رسالة اليوم

15/06/2017 - الإِيمَانُ الذي يُحقِقُ غَرضَهُ

-

-


أَوَّلاً، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ.(رومية 1: 8).

 إنّنا نُقدمُ الإيمانَ حتى نَستطيعَ أن نُثمرَ، وحتى يُمكنُنا الحُصول على ما هُو لنَا، وحَتى نَستطيع أن نُعلمَ النَاس كَيفَ يَنتصرونَ وكُلّ هَذا من أجلِ أن نُمجِدَ الرَّبَّ يَسُوع، فمن يُحافظُ على إيمانهُ لِنفسهِ فَهو أناني، ولِهذا كَان وَاجباً عَلينا أن نُوصِل للآخرين مَا حَصلنا عَليهِ مِن الرَّبّ، وسَتكونُ لحَياتِنَا قِيمةً أكبر وسَنحيا بِطريقةٍ أفضل، إذا سَلكنَا بِهذهِ الطريقةِلأنهُ كَما تَرغب أن يَفعلَ النَاسُ بكَ أفعل ذَلكَ بِهم (متي 7: 12).

إذا كُنا نَرغبُ في الخَلاصِ لابُدَّ أن يَكونَ لدينا الإيمان، لأنّ الخَلاص ليْس هو مُجرّدُ أن نَرفعَ أيدينَا ونُعلنُ أننَا مُتفقونَ مَع مَا قَالهُ الرَّبّ ونَعتقدُ أنهُ بِهذهِ الطَريقةِ سَوفَ نَذهبُ إلى المَلكوتِ، لأنّ الخَلاصَ يَشمل إلى جَانبِ الغُفرانِ من الخَطايا، والشِفاءُ الإلهي، أننا نُثمرُ بهِ ونُباركُ النَاسَ مِن حَولنا، فَكلُّ هَذهِ الأمُورِ تُؤخذُ بالإيمان، وكلّ ما ليس منْ ليْس مِن الإيمانِ فَهو خَطيئةٌ (رومية 14: 23). الإيمانَ هو أعظمُ رِسالةٍ يُمكنُ مِن خِلالهَا أن نُربحُ النَفوسَ الضَّائعةَ، لأنهُ دُونَ إيمانِ لنْ يَتمكنْ أحد من أن يُكتبَ اسمهُ في سِفرِ الحَياة، ولنْ يَكونَ قَادرً على العُبورِ من الظُلمة إلى المَلكوتِ، ولنْ تُغفرَ لهُ خَطاياهُ (العبرانيين 11 : 6). وكُل مَن يَستخدمهُ الرَّبّ يبدأ برحلة إيمانهِ، فاشهد عنْ الله بِكلِّ فرح، وهَذا مِن خِلالِ إيمانكَ بهِ كُلَّ يَوم، فإذا لمْ يُوجدُ هَذا الإيمانُ في صَلواتِنا، لنْ نَنال شَيئاً مِن أبَينا.

إنّ الهَدفَ الأساسي من الإيمانِ، هو أن نَشكُر الرَّبَّ، لأنهُ كُلّما سَاعدنَا شَخصاً من أجلِ أن يَتغلّبَ على خَطاياه، نَكونُ أيضاً مُستفيدينَ مَعهُ. لأنهُ إذا تَمكن الناسُ من التَوقفِ عنْ خَطاياهم كالتوقفِ عنْ إدمانِ المُخدّرات، والسَّرقةِ، والزِّنا أو أي شَيءٍ شرِّيرٍّ، سَوف يُصبحُ العَالمُ أفضل، وكُلما كَان هُناك أكبرُ عَددٍ من النَاس، حَصلوا عَلى الخَلاص وفَهمٍ لكلمةِ الرَّبِّ، نُصبحُ قَادرينَ على العَيشِ جميعاً بشكلٍ أفضل، لأنّ الذينَ يَعيشونَ حَياتهم بالإيمانِ يُساعدونَ العَالمَ أكثر مِن أنْفسهُم.

لا يُوجدُ مَا هو أفضلُ وأكثرُ إنتاجاً من أن نُعلِّمَ الناسَ كَيفيةَ اِستخدامِ عَطيةِ الخَلاصِ، لأنهُ سَوف يُنتجُ أشَخاصاً سُعداءَ في جَميعِ أنحاءِ العَالمِ، لأنَّهُم سَيَحيّونَ حَياتهُم  بِكمالٍ ونجاحٍ، فإن لمْ نَعرفَ مَدى القُوّةِ العَظيمةِ التي أعَطانَا إياها الله، فَإننا سَوف نَتسبّبُ بالمَتاعِبِ لأنفُسنا ولمنْ هُم حَولنَا، ولهَذا فَمنَ الجيدِ أن نُساعِدَ النَاسَ أن يتعلّموا كِيفَ يَعيشونَ حَياتهُم بِالإيمانِ.

إنّ الإيمانَ هو الحَلُّ الوحِيد لكُل هَذهِ المَشاكلِ التي تُؤثرُ عَلى البَشريةِ، ولكنْ للأسفِ، يُوجدُ كَثيرٌ من النَاسِ بِعنادهِم لمْ يَنحنوا أمام الله أو أنَّهم لمْ يَنجحوا في العَيشَ بِالإيمانِ، وهَذهِ الطَريقةُ التي يَعيشونَ بِها، تُؤثرُ عَلينا بِطريقةٍ مَا، مِمَّا يَجعلنَا نَدفعُ ثمن جُزءٍ مِن أخَطائِهم.

يَجبُ أن تَحيا هَذا الإيمانَ مُدركاً أنَّهُ بإمكانهِ الانتشارُ في جَميعِ أنحاءِ العَالمِ، وهَذا هُو أفضلُ مُساهمة تُقدّمُها للبَشريةِ.


محبتي لكم في المسيح 
د.سواريز