رسالة اليوم

30/05/2017 - لمَحَة عنْ حَيَاةِ الفَائِزينَ

-

-

لَكِنْ فِي نَامُوسِ ٱلرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا (مزمور1 : 2).

لا شَيءَ في هَذا العَالمِ مِن حَولنا يَمُرّ بِعشوائِيةٍ، فَهو يَخضعُ لِعدّةِ أنواعٍ من القَوانينِ، لا يُمكنُ للمطرِ أن يَنزلَ بالصُّدفةِ ولا حَتى البُدور يُمكنُها أن تَنموا بِعشوائِيةٍ، حَتى ذَلِك الطَعام الذي نَتناولهُ يُمكنهُ أن يُنفعنا أو يَضُرنَا، حَتى كَلمَاتِنا وأفَعالِنا هي سَيفٌ ذو حَدَّين، أمّا أن تَبني حَياتِنا أو أن تَأخُذُنا إلى الهَاوية، َقانونُ الرَّبِّ أفضلُ مِثالٍ للجَميعِ ( مزمور 19 : 7 - 11 ). فَمِن خِلالهُ تَبقى كُلَّ الكَائناتِ على قَيد الحَياةِ، ومِن خِلالهُ تَمَّ تأَسيسُ نِظامُ هَذا الكَونِ الفَسيحِ بِكلِّ أسَاسياتِهِ ورغَباتِهِ، وأولئِك الذِينَ يُطيعون الله بِجديةٍ، هُم من يُحبونَ قَانونهُ.

 عِندمَا نَحيا قَانونَ اللهِ بِسعادة وسرورٍ نَتفوّقُ ونَتخطى أولئِك الذينَ يَنفذونَ قَانون الله دُون فَهمِ أو إدراكِ قِيمتهِ أو شَأنهِ. أنهُ يُعطينا أفَضليةً كَبيرة، فعَددُ النَاسِ الذينَ لا يُدركونَ أهميةِ عَيشِ حَياتهم حَسب قَانونَ الله ليْس بالعددِ القِليل، فَهُم يَسعونَ فَقط إلى المَلذّات وإشباعِ الشَّهواتِ الدّنِيوية، وتَجدهُم في كَثير من المَواقفِ يَفعلونَ أيّ شيءٍ من أجلِ الحُصولِ على رَغباتِهم، أمَا أولئِك الذينَ يَعيشونَ بِفرحٍ وسَعادةٍ في قَانونِ الرَّبِّ، تَجدهُم دَائماً فَرحينَ وإيَجابيينَ في كُلِّ الأشياءِ في حَياتِهم، ممَا يَجعلهُم مُنتصرينَ في كُلِّ مَعاركِهم، 

أنّ هَؤلاء الذينَ لا يَأخذونَ أمورَ الدّنيا بِأهميةٍ كبيرة، ويَحرصونَ على مَا أمر بهِ الله  حَتى لا تَكونَ نِهايتهُم في الجَحيم، بل الحُصول على البَركات والنِّعم الإلهيةِ رُغمَ قِلّتهم وصُعوبةِ الأمرِ إلا أنهُم حَريصونَ على ذَلكَ.

أن الهَدفَ الأسَاسي لتَعاليمِ الكِتابِ المُقدّسِ هو التَأملَ في قوانَين الرَّبّ لنَحصُلَ مِنهَا في النّهايةِ على الحَياة الناجحةَ والمُتكاملةَ، والكِتابُ المُقدّس يَجعلُنا أكثرَ فَهمٍ وإدراكٍ، مِمَّا يُعَطينَا سَلامٌ في حَياتِنا ويُثبتنُا ويُقوينَا في كُلِّ معاركنا، إن تلِكَ الآيات هي الجَوهَر واللّبَ الذي يَكشفُ ويَمنحُنا النَّصرةَ في مَعَارِكِنا، أنّ القَاعدةَ الأساسية لهَزيمةِ العَدوُّ وتَجنبِ فِخاخهِ هي العَيشُ بِسعادةٍ في تَأمُلِّ شَريعةِ و قَانونِ الرَّبِّ

إن يَسُوعَ لهُو أفضلُ مِثالٍ لنَا في هَذا الأمرِ، فعَلى الرُّغمِ من أنهُ هو الله، ولكنهُ كانَ عارفاً للكتابِ المُقدسِ مُكتشفاً كُل مَا تَحتويهِ صَفحاتِهِ، وجَاء إلى عَالمِنَا كرجُلٍ، وأخلى نَفسهُ مِن كُلِّ مَجدهِ وصَلاحياتِهِ الإلهية، كَان مُدركاً أنهُ في حَاجةٍ إلى تَوجيهاتِ الآب، لقدْ كان سُلوكهُ وكَلماتهُ مَبنيةً على تَعاليمِ أبيهِ ( يوحنا 17 : 24- 22 )، أمَرنا أن نَفعلَ نَفس الشّيءِ، افعل ذَلك ! وسَوف تُدركُ كم هو يَسيرٌ وسَهلٌ المَسِيرُ مع اللهِ.

إنّ التَأمل في قَانونِ الرَّبِّ ليَلاً ونَهاراً سَوفَ يُعطيكَ  الإحساسَ بِالمُتعةِ والسَّعادةِ، ويَجبُ أن تَستوعبَ وتَفهمَ أن هَذا المَوقفَ البَسيط هو الذي سَوف يَجعُلك من الفَائزينَ، لأنّ أبطالَ الإيمانِ أدَركوا أنّ السَّبب في كَونِهم يَحيونَ حَياةً غَير عَاديةٍ، هو العَيشُ والتَأملُ في قَانونِ الرَّبِّ، وهَذا ما جَعلهُم يَقومونَ بَعجائبَ وأعمالَ عَظيمة في مَع الناسِ من حَولهم، لأنّ المَسيحيةَ جاءت إلينا حَتى نَقوم بَعجائب ومُعجزات تُقوِّمُ الإدراكَ البشَري مِن خِلالِ طَاعةِ تَعاليمِ الكِتابِ المُقدّسِ.


محبتي في المسيح 

د
.سواريز