رسالة اليوم

27/05/2016 - لا تترك عمل الرّب

-

-

في رحلة شعب الله للعودة إلى أرضه، بعد أن دام السّبيٍ لمدّةِ سبعين عاماً، من ثلاثِ ممالك عالميّة، حَزن خادِمُ الرّبّ نَحَمْيا لسَماعِ ما حصل في أورشليم ذلك الوقت، حيث كان يعمل ساقياً للملك أَرْتَحْشَسْتَا، فحصل منه على تصريحٍ مَلكيّ للقيام بمهمة بناءِ سور المدينة وأبوابها (نحميا 1-2).

إلا أنّ الشّيطان عمِل جاهداً كي يعيق الخطّة الإلهيّة، مستخدِماً بعض الأشخاص المنقادين بالحسدِ وبالدّوافع الشّيطانيّة الأخرى، ليمنعوا خدّام الله من تحقيق هدفهم.

- دعوة العدوّ، كلّ ما هو مكتوب في كلِمة الله المقدّسة، كُتب ليكون مثالاً لنَا، تماماً كما حدَث في الماضي. عندما يستخدمنا الرّب لفعل مهمّة ما، فإنّ العدوّ يستخدم أتباعه، ربّما نرى بعضهم كإخوة لنا، لكن بالحقيقة، ليسوا كذلك، فهم يريدون إبعادنا عن تحقيق الهدف الإلهيّ. أمّا في وضع نَحميا، فقد استخدَم الشرير سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا و آخرين كي يسببوا الأذية له، فطلَبوا منه أن يتوقف عن بناء السّور ويجتمع بهم فِي بُقْعَةِ أُونُو، وَكَانَا يُفَكِّرَانِ أَنْ يَعْمَلاَ بِه شَرًّا. نحميا (2-1:6)

جميع إعلانات الرّب مذكورة في كتابِه المقدس، وكلّ إعلان غير مذكور في كلِمته، يعني أنّه ليس من الآب، وبالتأكيد غايته أذيّتنا، جميعنا يعلَم استراتيجية الشّيطان ضدّ البشرية بكل يقين، ففي الزّواج مثلاً يجعل أحد الزوجين ينظر إلى شخص آخر ليس شريكِه، أو من خلال وعود كاذِبة بتحصيل ثروة سريعة. وأمور أخرى، لكنّها حقيقةً ليست أكثر من خدعٍ شيطانيّة وفِخاخ ينصبها الشّرير للشّخص الغير المبالي.

- الإجابة الحكيمة، كانت إجابة نحميا حكيمة: إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدُرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟ (العدد 3)

لنا درسٌ عظيمٌ في هذا العدد، ينبغي ألّا نتخلّى عن العمل الذي يكلّفنا بهِ الرّب، لأنّه أكثر أهمية من أيّ أمر آخر على الأرض، ونتمّمه حتى يتحقّق الهدف الأساسيّ منه. فهكذا يجب أن يكون ردّنا على أيّ محاولة شيطانيّة لمنعنا من تنفيذ مهمّتنا.

فلم يستسلم هؤلاء الرجال (أعداء الله) وحاولوا أربع مرّات إقناعه على التوقف عن العمل، لكنّهم فشلوا في تحقيق مسعاهم، وكانَ جواب نحميا ذاته، وفي المرّة الخامسة أرسلوا للملك اتهاماً لنَحميا أنّه يفكر بالتمرّد كي يصبح ملكاً. لكن أجاب رجل الله إجابة مناسبة وختمها بالصّلاة لله القدير، لأنّها الطريقة الأفضل لوضع نهاية لهذهِ المجادلة.

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر.سوارز