رسالة اليوم

07/06/2017 - الْوقتُ قَدْ حَان

-

-

لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ (الجامعة 3 :1).

في كُلِّ مرةٍ نَفشلُ فِيها أو لا نَصلُ إلى اِستجابةٍ سَريعةٍ لصَلواتِنا، نَستعملُ عِبارةَ "في وقتِ اللهكَشماعةً لإخَفاقِنَا، لأنهُ في عَصرنَا الحَالي لاينبغي أن نَبحتَ عنْ الأعذار أو المُبرّرِات لِفشلِنَا، لأننا نَفعلُ الأشياءَ المُخالفةَ لإرادةِ الله، وحَتى صَلواتِنا لا تَكونُ بإيمانٍ حَقيقي، لأنّ كُلّ مَا تحتويه كَلمةُ الله هو أننا نَعيشُ في الوَقتِ المُناسبِ للحُصولِ على البَركاتِ الإلهيةِ، ولنَبدأ عَملَ مَشيئتهِ (لوقا 4 : 21). لأنهُ هَذا مَا أخبرنا بهِ يَسُوع عِندمَا قَرأ سِفر إشعياء(61) في الهَيكل في كَفرِ نَاحُوم.

يَعرفُ الله الاوقاتَ الخَاصّةَ وبِدقةٍ ليَقومَ بِمُساعَدتِنَا وتَلبيةَ طَلباتِنا، لهِذا فَالكتاب المُقدس يُظهرُ لنَا دَائماً مَاهي إرادةُ الله لنَا، ومَع ذَلك نَرى أنّ حُريةَ الاخَتيارِ تَبقى مَتروكةٌ لنَا لنُقرّرَ إن كُنا نَرغبُ في الحُصولِ على تِلكَ النَّعمةِ أم لا ؟ لأننا نَرى أنّ الكتاب  المُقدّس يَحتوي عَلى عَددٌ لا يُحصى مِن الدُّروسِ والعِبر لنَتعلمَ مِنهَا، عَلى سَبيلِ المِثالِ، قِصةُ مُوسى مَع بَني إسَرائيل، نَرى كَيف كانَ الشَعبُ خَائفاً ويائساً عِندما اِقترب إليهم فِرعون، مِمَا أغَضبَ مُوسى، ولكِنْ رغب في الصّراخ عليهم كي يبدأوا بالصّلاة ، مما جعل الله يوبخ موسى، لأنه كان ينبغي عليه أن يتوقف عن الصّراخ الى الله وأخد الشّعب في اتمام المسير ، (الخروج14 : 9 - 15). لهذا يجب أن نفهم أنه عندما يخبرنا الله بالقيام بشيء، يجبُ أن نُنفّدهُ فَوراً دُون الحَاجة إلى الخَوفِ والتوسُّلِ إلى الرَّبِّ يَسُوع.

لقدْ أعَطانَا الرَّبّ الكتاب المُقدّس ليَكونَ مَنارتُنا ويَملأ حَياتنَا، لأنهُ هَذا هُو الوَقتُ أفضلُ من أيِّ وقتٍ مَضى، للكِرازةِ والتبشيرِ بِالكتابِ المُقدّسِ، فَنحنُ نَعرفُ الرَّبَّ يَسوعَ من الكتابِ المُقدّسِ أكثر مِن أولئِكَ الذينَ كَانوا بِرفقتهِ لأكثرَ من ثَلاثِ سَنواتٍ، لأنهُ في وقتنِا الحَالي لدَينَا التَقنيات والقُدرةُ على جَلبِ الضّالين أكثر، إلى مَملكةِ الله مُقارنةً بأيام الرُّسُل، ورُغم كُلّ هَذا فَالحقيقةُ المُرّة هي أننا لا نَعرفُ كيفَ نُوظفُ أو نَستفيد من كُلِّ هَذهِ الإمكانيات المُتاحة لنَالأنهُ يَجبُ عَلينَا جَميعَا الخُروجَ إلى الشَارعِ والتبشيرِ عنْ مَحبةِ الله للعَالم حَتى يُظهرَ الرَّب بَركاتُهُ وقُوتهُ ليُبارِكَ عَملنَا.

نَرى العَديدَ من الأشَخاصِ لا يَستفيدونَ من هَذه الإمكانياتِ المُتاحةِ لهم، ويَقولونَ أنّ الله أمرهُم بِعدمِ الكَلامِ، مِمَا جَعلهُم لا يقُومونَ بشيءٍ في هَذه السَنةِ أو السَنةِ المَاضية بِحُجّة أنها أوامرٌ إلهيةٌ. لكِنَّ الحَقيقةَ أنّ هَؤلاءِ الأشخاصِ لا يزالون بِحاجةً إلى الخَلاص الرُّوحي، لأنهُ كَلمَا وهبنَا حَياتنَا وأعَمالنَا لله سَيستخدمُنا أكثرلأنّ المَسيحَ لا يُقصِّرُ في حَقنَا ويَستطيعُ سَماعَنَا (إشعياء 59 : 1)، ولِهذا لنُعلمَ النَاس أن يَصرُخوا إلى الله لأنهُ حَانَ الوَقتُ للاستجابةِ.

لنَنسى كُلّ تِلك الأشياءِ التي تَعلمناهَا، ونَخرجَ مِن أجل القِيامِ بِالمُهمّة التي كَلفنَا بِها الرَّبُّ يَسُوع. لان هَذا العَالم يَنتظرُ أن يَرى أبناءَ الله ( رومية 8 : 19). لأننا نَملكُ القوَّة السَّماوية التي تَجعلُنا قَادرينَ عَلى القِيامِ بِالأمرِ، وبِها سَوفَ نَقومُ بِعلاجِ النَاسِ و واِعطائهُم الخَلاص والازدِهار. إنَّها القوُّة للقِيام بالوعُدِ الإلهي.

يَجبُ أن نَكونَ على قَناعةٍ تَامة وشَجاعةٍ مِثلَ أولئِكَ الذينَ خَدموا الرَّبَّ في المَاضي، لانّ الله سَوفَ يَستخدمُنا مِثلمَا فَعل مَع بُولس والآخَرين الذينَ كانوا عَبيداً في عَهدِ التورات ، إذاً لنَقُم بِإحداثِ الفَرق.

محبتي لكن في المسيح

د. سواريز