رسالة اليوم

08/05/2017 - طَريقٌ واحدٌ للنَجاةِ

-

-

مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ تَجْعَلْنِي عَارًا عِنْدَ الْجَاهِلِ (مزمور 8:39)

أي نوعٍ منَّ البَشرِ تُريدُ أن تَكون! مَجنونٌ أو حَكيم؟ يُمكن للشَّيْطان أن يُحاصِركَ بِفخاخهِ حَتى يَدفعك إلى الجُنونِ، لكنْ يَجبُ أن تُقاومَ كُلَّ الإغراءاتِ حَتى تَتجنّب حُدوثَ ذلك، وبَدلاً مِن أن تَتركهُ يُحاصِركَ أطلُب المعونةَ مِن اللِه حَتى تَتغلبَ عَليهِ، وتَطلبُ المَغفرةَ لكُلِّ خَطاياكَ وتَستطيعُ أن تَكونَ حَكيم.

اللهُ وحَدهُ القادرُ على أن يَجعلنا نَتغلّبُ على كُلِّ التَجاربِ، لأنهُ بِرغُمِ من أننا وُلدنَا مِن جَديدٍ إلا أنَنا لازِلنا نَعيشُ في هَذا الجَسدِ الذي يَميلُ لارتكابِ الخَطيئةِ، والطريقةُ الوَحيدةُ هي أن نَطلبَ مُساعدةَ الرَّبِّ في كُلِّ التَجاربِ والإغراءاتِ التي نمرُّ بِها، لأنهُ وبدونِ مُساعدةِ الله لنا لنْ نَستطيعَ التَغلُبَ عَليهَا، لقد رَأى كَاتبُ المَزمُور مَدى قُوّة الخَطيةِ عَليهَ فَقامَ بِفتحِ فمهِ وطَلبَ المُساعدة من الله، لهَذا يَجبُ عَلينا أن نَفعل نَفسَ الشَيءِ حَتى نَعيشَ أنقياءَ وبدونِ خَطيةحتى الرَّسولَ بُولس لمْ يُنكرَ مَدى خُطورةِ الخَطية التي تَستحوذُ عَلينَا عِندمَا قال أنهُ لمْ يَكُنْ قَادراً على فِعلِ الخَيرِ الذي يُريدُ فِعلهُ بلّ يَفعلُ الشرَّ الذي لا يَرغبُ بفعلِه ( رومية 7 : 19 )، وبالرُّغمِ من هَذا اعترف أنَّ قُوةَ الله قادرة أن تُنجّيه من هَذهِ الخَطية.

إنّ الشَّيْطان يَعمل عِندمَا يَنسى النَاس أعَمالهُ، فَعلى سَبيلِ المَثال هَو قَادرٌ بِمكرهِ أن يَجعلكَ تَقع في خَطية الزِّنى مَع شَخصٍ آخر غَير زُوجك، كمَا أنّ لهُ القدرةَ على جَعل كَثيرين يَقعونَ في إغراءاتِهِ الفَاسِدة. والآن نحنُ مَدركونَ أنهُ إن لمْ نَطلُب من الله المُساعدة فَإننا سَوف نُستعبد للخَطية .

عندمَا يقعُ شَخصاً مَا في الخطيئة لا يُدركُ أنهُ حَقاً خَاطئ، بل على العَكس تَماماً، تَجدهُ يَبحثُ عنْ المُبرّرات والأعَذار لِفعلتِهِ، فكُلَّ مُحاولةٍ لتبريرِ موقفِ شرّير قُمت بهِ، أو أي عُذرٍ لخطيئة ارتكبتها، هُو دَليلٌ على أنك مُستعبدٌ من الخَطيئةِ وأنك واقعٌ في فِخاخِ الشَّيْطانِ، وهَذا يَجعلُكَ مُداناً ويُؤدي بِك إلى الهَلاك، لأنّهُ التَوبةَ الصَّادقة مِن القَلبِ تُنجيكَ من الهَلاكِ وتَتغلبُ بِها على كُل فِخاخِ الشَّيْطان.

للخَروجِ من فِخاخِ إبليس هُناك طَريقةٌ واحِدة، هي الاعترافُ الصّادقُ بِخطيئتك، وطلبُ الغُفرانِ من الرَّبِّ، لأنهُا أعَظمُ نِعمةٍ إلهيةٍ منَحها الله لبني البَشر، لأنهُ بِدونِ الاعترافِ والتَوبةِ لنْ تَكون لنا شَركةٌ مع الله، وسَوف يَستمرُّ الشَّيْطانُ في اِستعبادِنَا، وسنُعانِي دَائماً، فأولئِكَ الذينَ يَعيشونَ في الخَطيئة يَدفعونَ الثَّمنَ بَاهظاً، وهَذا الثّمن يَتضاعفُ كلّ يَومٍ لأنهُم لا يَملكونَ الشَجاعة الكَافية للاعتِرافِ بِخطاياهُم إلى الله، والاسَوأ مِن هَذا، الذينَ لا يَعترفونَ بِأخطائِهم ولا يَتوقفوا عَنْها لنْ يَنالوا رَحمة الله .

إنَّ الحَمقى هُم أولئِك الذينَ يَعيشونَ في الخَطيئةِ دُونَ أن يُدركوا ذلك، وهَذه وصَمةُ عَارٍ على جَبينهِم، أمَّا الذي يَعيشُ مَع الله، تَجدهُ مُدركاً أنّ هُناك خَطأٌ ما فِي حَياتهِ، فتجدهُ يُحاول التَحكمَ في الطَريقةِ التي يَنظرُ بِها أو التي يَمشي بِها وكُلّ شيءٍ يفعلهُ، وهُذه إشارةٌ بأنهُ يسيرُ حَسبَ إرادةِ الرَّبِّ، أمَّا الحَمقى فَيعيشونَ بِعارِ الخَطيئةِ في حَياتِهم دُونَ إدراكِ. إذاً هُناك طَريقةٌ واحدةٌ للعيشِ حَسبَ إرادةِ الله، وهو أن تَمتازَ بالحكمةِ لتَحديد أفعَالِك وتَجنّبِ فِخاخِ الشَّيْطان، أمَّا الذينَ يَفرحُونَ لأفَعالهم الشِّريرةِ فَهُم أبناءُ الخَطيئة.


محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز