رسالة اليوم

14/05/2017 - الرَغبةُ في اِرتِكابِ الخَطأِ

-

-

"لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: لاَ تَرُوا وَلِلنَّاظِرِينَ: لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ" (إشعياء 30:9- 11).

هُناكَ أشَخاصاً يَستمتعونَ بَالخطيئةِ. ويُحبّونَ الكَلامَ الزَائف، ويُفضّلونَ الخِداع ويَحيدون عنْ الطَريقِ المُستقِيم. وبِذلك، يَرتكبونَ خَطأً أكبرَ ، ويَبتعدونَ عنْ الرَّبِّ الإله.

الشَّعور بَالراحةِ عِندَ العَيشِ في حَياةِ الخَطيةِ أمرٌ غَريبٌ، وهُنا عِندمَا أتكلمُ عن الخَطيئةِ، فأنا لا أُشير إلى الزِّنا فَحسب، وَلكِن، لكُلِّ شيءٍ فيه عدمُ طَاعةً للرَّبِّ، والتي ينتجُ عَنها جَميعُ الخطايا. فَهُناك على سَبيلُ المَثال، كَهنةً لمْ يَتركوا عِبادةَ الأصَنامِ والسِّحر والرَجاسات الُأخرى، وذَلك بَسببِ الوَضعِ الاجتماعي، الرِّبْح وغَيرها. هَكذا هُناك كَثيرينَ مِثلهُم، لا يَسلكونَ في حَياتِهم بِكلمةِ الرَّبِّ الإله، ولذلك، هُم يَرتكبونَ أكبر الأخَطاء، لأنَّهُم يُفضّلونَ الطقوسَ الدِّينية عَلى الحَياةِ المَسيحية، وهُم يَعلمونَ جَيداً أنّهُ لا قيمة لهَا، وسَيدفعونَ الثّمنَ غَالياً.

يَجبُ أن يَعترفَ كُلُّ من أخَطأ بِخطيئتهِ إلى الرَّبِّ الإله، ويَطلبُ مِنهُ الغُفرانَ ويَفعلُ حَسب مَا عَلّمنا يَسوع حِين قَال: يتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَهَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ ويذْهَبْ أَوَّلاً يصْطَلِحْ مَعَ أَخِيه (متى 5: 22- 24). وإن كان لأحدٍ شيءٌ علينَا، حَتى ولو لمْ يَكُنْ يعلم، تَقدِمَاتِنا - صَلواتِنا - لنْ تُقْبل مِنا.

يُحبُ كُلُّ من يَعيشُ في الخَطأ الرَّسائِل المُزيفةَ، حَتى لو كانَ الغَرضُ مِنها السّيطرةُ عَليهِ. فَهذا الشَّخص فَاسدُ الفِكر، يَفرحُ بَالمجامَلاتِ وبَالمظاهرِ الكَاذبة، لكنّهُ يعَلمُ جيداً أنّه ضعيفٌ رُوحياً. فهو يَعثرُ دَائماً على مُبرّراتٍ لخَطايَاه وأغَراضِهِ الشّرَّيرةَ، ولكنه، في نَفسِ الوَقتِ يَعيشُ في ضِيقٍ رهِيبٍ، لأنهُ غَيرُ وَاثقٍ من خَلاصِهِ.

يُفضلُ كُلَّ البَعيدين عنْ الله الآب الغِشَّ والخِداع. فهُم يَعتقدونَ أنهُ بِأعماِلهم الحَسنة ومُساعدتِهم للُمحتاجين، يَستطيعونَ إرضاءَ الرَّبِّ الإله. ويَتوقعونَ أنهُ في اليومِ الأخيرِ سَيكونونَ مَقبولينَ في عَائلتهِ. لكنَّ، تَقديمَ المُساعدةِ للفُقراءِ والقِيامُ بالأعَمالِ الحَسنةِ الأُخرى هو وَاجبٌ على الجَميعِ، ولا يُساوي شَيئاً، مُقارنةً بِالولادةِ الجَديدةِ التي يَنالُهَا كل الذينَ يَقبلونَ الرَّبَّ ويَتغيّروا.

أنهُ لشيءٌ عادي بِالنسبةِ للشخصِ الذي يَعيشُ في الخَطيئةِ أن يَحيدَ عنْ الطَريقَ الإلهي. بَالإضافةِ أنّ الرَّبَّ سَيستعملُ أنبياءَهُ لتَحذِيرهِ، لكنهُ دَائماً يَعثرُ على أي عُذرٍ ليقعَ في الخَطيئةِ من جَديد. وبالنتيجة، يَعيشُ بَعيداً عنْ الرَّبِّ القدير وقَريباً من العدوُّ. وهو يَعلمُ أنهُ من يَختارُ هَذا الطَريقَ سَيواجهُ المَشاكِل دَائماً.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز