رسالة اليوم

21/11/2025 - أهميَّةُ صلبِ المَسيحِ

-

-

«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، (يوحنا 14:3)

 

كلُّ ما حدث ليسوعَ في العَمل الذي أكمله ليخلِّصنا كان مُصمَّماً ومرسوماً وتحت سيطرة العدالة الإلهيَّة. ولهذا يجب ألَّا نأسف على معاناته على الصَّليب، التي كانت رهيبة وصعبة جداً لا يمكن تخيّلها. لكنْ إنْ لم يختبر المَسيح هذا العمل الفدائي لَما صار خلاصنا الأعظمَ والأكملَ بشهادةِ العالم أجمع. وهكذا يمكننا اليوم أنْ ندعوه الربَّ "أبانا".

كان يجب أنْ يتمَّ كسرُ لعنة الناموس، ولهذا كانَ لا بدَّ من أن يسمَّر ابنُ الله على الخشبة، لأنَّه مكتوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». (غلاطية 13:3). لقد جعل نفسه لعنةً إذ أخذ مكاننا ليخلِّصنا بالحقيقة. يا له من ثمنٍ! والآن، ما لم يكنْ الأمر بهذا الشَّكل لَكنّا ما زلنا في الخطيَّة وسنذهب إلى العذاب الأبديِّ عند الموتِ. ولكنْ بواسطة دم الحمل الذي سُفكِ في الجلجثة، سنذهب إلى السَّماء!

ظهرتْ الثعابين في البريَّة عند مسيرتهم بسبب خطايا بني إسرائيل (العدد 6:21) وأصبح هذا الأمر مأساة لأنَّ كلَّ من لدغته الحيَّة سرعان ما فارق الحياة. وهذا يحدث مع كلِّ شخص ينجرف للخطيَّة، وحينما يُستَعبد للرُّوح الشّرير سيتمُّ إدانته على فعلهِ هذا. لا تطلب أو تقبل أيَّ شيء من الشّرير.


طلب الإسرائيليّون موسى وسألوه أنْ يصلِّي لأجلهم، لأنَّه إنْ مات الكثيرُ من الناس وسرعان ما سيتمُّ القضاء على المجتمع بأكمله، فقد كان الخطأ جسيماً لأنَّهم تكلَّموا على الله وموسى، راغبين بالعودة إلى مِصر حيثُ خلَّصهم القدير. لكنْ في تلك اللحظة في البريَّة عندما رأوا أذية العدوّ، تابوا وطلبوا من رجل الله أنْ يتضرَّع من أجلهم. التوبةُ هي المنفَذ.

عندما صلَّى موسى أخبره الله أنْ يصنع حيَّة ويضعها على عصاه وكلُّ من ينظر إليها لا يموت (العدد 8:21). من الأفضل عدم ارتكاب الخطيَّة! وبخلافِ ذلك سيفتح الشَّخصُ الطريق أمام العدوِّ لأنَّ الخطأ إلى الله خطيرٌ ومُدانٌ أيضاً. حيثُ كانت الحيّة ترمز إلى المسيح الذي سيُسمَّر على الصَّليب، تماماً مثل الذين نظروا إلى تلك العصا وشفوا، هكذا سينال الخلاص كلُّ من ينظر إلى يسوع.


لقد ذهب ابنُ الإنسان إلى الصَّليب ودفع ثمن فدائنا. والآن كلُّ من يصلِّي بناءً على هذا العمل ويؤمن بأنَّه حمل خطايانا ويقبله كمخلِّص له سينال الخلاص في الحالِ. لا يهمُّ كم تمَّ استخدام هذا الخاطئ من قِبل الإثم وبحقِّ من قد أخطأ، فإنَّ تضحيَّة المَسيح تضمن الغفران والخلاص لكلِّ الذين يعترفون بهِ ويتوبون.


خُذْ وقتك للاعتراف والتوبة عن طرقك لله وستنال الغفران. ولن تتمَّ إدانتك، وقرِّر أن تكون خليقة جديدة! وهكذا سيخسر الشَّيطان الذي يضايقك ويعتبرك عبداً له قوَّته عليك، تماماً كما فقد السمُّ قوَّته على الذين نظروا إلى الحيّة المعلّقة على العصا.


محبَّتي لكم في المَسيحِ

د. ر. ر. سوارز