رسالة اليوم

05/06/2017 - التَوبِيخُ القَاسِي

-

-


وَلكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا (رؤيا يوحنا 2: 14).

لا يُمكنُ لخَادمِ الرَّبِّ أن يَعيشَ حَياتهُ في الخَطيةِ، لكنْ ولسُوءِ الحَظِ، هُناك كَثيرونَ ممّن يَعيشونَ حَياتهُم في الخَطيةِ رُغم أنَّهم لمَسوا الرَّبَّ في حَياتِهم. والمُشكلةُ الكُبرى أنَّهُم يَعرفونَ أن الرَّبَّ حَدّدَ يَوماً للدينونةِ، ولِهذا فَهُم لا يُفكرونَ أن النَجاحاتَ والانجازاتَ التي حَققوهَا في حَياتهم هي فَقط سَطحية وتَخالفُ إرادةَ اللهِ، لأنّ الرَّبَّ مُلتزمٌ بِكلمتهِ التي أخَبرنَا بِها وهو سَوفَ يُدينُ العَالمَ في يومِ الحِسابِ العظيمِ.

لقدْ تَغيّرَ حَالُ بَني إسَرائيل عِندمَا وقَعوا في الزِّنا مَع بَناتِ مُوآب ونَسوا الرَّبَّ (عدد 31: 8- 16). لقد مَاتَ في ذَلك اليَوم أربعةَ وعُشرونَ ألفَ رَجلٍ (عدد 25: 1-9). ومَع ذَلك لا يَزالُ العَالمُ حَتى يَومِنَا هَذا يَجني مَا تَركتهُ ثِمارُ تِلكَ الخَطيئةِ. ولكنَّ الشَّيْطانَ لا يَستطيعُ أن يُوقفَ عَملَ الله إلا أنّهُ يَقومُ بِإرسالِ خُدامِهِ ليُحرِّفوا الوَاقعَ ويُضلّوا النَاس، لِهذا يَجبُ أن تَحترسَ من كُلِّ المُغرياتِ في هَذا العَالمِ والتي تتعارضُ وتَعليماتُ الكِتابِ المُقدّسِوذلك، لأنّ الثَمن الذي ستدفعهُ سَيكونُ غالياً جداً.

إذا استسَلمتَ لسَحْرِ المُوآبيات سَتكونُ نِهايتُك هُو الوقُوع في الدّعَارة، لأنَّهم لا يُعطونَ أية قِيمةٍ للتَقاليدِ العَائليةِ أو الأخلاقيةِ، فهُم باختصارٍ يَعيشونَ في مُجتمعٍ يَسمحُ لهُم بفعلِ أيّ شيءٍ. وفي يَومنَا هَذا كَثيرٌ لا يزالُ الكثيرُ من المُوآبيات يَعِشْنَ في العالم ويَنْشُرن الفَسادَ ويَجعلْن الكَثيرَ من أبناءِ الرَّبِّ يبتعدون عنهُ. فلا يَعني أنَّك لمْ تَكنْ موجوداً في زَمنِ الخَطيئةِ الأصَليةِ يَجعلك مَعصوماً مِنهَا بلّ بالعكسِ. أنتَ وريثها، لأنَّهُ كُلُّ من تُسوغُ لهُ نَفسهُ اِرتكابُ الخَطيةِ سَوفَ يَبكي بِمرارةِ في يوم الدَّينونَةِ مِثلمَا حَدتَ لعِيسو لكنَّ بكاءهُ لمْ يُجدي نَفعاً.

فلا تَجعل نَفسكَ ضَحيةً لخِططِ الشَّيْطانِ وتَشتركَ في الأعَمالِ الوَثنيةِ، فمَا يُثيرُ غَضبَ الله هُو أن يَخدعنَا الشَّيْطان بَاستعمالِ الأوثانولذلك يَجبُ أن تَفهمَ هَذا جَيداً : لا يجب أن يخدعنا الشّيطان ويجعلنا عبدة الاوثان، والتي يمكن أن تكون شخصاً أو أي شيءٍ أخر، حَتى يَتمكنَ من سَلبنَا حَياتنا مَع الله.

 الوقوعُ في الزّنى يَعني أن تَلتصقَ بشخصٍ آخر بَالجسدِ، وهو ليْسَ زَوجكَ أو زَوجتُك، لأنَّنا نَنتمي إلى مَملكةِ الرَّبِّ وهَذا يَمنعُنَا من الالتصاقِ بالجَسدِ أو العَاطفةِ مع مَملكةِ العَالمِ، لأنَّنا يَجبُ أن نَتجنّبَ الوقوعَ في الدَّعارةِ بِكُلِّ حَواسِنَا، ولا نَدع أي شيءٍ يَستعملهُ الشَّيْطانُ أن يَتغلبَ عَلينَا ويَسلبنا حَياتنَا. فنحنُ نَنتمي إلى الله ويَجبُ أن نُكرّسَ أنفُسنَا من أجلهِ و نُرضيهِ ونَحيى مِن خِلالِ كَلمتهِ.

كُنْ قُدّوس لأنّ الرَّب قُدوسٌ(1 بطرس 1:16). لهَذا يَجبُ أن تَرفُضَ أي عِلاقةٍ أو صَداقةٍ مع شَخصٍ تَعيشُ حَواسهُ أو روحهُ في  إتصالٍ مَع الإثمِ، لأنّ القديسينَ يَجبُ أن يَقفوا إلى جَانبِ الرَّبِّ أما الذي تَذهبُ روحهُ في طَريقِ الإثمِ فهو يَنتمي إلى الشَّيْطان، قَدِّس نَفسكَ وسَوفَ يُرحّبُ بِكَ الرَّبُّ.

محبتي لكم في المسيح 
د.سواريز