رسالة اليوم

12/06/2017 - أهَميةُ الأنْبِيَاء

-

-

"إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْراً إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ". (عاموس 3: 7)

يُعطي اللهُ لأنْبيائهُ (لخُدامهُ) أهَميةً كبيرةً! فَهو يَقول أنهُ لا يَفعلُ شَيئاً قَبلَ أن يَكشفهُ لهُم. ولكنْ، لمَاذا يُحاولُ الأنْبياء فِعلَ الأشياءِ بِدونِ صلاةٍ أولاً! لإعطاءُ الكَلمةِ الأخيرةِ للرَّبِّ؟ قدْ يَكونُ نتيجةً لعَدمِ الإيمانِ، أو لِعدمِ الخِبرةِ، أو للاحَتقارِ أيضاً؟ فيجبُ أن يَتعلّمَ جَميعُ أبناءِ الرَّبِّ أن يَكونَ لهُم عِلاقةٌ حَمِيمةٌ مَع الرَّبِّ العلّي (مزمور 25: 14). فَجيدٌ أن تَبدأ فَوراً، وعِندمَا تَتّخذُ أيّ قَرارٍ، حَتى في تِلك القَراراتُ التي تُعتبرُ بَسيطةً، تَكلّم مَع الآبِ دَائماً قَبل اِتخاذِ أيّ قَرار (أمثال 14: 12).

خِدمةُ النّبي هي أمرٌ بَالغُ الأهَميةِ للكَنيسةِ. إِنهُ ليْس فَقط يَسمعُ مِن الرَّبِّ ويَتحدثُ للشَعب، لكِنْه يكرزُ بالقداسةِ كواجبٌ عليهِ، والشّيءُ الأكثرُ أهميةً هو أنّهُ يمثلُ الله عَلى الأرضِ. ومن لا يَنتبهُ إلى مَا يَقولهُ أو مَا يَفعلهُ سيكون شَاهداً سيّئاً عن الرَّبِّ. أُناسٌ كَثيرون لا يَفتحونَ الكتابَ المُقدّس أبَداً، لكِنهُم، يَعرفونَ مَا بِداخلهِ مِن ثَرواتٍ مِن خِلالِ حَياةِ القَديسينَ.

مَسؤوليةُ الَنّبي كَبيرةٌ جِداً. فَهي أعَظمُ مِن مَسؤوليةِ الطَبيبِ في المُجتمعِ، الذي يَجبُ عليهِ أن يَعْتني بصحّةِ النَاس. لأنهُ عَلى النَبي أن يَتحمّلَ مَسؤوليةَ النُفوسِ في عَصرهِ والذينَ سَيعيشونَ مِن بَعدهِ. فيجبُ عَليهِ دَائماً أن يَكونَ إناءً طَاهراً، مُقدّساً ومَملوءًا بِالزيتِ المُقدّس. ولا يَجبُ عَليهِ أبداً أن يَنفصل عنْ الرَّبِّ ولا يَتنَجّس بِأشياءِ العَالم، أو بِالخطيئةِ. لأنهُ قدْ دُعيَّ لكي يَكونَ سَفيرَ السَّماوات.

تُعطيهِ مَسؤوليتهُ الحقَّ في تَلقي سَرائرَ الرَّبِّ، لِذلك، يَجبُ أن يَتكاملَ مَع الله لكي يَعلمَ عَمّا إذا كَانَ يَنبغي عَليهِ أن يُعلنَ مَا اِستلمهُ مِن الله، وأينَ ومَتى وكَيف يَتمُّ ذَلك. مُهمتهُ هي أن يَهتمَ بَتنفيذِ العَملِ الإلهي، وإنهُ مُوجهٌ مِن قِبلِ الرَّبِّ، وليْسَ على حَسبِ رَغباتهِ أو مِن أجلِ الحُصولِ على مُكافأةٍ، كَما حَدثَ مَع بِلعام سَفيرُ الرَّبِّ، فَكان يَجبُ عليهِ أن يَقومَ بَتسليمِ الرِّسالةِ، حتى لو كَان ذَلك يُكلفهُ مُعاناةِ بَعضِ الآلام أو فُقدانَ حَياتهِ أيضاً. يَجبُ أن يُساقُ دَائماً بَالرُّوحِ القُدسِ.

النّبيُ هو خَادمُ الله، وعَليهِ، أن يَكونَ دَائماً عِند أقدامِ الخَالقِ. فحياتهُ هي من الأشَياءِ الثّمينة جِداً في عَيني الرَّبِّ لكَونهِ الشَّخصَ الذي يَستطيعُ تَوصيلَ رَسالةِ الله، لجَميعِ المُخلّصينَ أو الضَائعينَ، أمّا إذا تَورّط في أشياءِ هَذا العَالم، سَوف يَفشلُ بَالتأكيدِ، لأنّ خِدمتهُ لن يَكونَ لهَا الصَّدى الذي ينَبغي (2تيموثاوس 2: 4).

يَعملُ الرَّبُّ مِن خِلالِ أنَبيائهُ. وكَما كَانوا في المَاضي، فعَليهم عَملُ المشيئةِ الإلهية، ويُمكنُ اِستعمالهُم لتوبيخِ المُلوكِ، والأعَضاءِ الآخَرينَ في الِخدمِة، أو لتَحذيرهِم من أيّ اضطهادٍ أو من أيّ كارثةٍ قدْ تَحدثُ. الرَّبُّ قَادرٌ أن يُقيمَ أنْبياءً كَثيرينَ في أياَمناَ الحَاضِرةِ.

محبتي لكم في المسيح

د. سواريز