رسالة اليوم

16/06/2017 - العُنْصُر الذي يَستخدمُهُ الله

-

-


"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، كُنْتُ قَدْ نَوَيْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ فِي مَوْضُوعِ الْخَلاَصِ الَّذِي نَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعاً. وَلَكِنْ، أَرَانِي الآنَ مُضْطَرّاً لأَنْ أَكْتُبَ لأُشَجِّعَكُمْ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الإِيمَانِ الَّذِي سُلِّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِلْقِدِّيسِينَ"(يهوذا3).

إنهُ لأمرٌ رائعٌ أن يَقُودنَا الله لتنفيذِ خُططهِ، فإذا كُنّا نُؤمنُ ونُنفّذُ التَعاليمَ الإلهية، سَنستطيعُ النَجاحَ في مهمتنَا،  لقدْ ألهم الله رُسلهُ بِالكتابةِ عنْ خَلاصِهِ، والكتابة ُعن مَعموديةِ الرُّوحِ القُدس. أما الجُزءُ الثَاني الذي ألهَمهُم بِالكتابةِ عَنهُ هُو الرَّبُّ يَسوع و كُلّ المُواضيعُ الأخرى التي تَتعلّقُ بِشعبهِ، ولأنّ الله ذو مَعرفةٍ  بِكُلِّ مَا نَحتاجُ إليهِ يجبُ عَلينَا اتِباعَ تَعاليمهُ وتَنفيذهَا، حَتى نَستطيعُ التَفوّقَ في حَياتِنَا (أمثال 3 : 1 -10).

اِنطلاقاً من اللّحَظةِ التي نُؤمنُ فيها أنّ الرَّبَّ يَسُوع المَسيح هو المُخلّص لحَياتِنا، نَكونُ قدْ حَصلنَا على الخَلاص الذي أعدّهُ الله لكُل البَشرِ، فلا يُمكنُ لأحدٍ تَقديمَ هَذا الخَلاص الذي يَصلُ إلى جَميعِ مَجالاتِ الحَياة والذي هُو قَادرٌ على تَوفيرِ الحُلولِ لكُل مَا فِيها مِن مَشاكل. والمُهم أن نُدركَ أنّ هَذا الخَلاص قُدِّمَ مَجاناً لنا دُون أيّ مُقابِل، ولهَذا نحنُ لسنا مُلزمينَ بالعَيشِ في المُعاناةِ مِن أجل الحُصولِ على البَركاتِ التي وعَدنَا بِها الرَّبُّ يَسُوع، بل أن نَعيشَ إيمانُنا بِجديةٍ وجهاد فقط، لأنّ الرَّبَّ يَسُوع اِشترانَا بِدمهِ عَلى الصَّليبِ.

ولقد كَان الرُّسلُ أُمناء لِمَا أُمِروا بكتابته مِن قِبلِ الرَّبِّ، ولهَذا يَجبُ أن لا نَتمرّدَ على وصِيةِ الرَّبِّ، مَهمَا كَان الثَمن، حَتى لو تَطلّبَ الأمرُ أن نَفقدَ أصَدقاءنَا أو نُواجِهَ الصِّعاب، لأن العَاقِل هُو من يُنفّدُ أوامر الله فوراً، لأنَّهُ إذا أمركَ بِمُساعدةِ شَخصٍ مَا، قُم ونَفِّذ الأمر، لأنّ خَادِمَ الرَّبِّ هو من يُنفِّذُ أوامر الله دُونَ شَكٍ فيها (لوقا 17: 10). إنّ الأمرَ واضح جِداً: وجَب عَلينَا الجهاد في هَذا الإيمانَ، وهذا الأمر لا يُطبّق عَلى شَخص دُون آخر، لأنّ الذينَ لا يُحاربونَ في سَبيل هَذا الإيمان مَهما كَانت الطُرق التي يَستخدِمُونَها لنْ يَشعروا بِنشوةِ النَّصر، لأنهُ بِهذا الإيمان نَستطيعُ شِفاءَ المَرضى وإبطال كُلّ الاضطراباتِ العَقليةِ لأنّ عَمل الله يَكونُ حَسبَ مَعاييرِ الرَّبِّ يَسُوع، فهَذا العَمل هُو الذي سَيُمكِّنُ العَالمَ مِن مَعرفةِ الرَّبِّ يَسُوع، ولهذا وجَب عَلينَا الانتصار بَالإيمان.

عِندمَا قُدِّمَ الإيمانُ للقِديسين لمْ يُؤخذَ مِنهُم، لأنَّهُ ليْس مَفروضٌ عَلينَا الذَّهابُ إلى المَعركةِ بِسلاحٍ آخر، بل بِالإيمانِ، لأنَّ الرُّوحَ القُدس يَجعلُ أبناء الله يَقومونَ بِتنفيذِ إرادتِهِ بِالإيمان، لأنَّ الذين يَستعملونَ طُرقاً أُخرى يُحاولونَ تَمجيدِ أنفُسهم، وهَذا هو الخَطأ، لأنَّ ما يَنتجُ عنْ الجَسد لا يُنتجُ شَيئاً بل كُل مَا يَنتجُ عنْ رُّوح الله هُو من يُثمرُ ويُعطي رِبحاً وفيراً.

لقدْ عاقب الله المتمرّدين بِشدّة، لأنَّ الله ليْسَ بحَاجةٍ لمجدٍ مِن إنسان (يوحنا 5 : 34 ) . فنحن لا نَستطيعُ  أن نَملأ  الكَنيسةَ بِالناس، إن لمْ يَكُنْ الله هو منْ يجَلبهُم إليه، ومَهما قَدّمنَا من الهَدايا لهم، لنْ نَستطيعَ أن نأتي بهم. الإيمان الحَقيقي هُو ذَلكَ العُنصر الرَئيسي الذي يَستخدمهُ الرَّبِّ للقيام بِالأعمالِ المُقدّسةِ.

محبتي لكم في المسيح 

د.سواريز