رسالة اليوم

06/04/2017 - يُرسلُ الرَّبُّ مَلاكهُ

-

-

"هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (ملاخي 3:1).

يُرسلُ الرَّبُّ مَلائكةً لتَنفيذِ أعَمالهِ التي يُوصيهم بِهَا، لكنْ، لا يَنبغي عَلينا أن نُوجِه صَلواتِنا إلى هَذهِ الكَائناتِ المَلائكيةِ، لأنَهُم لا يُطيعونَ إلا الرَّبَّ الإله. وفعلاً نحنُ بِحاجةٍ لأن َنطلبَ الآب في هَيكلهِ، ونختبرَ اِفتقادهُ لنا.

هُناكَ مَلائكةٌ يَنتمونَ إلى الله ويُطيعونهُ، وآخَرين كَانوا يَنتمونَ لهُ. وبِسببِ عِصيانِ "لوسفر Lucifer " الذي أصَبح إبْليسَ فِيما بَعْد، وأخذَ مَعهُ ثُلثَ المَلائكةِ، الذينَ صَاروا شَّيَاطينَ عِندمَا طَردهُم اللهُ من السَّماواتِ. اليَومَ، يَتناقصُ نُفوذهُم، حَيثُ دُفِعَ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاوات إلى يَسوعَ (متى 28: 18)، الذي بِتضحيتهِ على الصَّليبِ في الجُلجثة، غَلبَ الشَّيْطانَ.

المَلائكةُ هي كَائناتٌ تَخدمُ الرَّبَّ. ولا تتخذُ قَراراتٍ من أنْفُسها، إنما تُنفّذُ أوامر الرَّبَّ الإله. (المزامير 103: 20). ومُهِمتُهم هي القِيامُ بِخدمةِ الذين يَرثونَ الخَلاص، وبِما أنَهُم رَأسُ بَني البَشرِ، لدِيهمُ قُوّةٌ أكثرُ مِنَا. لكنْ، نَحنُ يُمكننَا تَعطيلُ عَملهِم الذي أُرسلُ إلينا بهِ، عِندمَا لا نُؤمنُ بِما يُعلنهُ الرَّبُّ الإلهُ لنا.

يَرتكبُ النَاسُ خَطأً كَبيراً عِندما يُصلّونَ للملائِكةِ. وتَقعُ صَلاتهُم بِهذا في يدِّ العَدوُّ، لأنّ كُلَّ مَا يَفعلوهُ مُخالفاً لِكلمةِ الرَّبِّ ولنْ تَصلَّ إليهِ. بلّ يَنبغي أن يَتوسّلوا إلى الآب بِاسمِ يَسُوع. وبِمَا أنّ الرَّبَّ القَديرَ لا يُعطي مَجدهُ لأحدٍ آخر، فَالملائكةُ لا تسمعُ مُطلقاً لطِلباتِنا ولا ثَنائنا عَليهَا (متى 4: 10)، لأنَهُم يَعملونَ حِساباً للرَّبِّ - والدَليلُ على ذَلك هُو أنّ الرَّبَّ أُرسَلهُم. ليَشجّعوا يَسوعَ في جهادِهِ في بُستانِ جَسيمانِي.

 

تَتحدثُ هَذه الآيةُ عنْ المَلاكِ الذي يُهيئُ الطَريقَ لمَجيءِ الرَّبِّ يَسوعَ. وبَعدَ ذَلك، تَكشفُ لنا أنّ يُوحنَا المَعْمدان هُو الذي هَيأ الطَريقَ (متى 3: 1- 3). وفي سِفرِ الرُّؤيا، عِبارةُ مَلاكُ الكَنيسةِ تُشيرُ إلى رَاعي الكَنيسةِ، لأنّهُ هُو الذي يُمهدُ الطَريقَ لمَجيئ الرَّبِّ يَسوعَ بَغْتَةً إلى هَيكلهِ، الذي يَعني قَلبَ الإنْسانِ المُولودِ مِن جَديدٍ. أمَّا الذي لا يَقبلُ يسوعَ كَسيّدٍ ومُخلّصٍ لا يَصِيرُ ابناً لله.

يَنبغي أن نَطلبَ وجُودَ الرَّبَّ حَقاً في حَياتِنا. لأنّ أناساً كَثيرون مِن شَعبِ الرَّبِّ يُعلنونَ أنَّهم نَالوا الخَلاصَ، ويُؤكدونَ أنَهُم يَعيشونهُ، لكنْ هَذا ليْسَ حَقيقي، كُلّ مَا يَملكوهُ هو خِبرةٌ دِينيةٌ لا تَقودهُم إلى أيِّ مَكانٍ. ومَن يَعيشُ في شَركةٍ مع الرَّبِّ يَختبرُ الافتِقادَ مِن العَلّي كَشيءٍ طَبيعي، لأنَّ الله يَكشفُ عنْ نَفسهِ من أجلِّ أولئكَ الذينَ يُريدونَ ويَرغبونَ في وجُودِهِ. فَالرَّبُّ يَفتقدُ شَعبهُ. ويُريدُ ويَتمنى لقَاءهُ!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز