رسالة اليوم

29/05/2017 - احَفظ كَنزكَ العَظيمَ

-

-

"وَلَهُمْ سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ" (1 تيموثاوس 3: 9).

بفَتحِ عُقولنَا لفَهمِ الإنْجيلِ، نَعثرُ على أعَظمِ الكُنوزِ، التي لمْ نُدركُهَا منْ قَبل، وهَذهِ الكُنز هو مَعرفةُ الرَّبِّ الإلهِ وقُوتِهِ. وبَالأخبارِ السَّارةِ، نَحنُ نَعلمُ أنّ لدَينَا خَالقٌ يَجعلُ كُلَّ الأشياءِ تَعملُ مِن أجَلنا، ويُصلحَ نُفوسنَا ويَجعلُها نَقيةً وطَاهرةً بِكلِّ مَعنَى. هَكذا، وبَعدَ مَا نَختبرُ الحَقيقةَ التي تَجعلُنا أحَراراً، يَجبُ عَلينا الحَفاظُ على هَذا السّرِّ، سِرُّ الإِيمَان، لأنّهُ كنزٌ كبيرٌ لدينا – وهَذا مَا يَعنيهِ الإنْجيلُ تَماماً.

فَالرَّبُّ يَعملُ من خِلالِ هَذا السّرِّ: عِندمَا يَحصلُ الإنسانُ على الفَهمِ من كَلمةِ الحَياة ويُؤمنُ بِما يُكشَفُ لهُ مِنَها، يَبدأ الرَّبُّ في العملِ من أجلهِ. لِذلك، لا يُمكنَنا أن نَفشلَ في تَنفيذِ مَا كَشفهُ لنَا الرَّبُّ في الإنْجيل.

في المَاضي، خدامٌ كَثيرون للرَّبِّ قَاموا بَخدمتهِ بِنجاحِ، ولكنهم، لمْ يَتمكّنوا مِن اِكمالِ رِسالةِ الإيمانِ بِالكاملِ، ولكنْ بِمجيءِ الرَّبِّ يَسُوع أتت النِّعمةُ والحَقّ وصَارَت لبني البَشر وتَحتَ تَصرّفهِم (يوحنا 1: 17).

أولِئك الذينَ يُكرّسونَ حَياتهُم للرَّبِّ ويَسمحونَ بِاستخدامِهم كَأدواتٍ قَويةٍ في يَديهِ، سَوف يُدركونَ أنّهُم قَادرونَ على القِيامِ بَعملهِ كَخدامِ الرَّبِّ الإلهِ العُظماءِ في زَمنِ الإنْجيلِ، بَل وَأَعْظَمَ مِنْهم أيضاً (يوحنا 14: 12). وبالعَكسُ تَماماً، يَرتكبُ خَطأً كَبيراً من لا يُعطي المَكانة الأولى في قَلبهِ للأخبارِ السَّارةِ.

حَسناً، ليْس هُناك شيءٌ أهم من أن نَقرأ كَلمةَ الرَّبِّ الإله، ونَتأملُ بِها، بل ونَعيشُها، لأنهُ بالوُّحي الإلهي نَنالُ المَواهِبَ، والمَهاراتِ والأعَمال الأخرى لروحِ الرَّبِّ. لذلك، يا أخي، يَجبُ ألا تفقد ذَلكَ الذي مُنحَ لك مَن السَماءِ، بل واحَفظ سِرَّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِر. وهَذا يَعني أنك لا يَجبُ أن تَعملَ من أجلِّ مَصلحتكَ الخَاصة، أو لأغراضٍ شِرّيرةٍ. وإن كُنتَ قدْ فَعلت شَيئاً خَطأ في الماضي البَعيد أو في الوَقت الحَاضرِ - وهَذا يُؤنّبُ ضَميركَ - ادخُل إلى مَحضرِ الرَّبِّ العليّ واِعترف لهُ بِكُلِّ شيءٍ، وأطلب مِنهُ الغُفرانَ واقبل بِغسلِ المِيلادِ الثَاني وتَجديدُ الكَلمةِ، لأنهُ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، نقَياً وبِدونِ إدانةٍ فقط، سَوفَ تحَصلُ على سرِّ الإيمانِ.

فَمن المُهمِ أن نُلاحظ الوصَايا الإلهيةَ ونَسعى جَاهدينَ لكي لا نَجلبَ أيّ إساءةٍ لمَلكوتِ الله، لأنهُ في يَومٍ ما، سَنقدمُ حِساباً عمّا فَعلناهُ بِسرِّ الإيمانِ هَذا، الذي هُو أمر سَماوي لنُمثل الرَّبِّ في أيامنَا هَذهِ. لذلك، ليس الذين يُمارسونَ الخَطيئة يُسيئونَ فقط، لكنَّ أيضاً الذين لا يُؤمنونَ أنّ الإَيمانَ هو الذي يَدفعنا لنُحقق العَمل (يعقوب 4: 17).

وإن كانَ هَذا يَحدثُ مَعك، اصَلح أمُوركَ مع الرَّبِّ القدير ولا تَترك أي شَيءٍ قدْ يَكونُ شِريراً، اِبتعد عَنهُ وعن من يُحركهُ .

محبتي لكم في المسيح 

د.سواريز