رسالة اليوم

31/05/2017 - إنَّها التَقالِيد

-

-

 لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ، لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ.(مرقس 7 : 3).

يَمتلكُ عَقلُنَا البَشري القُدرة على إيجادِ الحُلولِ والمَخارجَ لكثيرٍ من المَشاكلِ التي نَمرُّ بِها، وعِندمَا نعجزُ عنْ حلِّ هذهِ المَشاكل، ففي هَذا الوَقتِ تظهرُ التَقاليدَ والأعراف. ومَع ذلك، هَذا لا يَعني أنّ الله هو مَصدرُ هَذهِ التَقاليد والمُعتقداتِ، لأنّ الإنسَانَ يَبحثُ دَائماً على ثغراتٍ، ليُظهرَ مَذاهباً ومُعتقداتٍ أنَّها مِن عند الله، بَالرُّغمِ مِن أنَها ليْست مِنهُ.

 اعتِقادُنا بأنّ بَعضَ التَقاليد والعَاداتِ هي أوامرُ الله، أمرٌ خاطئ، حَتى أنّ بَعضَ طُقوسِنا الدِينيةِ لا يَجبُ أن تُستخدمَ في جَميعِ المُناسباتِ، على سَبيل المِثال ، كَانَ ذَلك الثُّعبانُ النُحاسي الذي وضَعهُ مُوسى على العَصا في الصَحراء أمرٌ إلهي، وكان الغَرضُ مِنهُ أن يُساعِدَ الله شَعبهُ في ذَلك الوضعِ الخَطير، لكِنْ، وبَعد ذَلك قَام المَلكُ حزقيا بِكسرِ ذَلك الثُعبان، لأنّ النَاس قَاموا بِعبادتهِ مِمَا كان مُخالفاً لأوامر الرَّبِّ(عدد 21 : 9 _ ملوك الثاني 18 : 4 ). إنّ العَاداتَ والطُقوسَ التي يَجبُ أن نُحافظَ عَليها دَائماً، هي تِلكَ المَكتوبةُ في الكِتابِ المُقدّسِ، ووضَعهَا لنَا الرَّبّ فيهِ، مِن أجلِ أتباعِهَا والعَمل بِكلِ واحدةٍ حَسبَ الهَدفِ مِنها.

 مِن المَفهومِ أنّ البَعضَ مِنكُم يُحاولُ مُساعدةَ الآخَرينَ حَسبَ الوَسائل التَي يَملكُ، لكِنْ كَما رَأينا بَالفعل، ليْست كُلُّ الوَسائلِ والقَراراتُ مُستوحاةٌ مِن كَلمةِ الرَّبِّ، وبِمُجرّدِ أن نَستطيعَ حلّ تِلك المُشكلة يَجبُ أن نَتوجّهَ بالشُكرِ إلى الرَّبِّ الذي أعَطانَا القُدرةَ على حَلِّها، ولكنْ لا يَجبُ أن تَتحوّلَ إلى طُقوسٍ وعَقائِدَ، لأنهُ فَقط كَلمةُ الرَّبِّ هي الوَحيدةُ الصَّالحةُ للاستخدامِ في كُلِّ الظُروفِ (2 تيموثاوس 3 : 16 – 17).

أهَمَ الأمُور التي يَجبُ عَلينا أن نُدركهَا جَيدا أنهُ لا يَنبغي لنَا أن نَقومَ بِعبادةِ أي شيءٍ أو شَخصٍ استخدمهُ اللهُ لأجلِ اِخراجنا من مُشكلةٍ كُنا نَمرُّ بِها ، بلّ يَجبُ عَلينا أن نُعبُدَ الله وحَدهُ، إضافةً إلى ذلك يَجبُ على ذَلكَ الشَّخصَ الذي اِستخدمهُ الرَّبُّ أن يَكونَ مُتواضاً كِفايةً حَتى يَعترفَ باستخدامِ الرَّبِّ لهُ، لأنهُ لا أحدَ يَستطيعُ أن يَفعلَ أي شيءٍ دُونَ المُساعدةِ المُباشرةِ أو الغَيرِ مُباشرةِ من الرَّبِّ، تَذكّر دَائماً أنّ تِلكَ القُدرة التي تَملكُها في عَقلكَ لِحلِّ المَشاكلِ هي مُقدمةٌ لكَ من الله، لِذَلك يَجبُ عَليك تَقديمُ الشُّكرِ و التَمجيدِ لله في كُلِّ وقتٍ.

 إنّ الذينَ يَرفُضونَ تِلكَ التَقاليد التي أسَّسهَا النَاس ويَتمسّكونَ بِكلمةِ الله، يُساعدهم الله دَائماً، ومن نَاحيةٍ أخرى هُناك من يَعتقدُ أنّ التكنلوجيا سَتُساعِد فهي غيرُ قادرةً على المُساعدةِ دَائماً، لنَعتبرَ أنّ هُناكَ شَخصٌ يُعاني من الألمِ ثُمّ أخدَ دَواءً دُونَ اِستشارةِ الطبيبِ واِختفى الألمُ، وقام بِإخبارِ النِاسِ أن الدَواءَ الذي تَناولهُ قَادرٌ على تَخفيفِ آلامِ للجَميعِ، لكنْ ليْس الجَميعُ يَملكونَ نَفسَ المَرضِ، وأفضلُ شيءٍ يَجبُ أن نَفعلهُ في جَميعِ الظروفِ والمَواقفِ هو اللّجوءُ إلى الرَّبِّ وتَجاهلِ العَاداتِ والتَقاليدِ، لأنها من صُنع العَقلِ البَشري، وإتِباعُها يُمكن أن يُعرقل مُساعدةَ الرَّبِّ لكَ (مُرقس 7 : 6 - 13). فَمن يَتوجهونَ نَحو الرَّبِّ وَيطيعونَ أوامرهُ تَجدهُم دَائماً نَاجحينَ.

محبتي لكن في المسيح 
د.سواريز