رسالة اليوم

08/04/2017 - الرَجُوعُ إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ والْفَقِيرَةِ

-

-

وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضاً إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ (غلاطية 4: 9).

مَا هي هَذه الأركانِ أو المَبادئ؟ هي تِلكَ المُوجودةُ في التَصرفاتِ الشَّخصيةِ لجَميعِ الكَنائسِ. وهُناكَ خَسائرُ ضَخمةٍ عِندمَا نَخْدمُ  هَذهِ المَبادئ الضَّعِيفة، لِذلِكَ، يَنْبغي أن نَبحثَ عنْ طِرازٍ لحياةٍ على أعلى مُستوى، ونَسلُكُ كما سَلك يَسُوع.

إن المَبادئ الأسَاسيةَ للعَالمِ لا تَصلحُ للمَسيحي الذي يَرغبُ في إرضاءِ الله. لأنها تُنشِئُهَا المُجتمعَاتِ ككُلّ من أجلِ العَيْش بِشكلٍ أفَضلٍ. ولكِنْ نَحنُ لدَينا وصَايا كَلمةُ الرَّبِّ، التي بِلا حُدودٍ، فَهي الأفَضلُ فيمَا يَتعلقُ بالأمُور المَاديةِ، فلا سِيمَا في الرُّوحِية. وعِندمَا يَهْتمُّ الشَّخص هو أو هي بَالمَبادئ الأرَضيةِ، فَهو بِذلك يُعلنُ ابتعادهُ عنْ الرَّبِّ الإله.

يُوجدُ بَعضٌ من هَذهِ المَبادئِ في كَنائِسنا المسيحية أيضاً،. أُناسٌ كثيرون يُعانونَ مِن الكَسلِ أو عَدمِ الشَّجاعةِ للبحْثِ عَمّا يَحتاجونَ إليهِ في الكِتابِ المُقدسِ، فَيُؤلّفونَ مَبادئ دِينيةَ لا تَنفعُ بِشيءٍ. حَتى البَعضَ لديهِ مَظهرُ التَقوى، لكنهمُ مُجرّديِنَ من القِيمِ الحَقيقيةِ. لأنّهُ، بِقدرِ مَا نَنمو في الإيمانِ، نَبتعدُ عنْ مِثلِ هَذهِ المُعْتقداتِ. فَلسنَا بِحاجةٍ لأيِّ فِكرٍ بَشريّ، حَتى لو كَان قَد نَشأَ مِن قِبَل أولئِكَ الذينَ نَدعُوهم آباءُ الكَنيسةِ. فَما أعَلنهُ أوغَسْطينوس، أو تَرتلّس، أو أيضاً كَثيرين غَيرهُم من الذينَ خَدموا الله في أيَامِهم، لا قِيمةَ لهُ بِالنسبةِ لنَا.  

عَدمُ إرضاءِ الله هو أكبرُ خَسارةٍ للاعتِقادِ بِهذهِ الأفكارِ. قَالَ يَسُوع أنَّ تَقاليدَ الإنْسان تُبطلُ كَلامَ الله (مرقس 7: 13). إذاً بالنِسبةِ لي، تَقاليدُ أيّ مُجتمعٍ يَجبُ رَفضهَا. ولا يُمكننَا أن نُحبَّ شيئاً أكثرَ مِن مَحبتِنا للرَّبِ، كَمِثل ما اعتقد بهِ أسَلافُنا ونَقلوهُ إلينا. لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً (رومية 3: 4).

 

مُستوى التَعاليم في الكِتابِ المُقدّسِ، أعلى من أن يَحكمَ عَليهِ العَقلُ، ويَنبغَي أن نَسعى لكي نَعرفهُ ونَعيشهُ. فقدْ اكتشفنَا في كَلمةُ الرَّبِّ منْ نَحنُ ومَاذا يُمكننَا أن نَفعلَ. قال الرَّبُّ أنّهُ جَاء ليُعطينا حَياةً وليكونَ لنَا الأفَضل. ومنْ يُؤمنُ بابْنِ اللَّهِ يَرى مَجْدَهُ (يوحنا 11: 40). فَهذا هُو مَا نَحتاجُ إليهِ.

إنَّ الشَخصَ الذي يَسيرُ كما سَار يَسُوع يُرضي الله. لأنهُ يُؤمن بِكلِّ مَا يَقومُ بِعملهِ، وهو يُعطي الفُرصةَ اليَوم لمنْ يُريدُ، أن يَسْلُك بِالإيمانِ أيضاً.

فينبغي على الجَميعِ أن يَجتهدوا إلى أقصى حَدٍ لعَملِ كُلّ مَا يَدفعهُم الإيمانُ لتنفيذهِ. وبالتالي، نَعرفُ مَا هي دَعُوتنا ونَحصلُ على القُدرةِ لتِنفيذها. أمَّا من يَتبعُ تَقاليدَ النَاس سَيتورَّطُ دَائماً في المَشاكلِ، وتَأتي عَليهِ التَجارِبَ، والمَبادئ الضَّعيفة لنْ تُعطيهِ القوّة لمُواجهتِها. فالْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ (رومية 13: 14).  

 

 محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز