رسالة اليوم

16/05/2017 - الْعَلاجُ السَّمَاوِيَّ

-

-

أَيُّهَا السَّادَةُ، قَدِّمُوا لِلْعَبِيدِ الْعَدْلَ وَالْمُسَاوَاةَ، عَالِمِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَيِّدًا فِي السَّمَاوَاتِ(كورنثوس 4 :1 )

يَجبُ عَلينَا كَمسيحيينَ مُراقبةُ سُلوكِنا الذي يَجبُ أن يَتماشى مَع السَّيد والرَّبَّ يَسُوع في حَياتِنا، ولنعيشَ حَسب المَثال الذي أعَطانا إيّاهُ، لإرضَاءِ الآب.

يَحترمُ الله اِختياراتِنا وقَراراتِنا التي تَبدو لنَا جَيدةً، شَريطةَ أن لا نُسبِّبُ الضَّررّ لا لأنفُسنا ولا للآخرينَ، ورغُم كُلِّ هَذا فَإن أفضلَ شيءٍ يَجبُ أن نَختارهُ هو اتباعُ تَعاليمَ الله التي أعَطانَا إياها في كلِمته، لأنّ الله لمْ يُعطينا تَعاليمهُ حَتى يُنقِص من قِيمتنا بلّ ليُطوّرنَا ويَرفعَ من قِيمتنا، لهذا يَجب على كُلِّ من يُريدُ أن يَحصُلَ على التغيير الحَقيقي والرّائع في حَياتهِ الالتزامُ بِتعاليمِ الكِتابِ المُقدّسِ.

كان الرّسُول بُولسَ  يُذكِّرُ السَّادة بأنهُم يَجبُ ان يَتصرّفوا بِعدلٍ مع عَبيدهِم، لأنَّ الله لمْ يَجعلنا عَبيداً لأحد، لكنَّ العُبوديةَ بَرزت عِندمَا أخَذَت الخطيئة الإنسانُ بعيداً عنْ حَياة القَداسةِ ليُصبحَ عبداً لهَا، لهَذا حَتى لو كُنا نَعيشُ في عَالمٌ تُهيمنُ عَليه ثَقافةُ الأشرَّار، يَجبُ عَلينَا كَمسيحيينَ مُعاصِرينَ صُنع الفَارقِ من خِلالِ اِظهارِ أفضل طَريقةٍ للآخرينَ، وهي خوف الرّب، وتَجعلهُم يدركونَ مَدى الظُلم والاضطِهادُ الذي في العَالمِ حَتى يَتجنّبوه

يَجبُ أن لا نَنسى أنّ المُهمّة الأولى لكنيسةِ الرَّبِّ يَسُوع هي اِنقادُ وتَخليصُ البَشريةِ من عُبوديةِ مَملكةِ الشَّيْطانِ على العَالم، إنّها لمَعركةٌ رُّوحيةٌ مُغايرةٌ لتِلك المَعاركِ التي نَراهَا في العَالم والتي يُستخدمُ بِها أسلحةٌ مَاديةٌ من أجلِّ تَحقيقِ العَدالةِ (2 كورنثوس10 : 4). لأنهُ عِندما نَحيا حَسبَ كَلمةِ اللهِ نَستطيعُ أن نَفعلَ الخَيرَ للجَميعِ.

وَضعُ هَذهِ الرِسالةُ قَيدَ الَتطبيقِ مُمكنٌ، عِنمَا يَتعلقُ الأمرُ بِذلكَ التَسلسل الهَرمي الذي يَخُصّ العَلاقةَ بين أربَابِ العَمل والمُوظفين، لأنهُ يَجبُ على أربابِ العَمل المَسيحيين التَعاملَ مع عُمالهُم حَسْبَ تَعاليمِ الرُّوحِ القُدس، فَهذا يَجعلهُم على صُورةِ الرَّبِّ يَسُوع المَسيح بالنسبةِ لأولئكَ الذينَ يَعملونَ لدَيهم حَتى ولو كانَ بِطريقةٍ غَيرِ مُباشرةٍ، لأنّ أولئِك الذينَ يَخشونَ الله يَقومونَ بأعَمالهم عَلى أفضلِ وَجه، وذلك مِن خِلالِ: مُتابعتهُم صِحياً وإعطاءهُم الرَواتِب المُناسبةَ وإعداد الظُروفِ المُلائمةِ للعَمل، والتي تَتماشى مَع تَعاليم الإنْجيلِ، مِمَا يَجعلهَا مشعّةً في حَياتِهم، لأنّ الله أخَبرنَا إنهُ بِنفس الطَريقةِ التي نُريدُ النَاس أن يُعاملونَا يَجبُ علينا أن نُعامِلهُم، حَتى نَصلَ إلى تَحقيقِ إرادة الله.

إن طَاعتُنا لأبِينا السَّماوي هي أفضلُ الطُرقِ لتَحقيقِ إرادتهِ، لأنهُ عِندمَا نَرى كَيفَ يَتعاملُ مَعنا بِكُل حُبٍّ، فَهذا يُعلمنَا أن نَتعاملَ بِنفسِ الطريقةِ مع الذينَ يَعملونَ لدينا، لأنهُ كُلّ من يَنتمي إلى جَسد المَسيح يَجبُ أن تَكونَ كُلَّ أفعالهِ صَالحةٌ ومُنصفة لكُل من هُم تَحتَ قِيادتهِ، لأن هَذا السُّلوكَ بِغضِ النَظر عنْ أنهُ يُرضي الله، فهو من أفضلِ الطُرق للتَبشير بِكلمةِ الله.

أيها الأخوةُ، يَجبُ عَلينَا أن نَكونَ رَسائلَ وخِطاباتٍ حَيّة، حَتى يَستطيعُ العَالمَ أن يَرى ويَفهم إرادةُ الله (2 كورنثوس 3 : 2 -3).

 

محبتي لكم في المسيح

د.سواريز