رسالة اليوم

14/06/2017 - كَيْفَ نَستَخدِمُ فَمَنَا ؟

-

-

بِمَرَاحِمِ ٱلرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى ٱلدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي.(مزمور89: 1).

لا أحد يتكلم عَبثاً أو مِن فَراغ، لأنّ الرَّبَّ يَسُوع أخَبرنَا أنّ كُلَّ شخصٍ يَتكلّمُ بِحسبَ مَا في قَلبهِ (لوقا 6: 45). وهَذا يَجعلُنَا نعرفُ الأشَخاصَ من كَلماتِهم، لأنّ الذين لا يثقونَ في الله، تَجدهُم دَائما يُلقونَ اللّومَ على الآخَرين، ليُخفوا إخفاقاتِهم ويُهاجموا النَاس دَائماً، وهَذا يُظهرُ لنَا مَا يَمتلكونَ في قلوبِهم، أمَا أولئكَ الذينَ يَعيشونَ بِفرحٍ مَع الرَّبّ، تَجدهُم في سَعادةٍ مُستمرّة، مِمَا يَجعلُ المَشاكلَ غَيرَ قَادرةٍ عَلى التغلبِ عَليهم ولا تَجدهُم يُسيئونَ إلى أحدٍ، فَهُم أينمَا حَلّوا وارتحلوا يُحبونَ النَاس، والجَميعُ يُحبُّ أن يَكونَ مَع هَذا النَوعِ من النَاس ويعَيشُ في سَعادةٍ معهم، أليْس كَذلك؟.

ليس الشَّيْطان هو مُشكلةُ حَدِيثُنا اليَوم، فلقدْ هَزمهُ الرَّبُّ يَسوعُ مِن قَبْل. المُشكلةُ الحَقيقيةُ الآن هَي فَمُنَا، فَهو قَادرٌ على تَغييرِ حَياتِنَا، إمّا أن نَكونَ سعُداء أو نُدمّرَ حَياتَنَا (الأمثال 18: 21). لأنهُ إذا كُنا نُغذي قُلوبنَا بكلمةِ الله، فَهذا سَوف يَجعلُ فَمنَا صَحِياً وحَسبَ قلبِ الرَّبِّ، أمَّا إذا أطَعمنا قُلوبنا بَالكراهيةِ والضَغينةِ وحُبِّ الذَاتِ وكُلِّ المَشاعرِ السَّيئةِ، فَهذا سَيجعلُ فَمُنَا يُخرجُ كُلَّ الأمُور السَلبيةِ، والتي سَوفَ تَضُرّ بِنَا وبِكُلّ من حَولنَا، نَحنُ دَائماً نَتكلمُ، ولهَذا يَجبُ أن نَستعملَ أفَواهنا للنَاس مِن حَولِنا وليْسَ فَقط من أجلِ أنفُسنالأنهُ عِندمَا نَستعملُ فَمنَا من أجلِ الخَيرِ، نَكونُ قدْ زَرعنَا البُذورَ التي سَتُعطي ثِماراً ثَمينةً وسَوفَ تَجلبُ لنَا التَقدير مِن الآخَرين، أمَّا إذا استعملنَا فَمنَا لإيذاءِ النَاسِ مِن حَولنَا سَنكونُ شُركاءَ معَ الشَّيْطانِ في أعَمالهِ، وهذا سَيُنتجُ لنَا ألماً مَريراً في حَياتِنا.(يعقوب 3 : 7- 12).


لقد قَدّمت لنَا المَزامير نَصيحةً وطَريقةَ للحُصولِ على فَمٍ يُبَارك : فَاستخدمَ كاتبُ المَزاميرِ فَمهُ لِعبادةِ الله والتَرنيمِ لهُ، لأنّهُ من الرّائِعِ أن نُخصِّصَ أفواهنا لتَمجيدِ الرَّبِّ، وهَذا سَيجعلنَا نُدرّبَ فَمنَا على قَولِ الأشياءِ الحَسنةِ فَقط، لأنهُ يَجبُ أن يَكونَ تَمجيدٌ وثناءٌ للمَسيحِ لِمَا عَلّمنَا إياه وما فعلهُ مِن أجَلنَا ومِن أجل الآخرين، رَاجينَ مِنهُ أن يُثبّتَ قُلوبنَا عَلى هَذا، لأنهُ إن لمْ نَجد شَيئاً نَفعلهُ، لنَشكرهُ على الرُّغمِ من أنّ الله دَائماً يَفعلُ الخَيرَ مِن أجلنا في كُلِّ وقتٍ.

 إنّ الحَكمةَ هي أنّ فَمُنَا قَادرٌ على تَعديلِ وتَغييرِ حَياتِنَا، أمَّا أن يَجعلُنا سُعداء أو يُدمّرُنا مِثلُ الحَمقى، هَذا أبَسطُ دَرسٍ يُمكننا أن نَتعلمهُ، وهو أيضاً أسهلُ شَيءٍ يُمكننا أن نُمارِسهُ، لأنهُ عِندمَا نَفهمُ جَيداً عَملَ الرُّوحِ القُدس نَستطيعُ الانتصارَ، لأن مَا نُخرجهُ مِن أفَواهِنَا مِن أقوالٍ هي التي سُوف تُساعدنَا في الفَوزِ والانتصارِ. لنَجعلَ فَمُنَا يُظهرُ إخلاصنَا لله، لأنهُ سَوفَ يُوفي بِكُلِّ وعُودِهِ لنَا (لوقا 1: 37).

لأنهُ من يَقبلُ الطَريقة الحَقيقية للعِبادةِ فَهو يُقبلُ عِند الله كَشاهدٍ لهُ، أمَّا مِن نَاحيةٍ أُخرى، من لا يَقومُ بِممارسةِ كَلمة الله في حَياتِهِ رُغم عِلمهِ بَأنّها هي التَعليم الصَّحيح، فَهو كَاذبٌ و خَاطئ، لأنهُ من الضَّروري أن نَحيا حَسبَ كَلمةِ ووعَدِ الرَّبِّ لنَا، حَتى نسَتمتعَ بِكُلِّ مُميزاتِها و نُمجِّدهُ مِن جِيلٍ إلى جِيل.


محبتي لكم في المسيح 
د. سواريز