رسالة اليوم

18/05/2017 - حَالةٌ كَئِيبَةٌ

-

-

"آيَاتِنَا لاَ نَرَى. لاَ نَبِيَّ بَعْدُ. وَلاَ بَيْنَنَا مَنْ يَعْرِفُ حَتَّى مَتَى" (مزمور 74: 9).

إذا كُنا نَشهدُ بَالحقِّ، سَنحصلُ على مَا هُو لنا من الرَّبِّ، وهَكذا، نَعيشُ في أعَلى المُستويات. أمَّا إذا تَركنَا التَعاليم الإلهية، فَسوفَ نَعيشُ في الفَشلِ.

شَاهد الإسْرائيليين في زَمنِ الإنْجيلِ، كَانت أيَاماً مُظلمةً لأنَّهُم تَركوا الرَّبّ الإله. واليَوم، نفسُ الشيء يَحدثُ مَع العَديدِ من المَسيحيينَ. وهُناك من يَعتقدُ أنهُ بِكونهِ مجرّد عُضواً في كنيسةٍ معينةٍ، ويَدفعُ العُشور ويُقدمُ العَطايا، يَعتقدُ أنهُ عَلى مَا يُرام. لكنَّ الحَقيقة هي أنّهُ، بِغضِ النَظرِ عنْ الأعَمالِ التي يَفعلُها الأنْسان في بَيتِ الرَّبِّ، فإنهُ منْ لا يَحفظُ الوَصايا، فَلن يُحِبُّهُ الآب (يُوحنا 14: 21). فمن لا يَعترفُ بِخطاياه على سَبيلِ المِثالِ، ولا يَتوقفُ عنْ مُمارستِها، لنْ يَحصل على الرَّحمةِ الإلهيةِ (الأمثال 28: 13)

يَتوقفُ الآبُ عنْ الكلامِ مَع من يُقسّي قلبهُ، ولا يَرجعُ للكلامِ مَعهُ مَرةً أُخرى، ويُعتبرُ هَذا اليوم بَالنسبةِ لهُ يومٌ كئيبٌ جداً، لأنّ الإنْجيل يُعلنُ لنا، أنّ روحَ الرَّبِّ لاَ يَدِينُ فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. (التكوين 6: 3). ففي البَدءِ يُحذِّرهُ، ويَعملُ عَلى أن ضَميرهُ يُؤنبهُ، حَتى يَعترفُ الإنْسان بِخطئهِ. ولكنْ، إن لمْ يَهْتم بِذلكَ التَبكيت، فلنْ يُزعجهُ الرَّبَّ بَعدَ ذَلِك.

هُناكَ العَديدَ مِمّن يَعيشونَ في تَعاسةِ الخَطيئة، ولا يَهتمّونَ بأيِّ شيءٍ آخر. والبَعْضُ يَشعرونَ بأنّ مَا يَفعلونهُ هو مُحرّم، لكنهُم يُحاولونَ الاسِتمتاعَ بِالحياةِ، وفي نَفسِ الوقتِ، يُحاولونَ خِدمةِ الرَّبِّ.

لقدْ تَوقفَ الوحي عنْ شَعبِ الرَّبِّ في المَاضي، ولمْ يَحصلوا بَعدَ ذلك على أيِّ عَلاماتٍ مِنهُ. وبِما أن الأعَمال الإلهيةَ تَوقفت، فَلم يَعُد الأنَبياء يتنبؤوا، ولمْ يُعلنْ لهُم الرَّبَّ بأيّ رُؤيا. فقدْ سُلِّمت إسرائيلُ ليدِ العَدوِّ، وسَيطرَ اليَأسَ على الجَميعِ، بِطريقةٍ لمْ تَجعل أحَداً يَعرف مَتى سيَنتهي كُلُّ هَذا. وهكذا فالإسرائيليون كانَ لدَيهم طُقوس دِينية فَقط، ولمْ يُجرِّبوا عملَ قُدرةِ الرَّبِّ. واليوم، أليْسَ هُناك الكَثيرينَ ممن يَعيشونَ في هَذِه الحَالة أيضاً؟ فإن كُنت واحداً مِنهُم، فَأعلم أنّ الحَالة سَتتغيرُ لو قَرّرتَ فقط طَلبَ الرَّبِّ الإله الآن. في البِدايةِ، سَتحتاجُ إلى جُهدٍ، وإلى صَلواتٍ، وصِيامٍ، وإلى قِراءةِ الإنْجيلِ والاعترافِ بكُلِّ الخَطايا، بَالإضافةِ لإصَلاحِ أمُوركَ مَع الشَخصُ الذي أخَطأتَ إليهِ.

إن كَتمتَ خَطيّتكَ، فَالرَّبُّ لنْ يَستطيعَ أن يَفعلَ لكَ شَيئاً، لأنّ الكَلمةَ تُعلنُ أنهُ فقط عِندمَا نَعترفُ بَالخطيئةِ - ونَترُكها - نَحصلُ على الغُفرانِ (مزمور 32: 3- 5).

يَجبُ أن تَكونَ حَياتُنا شَهادةٌ حَيّة للحَقِّ، بِغضِّ النَظرِ عنْ الثّمن الذي يَجبُ أن نَدفعهُ. فَإن كَانت لدَينَا الشَّجاعةَ لارتِكابِ الخَطيئةِ، فَأيضاً يَجبُ أن يَكونَ لدينا الشَّجاعة للاعترافِ بِها. وطَالما لمْ تَفعل ذَلك، فَالرباطُ الذي استعملهُ الشَّيْطانُ لكي يُقيدُنَا لنْ ينْكسر.

الحَياةُ الوَفيرةُ التي أعَطاهَا لنَا يَسُوع ليْس شيءٌ سِحريّ، ولكِنَها مَضمونةٌ للذي يَقبلُ كلمةَ الرَّبِّ فقط. وعندما نفعلُ ذلك، فَنحنُ نَتحرّرُ من القُيودِ الجَهنميةِ ونَستطيعُ عَمل مَشيئةِ الرَّبِّ، ونَعيشُ في أعَلى مُستوى!!

 

محبتي لكم في المسيح 
د.سواريز