رسالة اليوم

26/05/2016 - اتمام الوعود

-

-

تعلّم شعبُ الرّب أنّهم متى حصَلوا على إعلانٍ من كلِمة الله، فهذا يعني أنّ الإعلان ملك لهم، لكن لعلّ الوقت لم يحِن لتطبيقه بعد، كانَ بإمكانهم تحويل هذه البركة إلى حقيقة قبل موعدها، كانَ بإمكانهم أيضاً أن يسلكوا وكأنّهم حصلوا عليها، لكن أحياناً قد لا تحدث الأمور هكذا، لماذا؟ لأنّ بعضهم مازالوا لا يعلَمون أنّ الرّب يريدنا أن نتعلّم أكثر عن كيفيّة استخدام هذه البركة في حياتنا.

- تكميل البركة، لقد ذكرت سابقاً أنه عندما نتعلّم أن هذه البركة لنَا، كلّ ما علينا فِعلَه هو أن نتمسّك بِها ونؤمن أنّ عمَل الرّب سيتمّ بكلّ تأكيد. فالحقيقة أنّه في اللّحظة التي ندرك خلالها أنّ بركة الرّب تنتظرنا، عندها يمكننا تحقيقها في حياتنا، والأهم أن نفهم أنّه إن تمّم الرّب جزء من هذه البركة، فهو ينتظر منّا تتميم الجزء الآخر.

اكتشف كاتب المزمور داود، أنّ ما يعطينا إيّاه الرب، فهو لنَا كي نطوّره. ربّما يبدو هذا غريباً، لكن هذا حقيقيّ بالنسبة للكتابِ المقدّس الذي كُتب بإرشاد الروح القدس، فعندما عرف داود ذلك الإعلان كتَب ما يلي:

الرَّبُّ يُحَامِي عَنِّي. يَا رَبُّ، رَحْمَتُكَ إِلَى الأَبَدِ. عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ لاَ تَتَخَلَّ. المزمور (8:138)

ألمْ يكُن هذا أحد الأسرارِ التي مكّنته من تحقيقِ انتصارات عديدة؟ نعم بكلّ تأكيد.

- التصريح الإلهيّ، بدلأ من إلقاء الوعود التي لا تتحقّق في أغلب الأحيان، علينا أن ننتظر حتى نأخذ "الضوء الأخضر"، بأنه يمكننا المتابعة. لأنّ ما هو لنَا قد تمَ وأُكمل. ثم يمكننا أن نُنجز العمل الذي طُلب منّا.

فهذا التطوّر يجب أن يتمّ من خلالنا، وهو يعلّمنا طول الأناة، لأنّ القلق والعجلة في كثير من الأحيان يعيقا القوّة الإلهيّة من إتمام الوعد، ولربما يقودنا ذلك للإستسلام أحياناً، وهكذا نمتنع عن ممارسة إيماننا.

فالحكيم يعلم الوقت لإتمام الإعلان، وعندها فقط، يستخدم إيمانه لتطبيقه:

حَافِظُ الْوَصِيَّةِ لاَ يَشْعُرُ بِأَمْرٍ شَاقّ، وَقَلْبُ الْحَكِيمِ يَعْرِفُ الْوَقْتَ وَالْحُكْمَ. الجامعة (5:8)

آنئذٍ ندرك بارشاد الرّب أنّه حانَ وقتُ العملِ.

قال أيضاً كاتب المزامير، أنّ رحمته جعلت منّا شعبه، وهذا كباقي أعماله لا تخيب أبداً، لأنّ رحمته إلى الأبد. فقد استخدم الرّب كلمته ويديه، فخلقنا على صورته ومثاله. التكوين (27:1). لذلك، لن يتخلّى الرّب عن أعمال يديه.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز