رسالة اليوم

25/04/2017 - اِسَتبدل الغَضبَ بِالتأمُلِ

-

-

"لِيَخْزَ الْمُتَكَبِّرُونَ لأَنَّهُمْ زُوراً افْتَرُوا عَلَيَّ. أَمَّا أَنَا فَأُنَاجِي بِوَصَايَاكَ"(مزمور 119: 78).

يُزعِجُنا الشّرّ، لكنْ عِندمَا تَشعُر بِالغضبِ في أي ظَرفٍ، اِذهب إلى الكَلمةِ، وتَأمّل في وصَاياهَا ولا تَدع هَذا الشُّعورَ يُسيطرُ عَليكَ، لأنكَ اِبنُ اللهِ وأنت حُرٌّ.

كثيراُ مَا نَكونُ ضَحايا لبَعضِ الشُّرورِ الى تَجعلُنا نَغضبُ جِداً. وكُلُّ واحدٍ فِينا لابُدَّ وأن يَشعرَ بِذلك. فليسَ فَقط أولئِك المُحاطينَ بالجوِّ الإلهي هُم منْ يَمرونَ بِهذا. ولكنْ، بَعضَ تَلاميذِ يَسوعَ، الذين عَاشوا بِجوار اِبن الله فَترةً طَويلةً، غَضبوا وعَرضوا على الرَّبِّ يَسُوع أن يُرسلَ ناراً تَنزلُ من السَّماءِ وتلتهِمُ السَّامريين الذينَ رَفضوا اِستقبالَ المُعلِّمِ (لوقا 9: 51). لكنْ، على عَكسِ مَا أراد التَلاميذ أن يَفعلوا، يَجبُ أن نَكونَ يَقظينَ ولا نَدعَ أنفسنَا نَنقادُ بأي نَوعٍ من روحِ الإنتقامِ. والأفضلُ أن نَفعلَ الخَير دائماً، ونجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِ مَن أصَابنا بِالضّررِ، بَدلاً مِن إصدارِ حُكماً قدْ يَكونُ قَاتلاً للذي أستُعمِلَ من العدوّ لإلحاقِ الضَّرر بِنا. ( رومية 12: 20).

تُخبرنا كلمةُ الرَّبِّ ، أننا كَبشر، لابُدَّ وأن نَشعرَ بِالغضبِ، لكنْ لا يَنبغي أن نَحتفظَ بهِ في قُلوبِنَا (أفسس 4: 26). فإن تَركنَا أنَفُسنَا لهذا الشُّعور ليُسيطِرَ عَلينا، فمنَ المُحتملِ أن نَحكُم على الذي أسَاء إلينا، ونَجعلهُ يَدفعُ الثَّمنَ غَالياً.

افعل دَائماً كَما فَعلَ كَاتبُ المَزمورِ. فَعندمَا تَذهبُ إلى الكَلمةِ، تَحصلُ مِنها عَلى التَوجيهِ الصَّحيح الذي لا يَسمحُ بِأن نَكونَ مُستخدمينَ مِن قِبلِّ العَدوِّ. وتُوجدُ في الكِتابِ المُقدس، كُلّ التَوجيهاتِ التي تُمنعُ الخَطأ، والحِقد، والاسَتياء وأيّ شُعورٍ سَيِّئٍ آخر. فَكلُّ مَا تَحتاجهُ في أيِّ وقتٍ ولأيِّ اِحتياجٍ تَجدهُ في الإنْجيلِ.

إنَّ مُلاحظةِ وصَايا الرَّبِّ ليْست بِالأمر الصَّعبِ - الأسَاسيةُ، والصُّغرى مِنها، والتي تَجلبُ لنا خَيراً عَظيماً. فَقد أُعطيت لنَا ، لكي نَقتربَ بِواسِطتهَا منهُ ونَعيشُ أحراراً من هَجماتِ إبْليس.

مُحتمل أن تَغضبَ، ولكنْ طَالما الرَّبُّ في قَلبكَ، ربما تَقول كَلماتٍ ثَقيلةٍ؛ لكنّكَ، لنْ تَدع هَذا الشُّعور يُسيطرُ عَليكَ. وإن حَدث وسَيْطرَ عَليك ذَلك الشُّعور، فَستخرُج مِنْ مَحضرِ الرَّبِّ وتَفتحُ بِذلك ثغَرةً للشَّيْطانِ في حَياتكَ ليَدخُل لك مِنها. وأمَا الشَّخصُ الذي جَعلكَ تَتألمُ، فقدْ استخدمهُ الشّرّير في أغَراضهِ القَذرةِ. والآن، سَيستَخدمُكَ ليجَعلِك تُعاني أنتَ أيْضاً. فَكُن مُطيعاً للرَّبِّ الإله ولا تَلعنْ أبداً أياً كَانَ.

أنت خَادمٌ للرَّبِّ، لذلك يَجبُ عَليكَ أن لا تَقع في مِثلِ هَذهِ التَجربةِ. فَخادمُ الرَّبِّ يَنبغي أن يَسعى لِعملِ مَا كانَ سَيعملهُ هو، لو كَانَ مَكانهُ. فالرَّبُّ رَفضَ جَميعَ مُحاولاتِ الشَّيْطانِ لاستِخدامهِ؛ فَافعل أنتَ الشّيءَ ذَاتهُ!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز