رسالة اليوم

07/04/2017 - الصّبر والقوَّةُ

-

-

"فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ" (يعقوب 5: 8).

يُثمرُ فِينا الرُّوحُ القُدس تِسعة أثمارٍ، وفَضيلةُ الصّبر واحدةٌ مِنها(غلاطية 5: 22). هَذا الثَّمرُ – أو الفَضيلة يجبُ أن تكونَ مغروسةٌ فينا، وهَكذا أيضاً باقي الفَضائل الأُخرى. أمَّا بالنسبةِ للعَدوّ عِندمَا يُجرّبُك فلا تَكُنْ صبوراً، ولكِن لا تَدعَ أيّ شيءٍ يَقودكَ إلى الخطيئةِ. وفي كُلِّ الأحوالِّ هَدِّئ نَفسكَ، واِتجه إلى الرَّبِّ في الصَلاةِ، وسَيؤكدُ لكَ على هَذا الثَمر. لأنَّ نَفادُ الصّبرِ سُوفَ يَمنعُكَ من أن تَكونَ مُستعداً لمَجيءِ المَسيحِ.

تَشديدُ وتَقويةُ القَلبِ شيءٌ ضَروري. لأنَّهُ بَالرُّوحِ الضَّعيف، بِإمكانِ أيّ شَخصٍ أن ينغلبَ بَفعل التجَاربِ. والطَريقةُ الصَّحيحةُ لتَقويةِ الرُّوحِ هو أن يَكونَ لنا شَركةٌ مَع كَلمةِ الرَّبِّ. وهي سَوفَ تُعلنُ لنا إن كُنا قَدْ اِنزَلقنَا في الخَطيئةِ! أو إن كُنّا قدْ فَتحنا ثَغراتٍ للعَدوِّ في حَياتِنَا، ومَاذا نَفعلُ لكي لا نَقعَ في الخَطيئةِ مرّةً اُخرى. والكَلمةُ أيضاً تَمنحُنَا "عَضلاتٍ" رُّوحيةٍ لتَحقيقِ العَملِ الإلهيِ، هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ (2 كورنثوس 10: 4- 6).

إنّ المَجيءُ الثَاني للرَّبِّ يَسُوع هُو حَقيقةٌ مَلموسةٌ سَوفَ تَحدُثُ قَريباً. والعَلاماتُ التي حَدّدهَا الرَّبُّ الإله قدْ تَمّت بِالفِعْل. ولو تَصوّرنَا المَشهدَ، يُمكنُنَا القَول بأنَ المَلائكةَ الآن في السَّماواتِ قدْ يَكونُوا مُنشغِلينَ بِتلميعِ الأبَواقِ. فَقدْ وعَدَ يسُوع، وبِدونِ شَكٍ، سَيأتي إلينَا ويَأخُذُنا من هَذا العَالمِ الشرِّيرّ. وكُلّمَا مَرَّتِ الأيامُ، يَكونُ يَومُ خَلاصِنَا أقَربُ بِكثير.

اِحترس!! ولا تدعَ رُّوحكَ تُثقل وتُنهك بِهمُوم ومَشاكلِ وفُرصِ هَذا العَالمِ. ولا تَبْع نَفسكَ للذنُوبِ أو للذَّهبِ. فَالخطيئةُ ليْست مُمْتعةٌ، وكُلُّ مَا تُعطيهِ لا يُقارنُ بالسّرورِ الذي يَغمرُ رُّوحَ الذي يَعيشُ دَاخل ما سَمحَت بهِ العِنايةُ الإلهِية. أمَا الثَروةَ فهي مُضلّةٌ، لأنَّ الإحَساسَ بالحُرّيةِ التي تعِدُونَّ بها قليلٌ جِداً مُقارنةً بالفرحِ الذي يَستمتعُ بهِ الشَّخصُ الذي يَعيشُ في مَحضرِ الرَّبِّ، ولذلك، يَنْمو فِعلاً.

 

فَافعل كُلَّ مَا تَستطيع لكي لا تَكونَ بَعيداً عنْ منْ سَوفَ تَسمع الرَّبَّ يَقول: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَم (متى 25: 34). جَهِّز نَفسكَ واجِتهِد لكي لا تَفقِدَ مَكانكَ في مَلكوتِ الرَّبِّ. أمَا جَحيمُ العَذابِ القَاسي جداً، لن يفقدهُ الإنْسان الشّرير لأنّهُ سَوفَ يُطرحُ فِيهِ، وسيخسَر كُلَّ ما أعَدهُ الرَّبُّ للذينَ يُحبونهُ، وسَوفَ يَظهرُ الفَرق، حيثُ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ (1 كورنثوس 2: 9).

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز