رسالة اليوم

15/05/2017 - منْ هُم إخوانُكَ؟

-

-

"أَيْضاً الْمُتَرَاخِي فِي عَمَلِهِ هُوَ أَخُو الْمُسْرِف" (سفر الأمثال 18: 9).

 

عِندمَا نَعملُ عَملَ الرّبِ بغيرةٍ وحَماس، نُبرهنُ على أنّنا نُحِبُّهُ. لأنّ الرَّبَّ يجب أن يَرانا نَعملُ بِجدٍّ - وليس بِتهوّرٍ - وعَلينا القِيامُ بِهذا العَمل بِعنايةٍ، وأخيراً، فأنَ نَتيجةَ الإهمالِ عِقابها وخِيم.

حُبنا للرَّبِّ دَليلهُ ما نُقدمهُ لهُ. وبِالمناسبةِ، فمن السَّهل جداً القَولُ بأننا نُحبهُ، لكنْ المُهم هو أن نَفعلَ مَا طلبهُ مِنا حَقاً وبِإخلاصٍ. وكُلّ عَملٍ مهما كَان رائعاً، إن لمْ يَتم تَنفيذهُ باسمِ الرَّبِّ يَسوع وبِحسبِ إرشادِهِ، لنْ يِكونَ لهُ أيّ قِيمةٍ رُّوحيةٍ على الاطلاق. وكُلُّ ما نفعلهُ يَجبُ أن يَكونَ باسم يَسوعَ ولمَجدِ الآب القُدوسِ. إنّ منْ يتبعُ التَوجيهاتِ المُعطاة لهُ من كَلمةِ الرَّبِّ، سَيكونُ دَائماً نَاجحاً في مَساعِيه.

يَجبُ أن نَكونَ حَذرينَ عِندمَا نَفعلُ أيّ شيءٍ، أن لا يَكونَ خارجَ الخِطة الإلهيةِ أو أن نَفعلهُ لمَجدِ أنفُسنا، لأنهُ إذا تَصرّفنا بِهذه الطريقةِ، سَنُضيّعُ الوَقتَ، وفي يَومِ الحِسابِ سَنتحمّلُ نَتيجةَ أعَمالنا ولنْ نَحصل علي مُكافآتنا منَّ الرَّبِّ. وإذا كُنا نخدمُ مَلكوتَ الله، فَليس من الجَيد أن نَستعمل الفُرص التي يَمنحُنا إياها الرَّبَّ للشُهرة والظُهورِ. بل يَجبُ أن نَنتظر الحُصولَ على المُكافأتِ في اليَوم الأخِير (2 تيموثاوس 4: 8)، وبِالمناسبةِ، فَكثيرينَ أخَذوا مُكافآتهُم مُسبقاً، بَالتصفيقِ لهُم.

فعلى سَبيل المِثال، أولئك الذينَ يَقودونَ السَّيارةَ أو الطَائرة بِتهوّرٍ، سَوف يَدفعونَ ثمنَ مُخالفتِهم القَانون. ونَفس الشّيءِ يَحدثُ في الحَياةِ الرُّوحيةِ، فقد قَال الرَّبُّ من خِلالِ أرميا، أن الكَهنةَ الذينَ أدوا عَمل الرَّبِّ بِتهورٍ سَينالونَ العِقاب. لذلك، اِبذُل كُل ما في وسعِكَ لأداءِ عَملهِ بأمانةٍ، وضَع قَلبك على كُلّ الاعَمالِ، وسوف تُتقنها. فلو أرسلكَ الله لمُساعدةِ شَخصٍ بَسيطٍ – أو هَكذا يَصفهُ النَاس - اِعتبر المُهمّة من أنَبل مَا تقُوم بهِ، بِغضِّ النَظرِ عن منْ يَحتاجُ لمُساعدتِكَ، إن كان فَقيراً أم غَنياً، طَبيباً أو أُمّياً، صَاحبُ عَملً أو مُوظف، اِفعل ذَلك بِصدقٍ كما لو كُنت تَفعلهُ للرَّبِّ نَفسهُ (كولوسي 3: 23).

جَاهد فَقط للقيامِ بِعملكَ حَسب التَوجيهِ الإلهي، لأنّهُ بِذلكَ سَتعملُ بِطريقةٍ مَشروعةٍ. لأنّ إهمالُ للتوجيهاتِ الإلهيةِ أكبرُ خَطأ يُمكنُ أن يَرتكبهُ الإنسان، ومنْ لا يَتبعُها جَميعاً، ويُطيعُ فَقط البَعْض مِنها، هُوَ أَخُو الْمُسْرِفين - أولئِك الذين لا يُعطونَ أيَّ اِهتمامٍ لمَا لهُم في المَسيحِ. نَحنُ مُوجودونَ في جَسدٍ رأسهُ هو يَسُوع (أفسس 5: 23؛ كولوسي 1: 18). وبالتالي، إذا كَانَ الرّأسُ كُلّي القُدرةِ، فالجسدُ أيضاً. لذلك يا أخي، لا تَترُك اِستعمالَ مَا هُو لكَ في يَسُوع.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز