رسالة اليوم

03/06/2017 - نَفّذ واجِبكَ بِإخلاص

-

-

حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا وَسِيلاَ رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ (أعمال الرسل 15: 22).

هُناك عِدّةُ طُرقٍ للقيامِ بِعملِ الرَّبّ: عَلى مَا "أعتقد"، عَلى مَا "أظنْ"، أو من "رأيي، يَجبُ أن يتمَّ العمَل بهذا الشَكل". ومَع ذَلك، لا يَنبغي قُبولِ أيّ شيءٍ من هَذا. فَالوسَيلة الوحَيدةِ الصَّحيحةِ لخدمةِ الآب هي الطَريقةِ التي يُوجّهنَا إليها. والذي يَفعلُ مَا يقولهُ، فهو بِلا شَك يَنجح (مزمور 1: 1- 3).

عِندمَا يَشعُر رجَالَ الله بشيءٍ، يَجبُ أن يَفعلوهُ، لأنهُ لا يُعطي أيّ تَوجيهِ دونَ غَرضٍ. فإذا كُنتَ تَشعرُ يَوماً، أنك يَجبُ أن تعُطي رِسالةً إلى صَديقٍ، إلى زَميلٍ في العَمل، إلى قَريبٍ، أو إلى صَاحبٍ العملِ حتى، فَلا تَغلق فَمك. اِقترب بِحكمةٍ، تَكلّم فَقط عنْ المُوضوع الذي يُرسلهُ الرَّب ولا تُحاول تَفسيرَ مَا يَقولهُ، إلا إذا كُنت قدْ حَصلت أيضاً على التَفسير. والاخَلاصُ في تَنفيذِ الواجبِ هو شَرطٌ أسَاسي لكي يَتمّ تنَفيذ العَملِ.

الرُّعاة هُم مَلائِكةُ الله، والرّاعي هُو الذي يُوجّهُ الكَنيسةَ. ولكِنْ، الذي يُؤدي العَمل بَرخاوةٍ سَوفَ يَدفع الثَّمنَ بَاهظاً أمَام مَحكمةِ المَسيحِ (إرميا 48: 10). وأيضاً كُلّ مسيحي سَيُقدّمُ الحِساب، والمَسيحي الذي يُضيعُ وقَتهُ في الحَديثِ عنْ الأشياءِ خَارجَ كَلمةِ الرَّبِّ، أو في فِعلِ الخَطيئةِ. فمن يُحكمُ عَقلهُ يَجبُ أن يَطلبَ دَائماً مَشيئةُ الرَّبِّ يَسُوع، المُوجودةُ في الإنْجيلِ.

إنّ الرُّسل المَذكورينَ في نصِّ الإنْجيلِ هذا، اِستطَاعوا جَعلَ الكنيسةِ رُّوحيةً، وبالتَالي أمكنهم المشاركة في اِتخاذِ القرار, فَمن الضَّروري أن نَعمل عَلى نَموِ أعَضاءِ الكَنيسةِ في النَّعمة ومَعرفةِ الله. لأنّ رَغبةُ الرَّبِّ العَميقةِ هي أن تَكونَ كَنيستهُ مُكتملةَ النَموِ في الإيمانِ، لكي لا يَكونَ هُناك حَالاتَ زِنى بِينَ أعَضَائها، ولا يَكونُ هُناك حَاجةً لزيارةِ البَعض مِنهُم في السُّجون - إلا في حَالةِ الاضطِهادِ بسببِ البشارةِ بالإنجيل. ويَجبُ على الكَنيسةِ أن تُساعِدَ البَعيدين، ولكنَّ، يجب أن يكون أعَضاؤهَا مِثالاً للقَداسةِ ومَخافةِ الرَّبِّ الإله.

أمَا الأمُور الجَديدةِ التي تَنشأ بِينَ شَعبِ الله يَنبغي أن يَكونَ لهَا حَلٌّ من السَّماء فَقط. وَروحُ الرَّبِّ القدير يوجدُ لتَوجيهِ أبناءِ الرَّبِّ الإله لاتخاذِ المَواقفِ الصَّحيحةِ حَسب الكَلمةِ. وبِدونِ هَذا التَوجيهِ، لشعبِ الله، فَلنْ يَنمو ولن يَشتركَ في الحَياة الوَفيرةِ التي أعَطاها يَسوعُ لنا. لأنَّه في المَسيحِ، هُناك النَّصرُ الكَاملُ فقط.

مَكتوبٌ أنّ الرَّبَّ يُؤكدُ عَلى كَلمةِ خَادمهِ، إنما هَذا يَحدثُ فقط عِندمَا يَكونُ خَادمَ الرَّبِّ حَقيقياً. أمَا الذي يَتحدثُ عنْ نَفسهِ، ولا يَعيشُ عِندَ قَدمي الآب، ولا يَنحني أمَام حِكمة الرَّبّ ولا يُعطيها المَكانَ الأولَ في حَياتهِ لنْ يؤكدَ الرَّبُّ على كَلامهِ، لأنهُ لا يَتكلّمُ وفق رسُول السَّماء. يَجبُ مُواصلةَ دِراسةِ كَلمةِ الرَّبِّ واِحترامَها أكثر، وسَوفَ تتَحسّنُ حَياتكَ بقوّةٍ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سواريز