رسالة اليوم

10/06/2017 - أحرارٌ للأبد

-

-

وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: (هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ).(رؤيا يوحنا 3 :7).

يَحرصُ الرَّبُّ على كُلّ أمورِ شَعبهِ، فَهو يَهتمُ بِكلّ تَفاصيلهِم الكَبيرةَ مِنها أو الصَّغيرة، ولا يَقتصرُ كلامهُ مباشراً لقلوبنا فحسب، بل يُرسلُ أيضاً رَسائلهِ إلى مَلاكُ الكَنيسةِ (القِس)، ومِن المُهم أن نأخُذ تِلكَ الرّسائِلِ بِعينِ الاعتبارِ، وننفِّذُها، لأنّ كَلمتهِ هي الوصِية العَظيمةُ لنَا حَتى نَتمتّعَ بها كَاملة دُون نَقص. وهَذا يَحثُنا على دِراستِهَا والتَأمُلِ بِهَا لأنَها تَحتوي على نَعمةٌ كبيرةٌ لنَا.

مَا يُريدُ اللهُ أن يُخبرنَا بِهِ مُوجودٌ في رَسائلهِ. ولأنَها تَنتمي إلى الرَّبِّ، فهي ليْست مُجرّدُ طَريقةٍ للتواصُل مِثل كَلمتِنا، إنَّما تَتلامسُ مع أرُّوحِنا وحَياتِنا. لأنهُ لو تَأملنا مَا يُخبرنَا به الرَّبُّ باهتمامٍ، هَذا يَجعلُ روحنَا مُستنيرةً ويَجعلُ قُلوبنَا تَشعرُ بالأمانِ (رومية 10: 17)، وإنَّهُ مِن خِلالِ كَلمةِ الله نَكونُ قَادرينَ على مُواجهةِ كُلِّ المَشاكلِ في الحَياةِ ومُعَوِقاتُها، والنَّصرُ لنْ يأتي في هَذهِ المَعركةِ إلا مِن خِلالِ تَنفيذِ التَعاليمِ التي أوحَى بِها الله إلينَا في كَلمتِهِ.

قداسةُ اللهِ تَجعلُنَا نُدركُ أنَّهُ لنْ يَحُثنا على فِعلِ شيءٍ غَير صَحيحٍ، لأن الله كَامل في كُلِّ طُرقهِ، فهَو يُريدنَا أن نَكونَ طَاهرينَ وأنقياءَ، ونُزيلُ كلَّ بَقايا الشّرّ التي كَانت في حَياتِنَا، لأن الشَّيْطانَ يُحاولُ التَجديفَ على الرَّبِّ، وإظهارِ أنّ كلَامُه كَذِب حَتى نَقع في فَخّهِ، ولهَذا فَمن غَيرِ المَعقولِ أن تَخدمَ سَيّدين في آنِ واحد (لوقا 16: 13). ولأنَّهُ لا يُمكنُ لِقديِسي الله أن يَتشاركوا الحَياةَ مع الأشَرّارِ أولئِك الذِينَ قُلوبَهُم وشِفَاهَهُم نَجِسةً، َوفقط الأتقياء تَجدهُم لهُم عِلاقةٌ مع الله الآب (إشعياء 59: 1-2). وهو الذي يُطهرُ ويُقدّسُ ( مزمور 103: 8-14).


 
لا يَستعملُ الآب الخِداع والأكَاذيبَ في تَعاملهِ مَعنا، لأنّ هَذهِ الأمُور تَتعلقُ بالشَّيْطانِ وأعمالهُ، أمّا أعمالُ الرَّبِّ فَصادقة ٌوحَقيقيةٌ (مزمور 145 : 17).ولأنَّهُ لمْ يَتركنَا فَكل أعمالهِ دَقيقةٌ. فَكانَ يَعلمُ قِيمةِ الثَمنِ الذي سَوفَ يَدفعهُ من أجلِ خَلاصِنا، وحَتى يُتمّمَ كُلَّ شَيءٍ، استعملُ كُلَ الحُلول المُمكنةِ ليُخلّصنَا، وهَكذا يَنبغي أن يَكونَ خَادمُ الرَّبِّ.

لقدْ كَانَ دَاود رَجلاً حَسبَ قَلبِ الله ( أعمال 13: 22). وكانَ مُدركاً ماذا يَستطيعُ الله أن يَفعلهُ لو كانَ مَحلّهُ وهَذا مَا جَعلهُ يَعيشُ حَسبَ مَشيئةِ الرَّبِّ، لأنّ الرَّبَّ يَقولُ إنهُ يَملكُ مَفاتِيحَ دَاود، وهَذا يؤكدُ أنّ الله سَوفَ يَهبنا البَركاتُ التي حَصلَ عَليها دَاوُدُ تَماماً. لأنّ الرَّبِّ يعملُ في أيَامِنا بَنفسِ القوّة التي عَمِل بهِا مَع دَاود، وهَذا يَحثنا على التأمُلِ كيف كانت مَواقِفَ دَاوُد تِجَاهِ الله، حَتى نَستطيعَ العَيش مِثلهُ لإرضاءِ الله.

وبِمجرّدِ أن نَسلكَ بِتلكٍ الطريقةِ التي عَاشَ بها دَاوُد سَوفَ يَفتحُ الله أمامنَا أبواباً يعَجِزُ الجَميعُ على إغلاقها، لنَشكر الله أنّ الرّب يسَوع فَتح لنا بَابَ النِّعمةَ ولا يستطيع أحدٍ أن يُغلقهُ، وهَذا الباب مَفتوحٌ أمَام الجَميعِ ليعبُرَ مِنهً، لكنَّ الشَّرط الوَحيد هو أن يَكونَ المُرءُ رَاغباً في ذلك.

بَنفس الطَريقة التي يَفتح بِها الله أبواب، يَستطيعُ أن يُغلق أُخرى ولا قُدرةَ لأحٍد أن يَفتحها، لأنهُ إذا مَنحكَ ابن الله الحُريةَ مَجانا، فَبالحري بِكِ أن تعيشَ حُرّاً (يوحنا 8: 36). بِالإضافةِ إلى ذَلكَ، لقدْ أغَلقَ أبَواب الهَاوية التي تتَسلّطُ عَليكَ من خِلاِل الإدمانِ و الخَطايا وكُلّ أنواعِ الشرّ.

محبتي لكم في المسيح
د.سواريز