رسالة اليوم

26/04/2017 - يَجبُ الاعترافُ

-

-

"كُلُّ وَصَايَاكَ أَمَانَةٌ. زُوراً يَضْطَهِدُونَنِي؛ أَعِنِّي"(مزمور 119: 86).

تَأتي التَّجارب لتَقُودُك للكفرَ بالرَّب، ولذَلِك، عِندمَا يَستعملُ الشَّيْطان أكاذِيبهِ، اعترفَ بِالحقيقةِ، واطلبُ مُساعدةَ الرَّبَّ، وآمن بِاستجابتهِ فَتعيشُ حُرّاً.

يَعرفُ الشَّيْطانُ الإنسانَ جَيداً، وعِندمَا يَغفل، يُهاجمُهُ بِالتّجارِبِ. وبِهذهِ الهَجماتُ يُحاولُ أن يَجعلهُ يَشُكُّ بِوجودِ الله وبأمانتهِ. فَعلى سَبيل المِثال، يَتسبّبُ الشَّيْطان في حَادثٍ مَا ويُجاهدُ ليَجعلَ الشَّخصَ يَعتقدُ أنّ الله هو السَّببُ في ذَلك. والكَثيرون بِسَببِ هَذا، قَرَّروا أن يُديروا ظُهورهُم للآبِ، وتَركوا الإيمانَ بِهِ، واليَوم، هُم يَدفعونَ الثَمن بَاهِظاً.

فَلا تَتخلَّ عنْ الحَق لأيِّ ظرفٍ كان، لأنّهُ كلَمةُ الله، تُعرّفُنا بِمن هو الرَّبّ. ومن يَثبتُ فِيها لا يَسقُطُ أبداً. بِعكسِ الشَّخصِ الذي يَتزعزع مِن "رياحِ" التَجاربِ؛ لأنّهُ كان مُنفصلاً عنْ الرَّبِّ لفِترةٍ من الزَمنِ، ورُبما كَان لهُ حَياةٌ في الكَنيسةِ، وصَلاةٌ وصَومٌ، إنّمَا لمْ يَكُنْ ثَابتاً في تَوجِيهاتِ الكِتابِ المُقدسِ.

الكَذبُ هو سَلاحُ الشَّيْطانِ، فقدْ قال يَسوعُ ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ (يوحنا 8: 44). والذي يَثقُ فِيما يَقولهُ العَدوُّ يَنفصلُ عنْ الرَّبِّ، ويَسمحُ في ذَاتِ الوقتِ للعدوِّ بأن يُنفذَ أعَمالهُ القَذرةَ في حَياتهِ.

رَفض صَاحبُ المَزمورِ التَّصديقَ بأنّ بَعضَ وصَايا اللهِ ليْست حَقيقية. واعترفَ أنهُ يُؤمنُ بِأنهَا كُلّهَا حَقيقيةٌ. كَذلك اعترفَ أيضاً أنهُ يَعلمُ بأنّ العَدوَّ يُطاردهُ بِالأكاذيبِ. وبَالرّغمِ من أنّ الذي يُعلنهُ الشَّيْطان عَادةً مَا يَبدو حَقيقياً، لاحظ صَاحبُ المَزمورِ خُطورة الأمرِ، وطَلبَ مُساعدةُ الرَّبِّ وحَصل عَليها.

 

عِندمَا يَستجيبُ الرَّبِّ لنا، فَهو يَفعلُ ذَلك بِكلمتهِ. فَعندمَا تَحصلُ على الحلِّ، آمِن، لأنّ من يُؤمن يَثق. وعِندما نُؤمنُ بِما يَقولهُ الآبُ، فهذا أفضلُ طريقٍ لوضع قُدرة الرَّبِّ في العملِ من أجلنا. لأنّهُ وبِالرغمِ من أنّ العَدوَّ يأتي بكلِّ قُوّتهِ ليَهزمنا، فَهو لنْ يستطيعَ ذَلك، لأنّ الرُّوح القُدس سَوفَ يَقومُ بِمساعَدتنا.

فَإِنْ حَرّرنَا يَسُوع، بِالْحَقِيقَةِ نكونُ أَحْرَاراً (يوحنا36:8). ولذلكَ عَلينا الآن، أن لا نَقبلَ بِالتّجاربِ، التي هَدفها - أن تُبعدنَا عن يديّ الرَّبَّ. فَصمِّم على أنك سَتعيشُ بِحسبِ المُوجودِ في الكتابِ المُقدسِ. ولنْ يَستطيعَ أحدٌ أن يَخطفَ أبناءَ الرَّبِّ من يَديهِ القَويةِ (يوحنا 10: 28).

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز