رسالة اليوم

11/05/2017 - فَهْمٌ مُلْتَوٍ

-

-

"عِنْدَمَا أُفكر في الأمر أَرْتَاعُ، وتَعْتَري جسدي رَعْدَةٌ" (أيوب 21: 6).

يُؤدي خطأ واحد عادةً لأن َيكونَ الفَهم مُلتوياً. لِذلكَ، يجبُ أن لا تَخفي أيّ شيءٍ عنْ الرَّبَّ ولا تَتكلم أبداً عنْ الأشياء التي لا تَفهمهَا. وقبل كُلِّ شيءٍ، كنْ صَادقاً وتَمسّك بِما هو مَكتوبٌ في الكِتابِ المُقدّس، وأخيراً، الله يُكرمُ كَلمتهُ.

أعَتقد يَعقوبُ في البِداية، أنّهُ غيرَ مَسؤولٍ عنْ مَا يَمرُّ بهِ مِنْ مِشاكل، وأنّ اللهَ هو المَسؤول، وبَعد ذَلك اكتشف رئيس الآباء، أنّ عَدمَ الثِقةِ الكَامِلة في الله سُبحانهُ، دَفعتهُ ليدِ الشَّيْطانِ (أيوب 3: 25).

النَاس دَائماً مَا يَتصرّفونَ مِثلَ يَعقوب، فَالإنسان تَقريباً لا يَرى سَبباً لمُعاناتِهِ. حَتى قَاتِلونَ كَثيرون يَعتقدونَ أنهُم لمْ يَرتكبوا أيّ شيءٍ غِير مَعقولٍ بِالقضاءِ على حَياةِ أحدِ الأشخاصِ، نَفسَ الشّيءِ بِعضِ الزُناةِ أيضاً يَسعونَ وَراءَ البَحثِ عنْ أعذارٍ لأعَمالِهم الشَرِّيرة.

أخي وأختي، الله لا يَدعَ أحداً يُخدع. بل بَالعكسِ، انهُ يَجعلُ ضَميرنَا يُؤنِبنا حتى نُدركَ خَطأنَا. ولكِنَّ الإنْسان نَفسهُ هُو من يُخفي الأشياءَ ويُحاولُ اِيجادَ الأعذارِ. إذاً، عِندمَا تَشعُر بتَأنيبِ الضَّميرِ، اِدخلُ إلى حَضرةِ الرَّبِّ العليّ واِعترف بِخطئِكَ، حَتى لو كَانتْ كَلمةٌ بِسيطة والنَية شَرِّيرة، أو نَظرة سَيِّئة أو قرار شِرِّير، اِعترِف! اِعترِف! اِعترف بِكلِ شيءٍ تَشعرُ بهِ أنهُ شِرِّير. ومنْ يَعترفُ للآب بِخطاياه – حَتى تلك التي اِرتكبهَا بالفِكر أو بِنوايَا القَلب – ويتَوقفِ عَنْها يَحصُل على الرَّحمة الإلهيةِ.

ليْسَ مِن الحِكمةِ أن نَتحدِثَ عنْ أشياءِ لا نَفهمهَا ثُم بَعد ذَلك نَقفز إلى الخُلاصة. فمنَ الأفضلِ لكَ أن تُبقي فَمك مُقفلاً، على أن تُعلنّ شَيئاً قدْ يَكونَ مُخالفاً لكلمةِ الرَّبِّ. فَقط صَلي، واطلُب تُوجيه الرَّبِّ، ولا تَخترع أبداً تَعاليم بَاطلة بِكلمَاتِكَ أو بِأفكارِكَ.

كُلّ مَا هو مَكتوب في الإنْجيل المُقدّس هو مِن عِندِ الرَّبِّ الإلهِ. بَالإضافةِ إلى أنهُ، ليْس هُناك إعلانٌ وَاحد في الإنجيل قدْ وضِعَ عَشوائياً، لأنّ كُل كَلمةٍ، قبل التحدُثِ بها، تَمّ التأكد من أنَها لنْ تُتسبِّب أي مَعثرةٍ لأحدٍ. إذاً، في أيِّ حَالةٍ، تَمسَّك بِما قَالهُ الرَّبُّ لكَ.

فقدْ أكدَ يَسُوع أنَّ اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِه لاَ يَزُولُ (متى 24: 35).أخيراً، منْ يُكرم مَا هُو مَكتوبٌ في الكِتابِ المُقدّس، تَثبتُ خَطواتِه على كَلمةِ الله ولا يَفشل أبداً ولا يَفعل أيّ شَيء قدْ يُعطي الفُرصةَ للعدوُّ ليُضايقهُ. لأنهُ عِندمَا تَثق في الرَّب تَثق فِيما يَقولهُ!

فَمن الجَيدِ أن نَكونَ صَادقين، لِذلك، من يُحَاول التفكير في اِرتكابِ الأخَطاء، أو فِعل شيئاً مُخاِلف، يَجبُ أن يَعترفَ ويَقولُ مَا شَعر بهِ. وبَعدها، يطلُب الغُفران من الله، ويتَأكد من أنّ هَذهِ الرَغبةِ قَد تَمَ مَسحهَا من عَقلهِ، لأنّ الصِّدقَ يُرضي الرَّبَّ (2كورنثوس 8: 21).


محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز