبِ سَوفَ تَحصُلُ عَليهِ، لأنَّهُ ليْس مِن الضَروري أن تَفهمَ كُلّ الأمور في آن وَاحد، مِثلمَا يَفعلُ النَاس في المُسابقاتِ مِن أجلِ أن يظهروا للعالمِ أنهُم أكثرُ حِكمةً و إدراكاً من الآخرين.

إن يَومَ الرَّبَّ لمْ يَصِل بَعد، لكِنْ من المُؤكد أنهُ قَريبٌ جداً، رُغمَ أنهُ لا أحدَ يَعرفُ الوقتَ الذي سَوفَ يَحدثُ فِيهِ هَذا، بل وحَتى يَسُوع لمْ يَعرف مَتى سَوفَ يَعودُ من جَديد، لكِنْ أبانَا السَّماوي هُو فقط منْ يَعرف ( متى 24: 36). لا تُوجدُ أيّ نِسبة صَغيرة تُثبتُ أننَا قد خُدعنَا، لأنَّ الرَّبَّ لمْ يَتكلم عنْ مَجيئهِ الثَاني عَبثاً، فكُلّ مَا كُتبَ في كَلمةِ الله صَحِيحٌ، وكُلُّ ذَلكَ سَوفَ يَحدثُ عَاجلاً أو آجلاً، فهو لدِيهِ الوَقت المُناسِب لحُدوثِ كُلِّ شيء ( 2 بطرس 3 : 8 – 10). ومَن يَتوقعُ أنَّهُ بِدراسةِ كَلمةِ الله أو بِالاستعانةِ بِالمُساعدة السَّماوية سَوفَ يَتمكنُ مِن مَعرفةِ الوَقت الذي سَيعودُ فِيهِ الرَّبُّ فَهوَ مُخطئ تَماماً.

الأمر المُؤكد، أنّ هَذا اليَوم سَوفَ يَأتي، ولكِنْ لِتفهم أوّلاً، أنه سَوفَ يَرتدُ كَثيرٌ مِنَ النَاس، وسَيتبع العَالم التيار العِلمي، الذي يُبرّرُ فِكرةً كَاذبة، الغَايةَ مِنها هي إيهام النَاس أنّهم ليْسوا في حَاجةً إلى الله، لأنَّ الشَّيْطان بِاستخدامِ أعَوانهِ سَوفَ يُظهرُ للنَاس أنَّهُم قدْ تَوصلوا لحُلولٍ لكُلِّ شيءٍ تَقريباً، وهَذا مَا سَوفَ يَجعلُ النَاس تُصفّق لهُم، مُعتقدينَ أن هَذا هُو العِلاجُ لكُلِّ مَشاكلِ البَشريةِ. وإنسانُ الخَطيةِ هَذا لأنَّهُ ابنُ الشَّيْطان، وهُو ابنُ الهَلاك، سَوفَ يُحاول أن يُظهر للنَاس أنهُ هو الله، مِن خِلال جُلوسهِ على عَرشٍ عَظيمٍ، مُحاولاً أن يَظهرَ مِثلَ الرَّبِّ، ولكِنْ ويلٌ لأولئِكَ الذين سَوفَ يُؤمنونَ بِهِ.

فَمجيءِ هَذا الشَّخصَ سَيكونُ وفِقاً لمُخطّطاتِ الشَّيْطان، باستعمالهِ السُّلطةَ والمُعجزات الكَاذِبةَ مِمَّا سَوفَ يَجعلُ كَثيرينَ يُؤمنونَ بِهِ لأنهُم لمْ يُؤمنوا بِالله مِن قَبل، وسَوفَ يُحاول أن يَخدعَ النَاس بالتَنكُرِ في زيِّ التقوى، رُغمَ أنهُ سُلطانُ الشرِّ، وكُلّ من يُؤمنُ بهِ سَوف يَموت، لأنهُم لمْ يَقبلوا المُنقذ الحَقيقي لحَياتِهم، ومَعَ ذَلك سَوفَ يَكشفُ كُلّ خِداعهُ ومَكرهُ، وسَوف يَذبحُ الرَّبُّ كُلَّ الأشرار بِكلمةٍ مِن شَفتيهِ. في ذَلكَ اليَوم سَيحاولُ الشَّيْطان استعمالَ كُلِّ الخِدعْ التي لديهِ في السَّيطرةِ على أولئكَ الذين لمْ يُؤمنوا بَالله. وفي اليَومِ الذي سَوف يَأتي فيه ابن الله، ويَقضي عَلى كُلِّ ذَلكَ الشرّ، حَتى نعيش مَعهُ في المَلكوت، حَياة ليْس فيها بُكاء ولا ألم أو فعلِ شرّ (الرؤيا  21: 2- 4).

 سَوفَ يَكونُ اِرتباطُنَا مَعَ الرَّبِّ يَسُوع إلى الأبدِ، وسَيُجازينَا لأجل إيمَانِنا بِهِ، وعلى فِعلنَا إرادةِ الله، ولهَذا لنْ نَهلكَ أبداً.

محبتي لكم في المسيح 
د.سواريز