رسالة اليوم

30/03/2017 - كَيفَ يَصِفُكَ الرَّبُّ؟

-

-

مَنْ قَالَ، "قَدْ عَرَفْتُهُ" وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ (رسالة يوحنا الأولى 2: 4)

أسوأُ شيءٍ يُمكنُ أن نَفعلهُ، هو الكذبُ على الرَّبِّ ورفضِ وصَاياهُ. وبَالكلامِ عنْ الكَذبِ، أكبرُ الكَذابين هُم أولئِكَ الذينَ يُقدّمونَ اِعترافاتٍ غَيرُ صَحيحةٍ. حَتى المُجرمين عِندمَا يَعترفونَ بالجَريمةِ والشُّرطة تُحاولُ اِجبارهُم على قَولِ شيءٍ آخر، يَقولونَ لي: "دُكتور، إذا كَانَ هُناك شَيءٌ واحدٌ حَقيقي فَهو أنّني كُنتُ صَادقاً".

لا أحد يُحبُ أن يُوصفَ بالكَذاب، فَهي صِفةٌ تُغضبُ النَاس الجَيدين والسَّيئين على حدٍّ سواء. لكنْ، مِن النَاحيةِ الرُّوحيةِ، كُلّ من لا يَحفظُ وصَايا الرَّبِّ يُعتبرُ كَذاباً روحياً. كُلاًّ مِن الله والشَّيْطان يَدعونهُ بِذلك؛ ومِن ثَمَ، يَعلمُ كُلاً من المَلائكةِ والشَّياطين إنّ هَذا الشَخص يَكذب أم لا.

مَنْ لا يَحفظُ الوَصايا الإلهيةِ فَهو متكبِّر ويُحاولُ أن يُثبتَ للرَّبِّ الإله - الذي يَعرفُ كُلَّ شيءٍ - أنّهُ صَادقٌ. فلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا (العبرانيين 4: 13). فَلا أحد يَستطيعُ أن يَكذبَ على الرَّبِّ أو يَخدعهُ. وأخيراً، يُعلنُ الكتابُ المُقدّسُ لنا، أَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ على شِفَاهِنا إِلاَّ وهو يعَرفهَا كُلَّهَا (المزامير 139: 1- 4). حَتى أسَرارِ القَلبِ المَخفيةِ عن البَشر مَكشُوفةٌ للرَّبِّ، لِذلكَ، لا تُخفي عَنْهُ شَيئاً أبَداً.

الوصَايا تَنقسمُ إلى قَسمين: المُشتركة، وهي تِلك التي كُتِبت في الكتَابُ المُقدسُ، والشَّخصيةُ التي يَمنحُها الرَّبُّ لِكُلِّ واحدٍ فِينا على حِدَ. فلا أحَد يُعْفى من حِفظِ الوصَايا المُشتركةِ، فهي مَفروضةٌ عَلى الجَميعِ: لا يَقتُل، لا تَزنِ، لا تَسْرق.. الخ.

أمَّا الوَصَايا الشَّخصيةِ هي تِلكَ التي يُعطيهَا الرَّبّ نَفسهُ لِكُلِّ واحدٍ فِينا كَمهِمّةٍ خاصة، مَثلاً، الرَّبُّ دَعاني لأُبشِّرَ بِكلمتهِ. وإن كُنتُ أفعلُ أيّ شيءٍ آخرٍ ليْسَ ضِمنَ مِشيئةِ الرَّبِّ الإلهِ، سَأكونُ خَاطئ - وليْس هُناك شيءٌ في الحًياةِ أسَوأ مِن عَدمُ حِفظِ وصَايا الآبِ، وليْس هُناك أيُ عُذرِ يُبرِئ أحداً مِن هَذهِ الخَطيئةِ.

فَالدّعوةُ الإلهيةُ ليْست للنقاشِ. وانظُر مَا حَدثَ معَ يُونان، عِندمَا رَفضَ قُبولَ وصِيةِ الرَّبِّ الإلهِ (يونان 1: 17). وبَالمثلِ، مَنْ يَعلمُ مَا يَجبُ عليهِ أن يَفعلهُ، لكنّهُ لا يَفعل، سَيُحاسبُ (لوقا 12: 48)

ولكي يَكونُ الشَّخصُ مَقبولاً في العَالمِ الرُّوحي، من الضَّروري قَبل كُلِّ شَيءٍ، أن يَتغيّر بالصِّدق؛ وبَعدَ ذَلك، لا يِكونُ فِيهِ خَطيئةٌ، وأخيراً، أن يَكونَ عَامِلاً بِالكلمةِ.

والذي يَتصرّفُ بِهذهِ الطَريقةِ، يُؤمنُ بِما يُعلنهُ الرَّبُّ لهُ، ويَعمَلهُ بِإخلاصٍ. وكلُّ مَن يَحفظُ الكَلمةَ هو أمينٌ ولديهِ وهُو مِنَ الله. ولذلك، بِما أنَّ الشَّيْطانَ لا يَتحمّلُ الحَقَّ، كُنْ دَائماً شَخصاً حَقيقِي.

محبّتي لكم في المسيح  

د.سوارز