رسالة اليوم

28/05/2017 - تَحَذِيرٌ جَاد

-

-

 "لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ" (مرقس 13: 19).

سَتكونُ رهيبةٌ تِلكَ الأيامِ التي سَوفَ تَسبقُ المَجيء الثَاني للرَّبِّ يَسُوع. وسَوف ينشأ قبل نهاية العالم مِثلَ هَذا البَلاء، كَما لمْ يَكُنْ مِثلهُ أبداً. فَقد اِجتازت البَشريةُ بِأوقاتٍ صَعبةٍ جِداً سِواءَ كَانَ في المَاضي أو في الحَاضِر. ويُمكنُنَا أن نَذكرَ على سَبيلِ المِثالِ، مَا عَاناهُ اليَهودُ الذينَ كَانوا يَعيشونَ في ألمَانِيا في نِهايةِ عَام 1930 وفي بِدايةِ عَام 1940، حِينمَا دَفعوا ثَمناً بَاهِظاً لأنهُم كَانوا يَعيشونَ في بَلدٍ يُسيطرُ عَليهِ شَخصٌ غَاضبٌ لا يَهتمُ إلا بِتدميرهِم.

فَالاعتقادُ بأن الإنَسانَ قدْ تَغيَّر وأنّ تِلك الفَظائعِ لنْ تَحدُثَ ثانياً شيء مَعناهُ أنَنا لا نُعطي ما يُلهمُنَا إياهُ الرَّبُّ الاهتِمامَ الكَامِلَ. فَالمحنةُ في طَريقهَا للحُدوث، وسَوفَ تَأتي في الوَقتِ المُناسبِ. والذي لا يَكونُ مُحصّناً بِكلمةِ الرَّبِّ سَيبقى هُنا على الأرضِ، وسَيشهدُ الفَوضى الكبرَى التي لمْ تَشهدهَا الانسَانيةُ مِن قَبل.

فَيسوعُ ليْسَ إلهٌ غَيرُ مَسؤولٍ لكي يَنشُرَ إشاعاتٍ كَاذبةٍ، إذاً فَهذا حَقيقيٌّ جِداً. ويَجبُ أن يُؤخذَ تَحذيرهُ عَلى مَحملِ الجِدِّ وكُلُّ مَا تأمُرنَا بهِ الكَلمةُ لنَبقى بَعِيداً عنْ هَذهِ الحَالةِ الرَّهِيبةِ، وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! (متى 24: 19). وأيَضاً في ذَلِك الوقت، الرَّحمةُ والحُبُّ والاحترامُ لنْ تَكنْ مَوجودةٌ.

أفضلَ شيءٍ يُمكنُنَا القيامُ بهِ هو أن نَكونَ في شَركةٍ مَع الآبِ، لأنّهُ حِينما يَحدثُ الاختِطاف، سَوفَ نُؤخذُ إلى السَّماءِ، بَعيداً عنْ مَا سَوفَ يَكونُ مَأساةً رَهيبةً. فَمن الجَيِّدِ أن نَكونَ مُستعدينَ حَتى لا نُتركَ هُنا، فَطوبى لأولئِكَ الذينَ سَيصعدونَ إلى السَّماء.

ما سَيحدثُ سَيكونُ مُؤلماً للغايةِ لأولِئكَ الذينَ لمْ يُكرِّسوا حَياتَهم ويَعيشونَ اليَوم، كَما عَاشَ النَاسُ أيام نُوح: يَتزوجونَ ويُزوجون، يَبيعونَ ويَشترون، لكنَهُم لا يَهتمونَ بتَحَذيرِ رَجُلِ الله. ومِن المُحزنِ أن نَعرفَ أنّ هُناكَ الكَثيرُ مِن شَعبِ الرَّبِّ يَعيشونَ بِنفسِ الطَريقةِ.

إن أسَوأ الحُروبِ، وحَتى عَملياتِ الإبادةِ الجَماعيةِ التي حَدثت في المَاضي والتَي سَتحدثُ الآن، لا تُقارنُ بأيِّ حَالٍ من الأحَوالِ بِما سَوف يَحدثُ في الأيَام الأخِيرةِ. ولقدْ حَذرنَا الرَّبُّ لكي لا نَتفاجَأ بِذَلك.

فَجاهد ليَراك الرَّبُّ كَشخصٍ أمينٍ (لوقا 12: 37؛ سفر الرؤيا 2: 10). وبالقيامِ بِذلِكَ سَوف تَنجو مِن أسوأ كَارثةٍ في جَميعِ العُصورِ. والرَّبُّ يَعلمُ كَيف يُحافظُ على أبنائهِ وسَوف يُنقذهُم من ذَاك الذي سَيُسببُ الهَلعَ لكُلِّ الذينَ لمْ يَختطفهُم مُخلّصنا الحَبيِب.

محبتي لكم في المسيح 

د.سواريز