رسالة اليوم

23/05/2017 - الاتِحادُ بِالرَّبِّ

-

-

 ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: (قُمْ وَكُلْ، لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ).

(1ملوك 19 :7)

يجبُ أن لا نَنسى دَائماً أن الله يعرفُ كُلَّ صَغيرةٍ وكبيرةٍ عنّا، ولا شيءَ مَخفي عَنهُ. فَبعِملهِ المُسبق، يُحذرُنا مِن فِخاخ وتَهديداتِ الشَّيْطان التي تَتربَّص بنَا باستمرارٍ، فهو يَعلمُ مَاذا يُخبئُ لنا إبْليس مِن العِيب والقَذارةً ليَستعبدَنَا بِها، لهَذا يَجب أن تَأخُذ كُلَ تَحذِيراتِ الله على مَحملِ الجَد، حَتى لا نَقعَ في أسرِّ العدوُّ وفِخاخهِ.

إن قُدرتنَا على إدراكِ مَا يَدورُ من حَولنَا بَسيطةٌ جِداً، فَنحنُ نَرى فَقط مَا هُو مَنظور، لكِنْ الرَّبَّ يَرى كُلَّ مَا يُوجدُ في الخَفاء، ولِذلكَ فَهو يُعطينا إرشاداتٍ من خِلالِ كَلمتهِ و الرُّوحُ القُدس الذي يَعملُ فِينا لنَفهمَ مَاذا يَحدثُ مِن حَولِنَا ، لهَذا يَجبُ أن نَفعلَ مَا يُمليهِ عَلينَا الرُّوحُ القُدس بَالضّبط، حَتى نَستطيعَ أن نَتجنّبَ كُلَّ فِخاخِ إبليس،  لأنهُ إذا تبعنَا التَعليماتُ السَّماوية لن نتعثّر أبداً (مزمور 119 : 105).

يمنحُنا الله الغذاءَ اللازمَ لنَا، وعِندمَا يُعطينَا إياهُ يَجبُ عَلينَا تَناولُ كُلَّ مَا نَستطيعُ مِنهُ،  لأنَّنا نَحتاجُ إلى التَغذيةَ الجَيدة مِن الذي يَمنحُنا اللهُ إياه. فَفي هَذا العَالمَ الذي نَعيشُ فِيه، مِن المَعروفِ أنهُ اذا أكلت بِشراهةٍ دُون أن تَقومَ بالرّياضةِ لحَرقِ الدهُون المُتراكِمة سَوفَ تُصابُ بالسُّمنةِ المُفرطة، وهَذا الشيء نَفسهُ يَنطبقُ عَلى العَالمِ الرُّوحي، فَيجبُ عَلينا أخذَ كُلِّ الطَعامِ الرُّوحي الذي يُقدِّمهُ اللهُ لنَا مِن خِلالِ كَلمتِهِ، وتَنفيذُ الأعَمالِ التي أمَرنَا بِها الرَّبِّ، حَتى "نَحرقَ" آخرَ قِطعةٍ مِن الدُّهونِ، لأنّ التَغذيةَ الرُّوحيةَ دُونَ الأعَمالِ لا تُفيدُ شيئاً، لهَذا فَالرُّوحُ القُدس يُعطينَا الوَسائلَ اللازمةَ لتَنفيذِ مَشيئةِ الله. لأنّ كُلَّ من يَعملَ إرادة الله يَتغدى تِلقائياً، وبَالرُّغمِ مِن هَذا فإن الله  مَنحنَا القُدرة على العَيشِ حياةً طَبيعيةً بِبساطةٍ و أن نُمارسَ كُلَّ حُقوقِنَا الطبيعيةِ مِن نَومٍ ومشي وغيرها، بِالتوافقِ مَع الأعَمالِ التي أمَرنا بِها الله.

إن الذي يَحتقرُ الوّحي الإلهي ولا يُطيعهُ، لنْ تَكونَ لصَلاتهِ أيّ قِيمةٍ ولنْ يَستجيبَ الله لهُ. لأنّهُ من الضَّروري أن نَكونَ في شَراكةٍ مَع الله في كُلِّ وقتٍ، حتى نَتمكّنَ من الالتزامِ بِخِطته، كي لا نَدعَ العَدوَّ يَسلبُ مِنا فَرحَنَا. الرَّجُلُ الكَسُول الذي لا يَعمل إرادةَ الله، روحهُ تَكونُ فَقيرةً ولا تَملكُ شيئاً، على عَكسِ الرَّجُل الذي يُطيعُ الله تَجدُ روحهُ غَنيةً بَالبركاتِ (الأمثال 13 : 4). فلدَى الله لكُلِّ واحدٍ مِنَا خِطةً عَظيمةً لحَياتهِ، لهَذا عَلينَا أن نَأكُلَ هَذا الخُبزَ الذي أعَطانَا إياهُ رُسُولُ الرَّبِّ.

يُساعدُنا الغِداء الرُّوحي الذي وهَبهُ الله لنا على السَير في طَريقِ خِدمةِ الرَّبِّ، لأنّ الآب لدَيهِ القُوةَ اللازِمةَ لمُساعدتِنا في الحَربِ ضِدّ اعَدائنا والسَّيرِ في طَريقهِ والفَوزِ بِالسِّباقِ، بِالإضافةِ إلى الحِفاظِ على إيمانِنَا بِهِ ( 2 تيموثاوس 4 :7).لِهَذا لنَقُم بِتناولِ غِداءنا الرُّوحي الذي أعَطاهُ لنا الرَّب، لنَحصُلَ على المَجد والثناءُ الإلهي بخِدمتِنَا لهُ.

محبتي لكم في المسيح

د.سواريز