رسالة اليوم

27/05/2017 - أشَياءٌ نَبحثُ عَنْهَا

-

-

"لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ" (سفر المزامير 63: 2).

عِندمَا كانَ كَاتبُ المَزاميرِ في بيتِ الرَّبِّ، كَشفَ لهُ الرَّبُّ عنْ نَفسهِ، فَعطشتَ رُّوحهُ للرَّبِّ الإلهِ، وبَدأ يَطلبهُ بِاشتياق. فَمنَ المُهمِ جِداً أن نَسعى دَائماً في طَلبِ الرَّبِّ عِندما يَكشفُ لنَا عنْ نَفسهِ. ومِنَ المُهمِ أيضاً أن لا نَسمحَ بَأن يُمسحَ مَا أظهرهُ لنا، لأنّنا من خِلالِهِ، نَعرفُ الله أكثر ومَجدهِ.

إن مَا يَكشفهُ اللهُ لنا هو مَتوافق مَع ما يُريدُ الله أن يَفعلهُ في حَياتِنا. ويَنبغي عَلينا أن نَحاولَ رُؤية قُوةِ ومجدِ الرَّبِّ من خلالهُ. وبذلك نَرىَ أعمالَ الآبِ العَجيبةِ في كُلِّ نَواحي حَياتِنَا، فَالقدرةُ الإلهية عَظيمةٌ جِداً وقَادرةٌ على حَلِّ جَميعِ مَشاكلنا، ومَجدهِ هو إكليلُ حُضورهِ السَّامي.

لقدْ اعَطانَا الله هَذا الامتِياز العَظيم بأن نَراه كَما هُو. والوَحي الإلهي هُو صُورةُ الرَّبِّ، التي نَصل بِها إلى مَعرفة رَوعةِ أبينَا القُدوس، ونَستمتعُ بِجمالهِ على نِطاقٍ أوسع. لأنهُ ليْس جَيدٌ أن نُؤجلَ التَعبير عنْ إعَجابنَا بِجماله إلى مَا بَعْد. والأسوأ من ذَلك، هُو أن نَنسى مَا أعَلنهُ لنَا. وهو عَيِّنة مِمَّا يُريدُ الرَّبُّ أن يَفعلهُ من أجَلنَا. أمَا الشَّخصُ الذي يَطلبُ الرَّبُّ ويَخدمهُ، سَوفَ يَحصلُ على أكثرَ بِكثير من أولئكَ الأشَخاصَ الذينَ لا يَهتمّونَ كَثيراً بِعملِ الرَّبِّ نَحوهُم.

الرَّبُّ هو الحِصنُ الذي نَلجأ إليهِ في أوقتِ ضَعْفِنَا. ويَجبُ عَلينَا أن نَسعى جَاهدينَ لكي نَرى قُدرته على حّلِّ جَميعِ مَشاكلنَا. فَهو الله، وإن كَانَ لا يَعملُ من أجَلناَ، فَذلك لأننا نُعيقُ عَملهُ. فَمنَ المُهمِ جِداً التَمسّكَ بَالرؤيةِ التي يَكشفُها لنَا الرَّبُّ. فهو بَهذهِ الطَريقةِ يُريدُنَا أن نَراه.

يَجبُ أن تَكونَ رُؤيةَ مَجد الله بَاستمرار في حَياتِنا، وقُوّتهُ يَجبُ أن تُغيّرنَا. ليْس من الحِكمةِ الاعتقادَ بأنّ الرَّبَّ قد فَعل كُلَّ مَا يستطيعُ منْ أجَلنا، لأنَنا في الواقعِ، مَراتٍ عَديدةٍ، لا نُعطيهِ الفُرصةَ لإنجازِ مَا يُريدُ فِعلهُ (متى 13: 58). فَمهمَا كَانت حَالتك، اجتهِد لكي تُوفرَ الطُرق اللازمةَ لتَنفيذِ العَملِ الإلهي. والرَّبُّ القدير سيُساعدنَا في كُلِّ شيءٍ.

نَحنُ نَعرفُ أنّ كُلَّ شيءٍ قدْ أعَطاهُ لنا الله كَان في المَسيحِ. فَلا تَقبل أيّ نَقصٍ في السُّلطةِ أو في تَحقيقِ أيِّ شيءِ في حَياتِكَ. في المَسيحِ، لدَينا الطَريق للوصولِ إلى القُدرة الكُليةِ للرَّبِّ (أفسس 2: 6). إذن فلتكُن لدَيكَ رُؤيةُ صَاحبِ المزمورِ، وقرارهُ بطلبِ الرَّبِّ العلّي حتى يُعطيكَ الحلَّ لجَميعِ احتِياجَاتِك. الآبُ يَنتظرُ أن نَطلبَ قُوتهُ ومَجدهُ. ويُصبحَ هو هَدفُنا في الحَياة. احصل على القُدرةُ الإلهيةُ الكاملةُ للعَملِ من أجَلِكَ. فهذا يَعتمدُ عَليكَ فَقط.

محبتي لكم في المسيح 

د.سواريز