رسالة اليوم

31/03/2017 - لا تُعطي مُبرّراً للعدُّو

-

-

"لاَ تُسَلِّمْنِي إِلَى مَرَامِ مُضَايِقِيَّ لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ وَنَافِثُ ظُلْمٍ"( المزامير 27: 12) .

قِصّةُ أيوبَ ودَاودَ ورجالٌ آخرينَ في الإنْجيلِ المُقدسِ تُتثبتُ بأنهُم اكتشفوا عَدالة اللهِ، وأيضاً أن الحَلّ الوحِيدَ لكُلِّ المَشاكلِ، هُو حِفظُ وصَايا الرَّبِّ، لأنَّها تَحفظُنا بَعيدينَ عنْ الخَطيئةِ، وتَكونُ ثِيابُنا بَيضاءَ دائماً.

لا يَعملُ الرَّبُّ إطلاقاً بِطريقةٍ غَيرِ صَحيحةٍ. ولا يَستطيعُ مُساعدةَ أبْنائهِ إذا تَصرّفُوا بِشكلٍ خَاطئ لأنّهُ عَادلٌ. ولِذلكَ، فَكلمةُ الرَّبِّ تَطرحُ عَلينَا السُّؤالَ التالي: هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ (عاموس 3: 3).

يُخطئُ تَماماً من يَعيشُ في الخِداعِ، ويَعتقدُ أنّ الرَّبَ الإله سَيُساعدهُ بِطريقةٍ أو بأخرى. حَتى لو قَضى حَياتهُ يَفعلُ الخَير ويُنفِّدُ مَا تقولهُ الكَلمةُ تَماماً، ولكنهُ، في آخرِ أيامهِ، أصَبحَ يَعيشُ في الخَطيةِ، فالآبُ لن يَكونَ بِجانِبهِ، لأنّ الخَطيئةُ تَفصِلُنَا عن الرَّب الإله وتُعطي المَجالَ للشَّيْطانِ لتَجْربَتِنا. فَاهرُب منَ العَدُّو!

أعَطى أيوب سَبباً في المَاضي، للشَّيْطان للدُخولِ في حَياتهِ، وبَالنتيجةِ، دَفعَ الثَمن بَاهِظاً. فقدْ كانَ رَجُلاً بَاراً ومُستقيماً أمَام الرَّبَّ، لكنهُ كان يُحسُّ في قَلبهِ بأن العَدوُّ سَيصيبهُ بَالأذى، بَالرُّغمِ من أنّ الرَّبَّ كانَ يُساعدهُ في كُلِّ شيءٍ - وكانَ يُحافظُ عَليهِ، ويُغنيهِ ويُباركهُ - لكنَّ هَذا الخَطأ الذي ارتَكبهُ سِراً جَعلَ الرَّبَّ يُوافقُ على طلبِ الشَّيْطانِ بِتجربتهِ. إذاً يَا أخوتِي، لكي لا يَحدُث لكُم هَذا، لا تُعطوا أيّ فُرصةٍ للشَّيْطان، لئلاّ يَكونَ لهُ الحَقَّ في أن يَمسَّ حَياتكُم.

أمَّا دَاوّد، مَلكُ إسرائِيل المَحبُوب، عَرفَ كَيفَ يُعطي العَدوَّ الفُرصةَ ليَضطهدَ شَعبَ الله، ثُم صَلّى وطَلبَ أن لا يَتمَّ تَسليمهُ لمِشيئةِ أعَدائهِ، وأكّدَ أنَّ مَا قالهُ كانَ كذباً. ولكي يُعلن أحَدٌ ما هَذا للرَّبِّ الإله، يَحتاجُ إلى التَأكدِ بِأنهُ لنْ يَخضعُ لتَجاربِ العَدوّ، لأنّ العَكسَ صَحيح، فإذا حَدثَ هَذا فَهوَ يُعطي الشَّيْطان الفُرصةَ لأثباتِ قُوّتهِ.

فَالطريقةُ الوَحيدةُ لعَدمِ الدُّخولِ في مَشاكلَ العَالمِ الرُّوحي هي بإتباعِ الوَصايا الإلهية، لأنَّ الذي يَتبعهَا يَحمي نَفسهُ مِن أيّة مَشاكل، ولا يَقعُ في تَجربةٍ ويَنتصرُ في كُلِّ مَعاركِهِ. فَالشَّيْطان لا يَستطيعُ أن يَستمرَّ في اِتهاماتهِ الكَاذِبة ضِدَّ الراسخ في الحَقّ الأبدي: يَسُوع (يوحنا 14: 6).

يُعلنُ لنَا الإنْجيل أنّ ثِيابَنا يَجبُ أن تَكونَ بِيضاءَ في كُلِّ حِين (الجامعة 9: 8). فَهذا مِنَ السَّهلِ الحُصولِ عَليهِ: يَكفيكَ تَنظيمُ حَياتكَ في الرَّبِ واتِخاذُ القَراراتِ بِحسبِ المَكتوبِ في كَلمتِهِ. أمَّا الذي يَزدَريها، ويَذهبُ ورَاء طَريقةٍ أُخرى، مِن أجل الحُصولِ على المَعونةِ الإلهيةِ، ويَكتشفُ أخِيراً أنَّ كُلَّ الجُهودِ التي بَذلهَا لم تَنفعهُ بِشيء، ولكِنْ، ذَلكَ الذي يُكرِّسُ نَفسهُ لتَنفيذِ وصَايا الرَّبّ – كالوصَايا المُشتركةُ معَ الجَميعِ أو تِلك التي يَمنحُها لكُلّ واحدٍ على حِدا- وسَتسْتنتجُ أَنَّ نِيرِ الرَّب هَيِّنٌ وَحِمْله خَفِيفٌ (متى 11: 30).

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز