رسالة اليوم

03/05/2017 - نَتِيجةُ الإصَرارِ

-

-

"وَكَانَ لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَخَافُ اللهَ وَلاَ أَهَابُ إِنْسَاناً" (لوقا 18: 4).

لا يُمكن لأحدٍ إلاّ أن يَتضايق. فلو كانَ أحَدُنا نَائماً في سَريرهِ مثلاً، ومستغرقاً في النَومِ، وقَطراتُ من المَاءِ تَبدأ بالسُقوطِ من وقتٍ لآخرٍ من صَنبورِ الحَمامِ، فلنْ تَتحمّل هَذا الصَّوت، أليسَ كذلِك؟ هَكذا نَقرأُ أيضاً هَذا المَثل في الكتابِ المُقدسِ، القاضي الظَالم الذي لمْ يَحتمل إلحاحُ الأرملةِ، التي كَانت تَذهب إليهِ كُلَّ يَومٍ طَالبةٍ مِنهُ العَدالةُ. وإصرارِ تِلك المَرأةِ جَعل القَاضي – يَشعُر بنَفسهُ أنّهُ قَادرٌ، ولمْ يحترم الله ولا البَشر - ولكي يَتخلّص مِنهَا، قَرّر أن يَفعلَ المَفروض أن يفعلهُ.

تُعلِّمنَا هَذهِ الرَسالة منْ الإنْجيل أن نُكافِح منْ أجلِ حُقوقِنا. فَقد أعلنْ يَسوع أنّ الرَّبَّ سَوف يُنصِف سَريعاً مُختاريهِ الصَّارخينَ إليهِ نَهاراً وليلاً (لوقا، العدد 7، 8). إذاً لابُدَّ للكنيسةِ أن تَعرفَ دَعْوتها! ويَجبُ أن نَطلبُ مِن الرَّبِّ بإلحاحٍ، ولا نَدعهُ يَستريح، حَتى تَتحققُ العَدالةُ. ونَنتهر العَدوُّ كُلما سَنحَتْ لنا الفُرصة.

نَواجهُ أحَياناً سُلطاتٍ عَديدةٍ تَفعلُ كَما فَعل ذَلك القَاضي الظَالم، كَما لو أنَّهم وُضِعوا في مَناصِبهم ليَفعلوا مَا يَشاؤون، ولا يُنفذّونَ المَهامَ التي لهُم. فمَا مِقدارُ الضَرّر الذي يُسببهُ مثلُ هَؤلاءِ الذينَ يَتركونَ القَرار لمَا بَعدَ الحُكمِ لمنْ لهُ حقّ في مَسألةٌ قَضائيةٌ !! أمَا القَاضي الحَقيقي فيجبُ أن يَسأل عنْ سَببِ التَأخيرِ في أداءِ أيّ عَملٍ مَدفوعٌ تَكاليفهُ، هَكذا أيضاً المُعلّمُ الذي لا يَشرحُ الدَرس كَما يَنبغي أو الطَبيبُ الذي يَستقبلُ المَرضى بِطريقةٍ سيّئةٍ.

كَان يُمكن لتِلك المَرأةَ أن تَقولَ: "مَاذا عَليّ أن أفَعلَ، إن كَانت هَذهِ هِي مَشيئةُ الله؟". ولكنهَا كَانت حَكيمةُ وثَابتةٌ. ونَحنُ في مَرّاتٍ عَديدةٍ، لا نَحصلُ على العَطايا لأننا نَظُن أنّ الرَّبَّ الإله لا يُريدُ أن يُباركُنا بها الآن. لكنْ الواقعُ هو أنّهُ عِندمَا يَكونُ إيمانُنَا ضَعيفٌ، أو لمْ نَفعلُ المَطلوبَ مِنّا، فالرّبُ العلّي لا يَقدرُ عَلى الاستجابةِ لطَلباتِنَا. ومن المُستحيلِ مُقارنةُ الرَّبِّ بِقاضي الظُلمِ.

يَبدو لنّا أحياناً أنّ الرَّبَّ لا يَهتمُ بِنا ولا لمَّا يَقعُ عَلينا من ظُلمٍ، أو في أوقاتٍ أخرى، يَستغرقُ وقتاً طَويلاً للاستجابةِ لصَلواتِنا. فلمَاذا يَحدثُ هَذا؟ لأنّ العَدالةُ الإلهيةُ تَتحققُ فَقط في الوَقتِ المُحدّدِ، أي عِندمَا نَكونُ مُستعدينَ للحُصولِ على النَّصرِ. أمَا الأَعْمَيَان مَثلاً، اللّذانِ تَكلمَ عَنهُما الإْنجيلُ في مَتى الإصَحاحُ 9: العدد 27 إلى 31، ، اِستجابَ الرَّبُّ لهُمَ فَقط عِندمَا كانَا مُستعدّينِ. فحتى لو كَانَ يَبدو مُتباطئاً، ولكنهُ دَائماً يُنفِّذُ وعُودهُ بدقّةٍ مُتناهيةٍ. إذاً، اِفعل الجزء المفْروضَ عَليك، وسَيسْتجيبُ لكَ!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز