رسالة اليوم

27/04/2017 - لا تَدعَ الشَّيْطانَ يَبْتَلِعُكَ

-

-

"اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ".(رسالة بطرس الأولى 5: 8)

 

هُناكَ خُطوتان يَجبُ على خدّامِ الرَّبِّ أن يَتّخذوهَا، لأنّ الشَّيْطانَ سَوف يُحاولُ أن يَبتلعْنَا. لذلك، فَعلينا أن نَبتعدَ عن اِعتداءاتِ العَدوُّ.

أولاً، يُعلّمَنا الرُّوح القُدس أننا يَجبُ دَائماً أن نَتصرّفَ بَالاتزانِ والحَذر. ونَكونُ مُعتدلين من جِهة أشياءِ العَالمِ، يَعني على سَبيلِ المِثالِ، إرتداءُ المَلابس المُحتشمة وليْست الخَليعة، لئلا تَتسبّب المَشاكل لهُم. والتَحدُثِ رُّوحياً، وعَدمِ التَدخُل في شَؤونِ الآخَرين، وعَدمِ ارتكابِ الخَطايا والابتعاد عنْ الشَهواتِ والإغراءاتِ. فَعندمَا تَبقي عَيناكَ مُتيقظةً، هَذا يَعني أنّك تَهتمُ بِمكانتكَ في المَسِيح يسُوع، فَعِش بِالإيمان دَائماً وتَجاهل مَشاعرَ الشَكِ أو الكُفرِ.

يُطاردُنا الشَّيْطانُ دَائماً. لأنّهُ يَعلمُ بِمكانتنا في يَسُوع، وسَيحاول فِعلَ كُلِّ مَا يَستطيع ليُبعدنَا عنْ الرَّبِّ الإله. سِواء بالتَهديدِ أو بِالتّجاربِ، ومنْ يُصغي لهُ سَيتنجّسُ، وسَيدفعُ الثَمنَ بَاهظاً في هَذهِ الحَالةِ.

فالشَّيْطانُ لنْ يَكونَ صَديقاً للإنسَانِ أبداً، بل عَلى العَكسِ، فَهو كَخصمٍ يَعترضُ دَائما طَريقَ سَعادتِنَا ونَجاحِنَا بَجميعِ الوَسائلِ. لأنّ طَبيعتهُ قد فَسُدت ولم يَعُد يَستطيعُ فِعل الخَير أبداً.

قُمتُ بِمُساعدة أشَخاصٍ خِلالَ خِدمتي، تَعاهدوا مَع الشَّيْطانِ، وبالرُّغمِ مِن أنّ الشَّيْطانَ لمْ يُساعدهُم على الإطلاقِ - لأنّهُ لا يَفعلُ الخَير- كانَ ثمنُ الذي فَعلوه غَالياً جداً.

طَلبُ مَعونةُ الرَّبِّ عند ظُهور الشَّيْطانُ لنا وتهَديدنَا، لا يَجعلُهُ يَحصلُ على ما يُريدُهُ. لكنْ الذي لا يَتصرّفُ هَكذا! تَجعلهُ تَهديداتُ العدوُّ الخَبيثةِ ضَحيّةٌ لها. وبِذلك يَرغبُ في الخَطيئةِ، فَعلى سَبيلُ المِثالِ، اختراعُ طُرقٍ للحُصولِ على الرِّبحِ الغَيرِ المَشروعِ أو الاعجابِ بِشخصٍ مُرتبطٍ بِآخر. لأنّهُ بالمكْرِ والدَهاءِ، يَقودُ الجَاهلينَ للابتعادِ عنْ القَداسةِ وعن الرَّبِّ الإلهِ، ولذَلِكَ، في وقتٍ قَريبٍ كلّ الذينَ وقعوا في شِباكِ الشَّيْطانِ سوف يُعانونَ من عَواقبِ هَذا التَصرّفِ الغَيرِ حَكيمٍ.

إن الشَّيْطان مُؤذٍ جِداً، والذي يُخدَع منهُ، يَصلُ لدرجةِ الاعتقاد بأنهُ ليْسَ شِرّيراً إلى هَذا الحَدِ كما يُقال عَنهُ، وأخيراً، لأنهُ يُعطيهِ ما يُحبُ ويَشتهي، ويُقدمُ لهُ الدَّعمَ اللازمَ لإتمامِ الصَفقاتِ، ويَضعُ كُلَّ مَا هُو "مُمتعٌ" أمَامهُ، لذلك هُو بِدورهِ يَجعلهُ يَشعرُ بأنّهُ الأعظمُ.

لكنْ بَعدَ أن يَقعَ في يَديهِ، ويسرق مِنهُ كُلَّ شيءٍ ،يُقدِّمُ لهُ الحِسابَ. لقد نَصحتُ الكثيرينَ الذينَ وثِقوا بهِ، لكنهم أدَركوا أنّهُ يعَملُ كَتاجرٍ سَيئٍ يُقدمُ أسَوأ الصَّفقاتِ، وكلُّ مَا يُهمّهُ هو تَدميرُ مَا يَستطيعُ تَدميرهُ.

مَسؤوليتُنا هي إبقاءُ العدوُّ بَعيداً عَنَّا. لِذلك، يَجبُ أن نَكونَ حَذرينَ ومُتيقظين لهُ - أي بالطرقِ التي تُعلّمُنا إياهَا كَلمةُ الله. فإن هَذا التَحذيرُ من الرَّبِّ الإلهِ في مُنتهى الأهميةِ. لذلك، يَجبُ عَلينا الاستِماعَ لهُ، لأنَّ منْ يَسمحُ للشَّيْطان أن يُضلّهُ سَوفَ يَضطرُ لتَحملِ مَسؤوليةِ خَطئهِ أمَامَ الآب.

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز