-
-
فَهذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ حَوَّلْتُهُ تَشْبِيهًا إِلَى نَفْسِي وَإِلَى أَبُلُّوسَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَتَعَلَّمُوا فِينَا:«أَنْ لاَ تَفْتَكِرُوا فَوْقَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ»، كَيْ لاَ يَنْتَفِخَ أَحَدٌ لأَجْلِ الْوَاحِدِ عَلَى الآخَرِ. (كورنثوس الأولى6:4)
أمرٌ مُحزن أن يفكِّر ابنُ الله بما هو أبعد من المكتوب. وبالتالي يترك يدي الخالق ويصبح تحت سيطرة العدوّ. منذ اللّحظة الأولى التي يعترف فيها الإنسانُ بفكرة وجود إلهٍ آخر وحقيقة أخرى وسماءٍ أخرى، يسوء كلُّ شيء، لأنَّ هذا الابن يبتعدُ عن الربّ الذي هو النُّور والخلاص. لماذا يستمع إلى الشَّيطان الذي يخطئ منذ البدء، ولا يتبع الحقَّ أبداً ولن يفعل؟ فلنبقَ مع الربّ إذن.
إذا كنتَ تحمل أفكاراً مظلمة وتخالف الكتابَ المقدَّس، فقد وقعتَ في فخ الشِّرير، وبالتالي عليك أن تعود إلى قدمي المَسيح على وجه السُّرعة، وتتوسَّل من أجل غفران خطيتك. أمرٌ خطير جداً ألَّا تؤمن بمن هو الحقّ، الذي لا يريد لك سوى الخير. عُد إلى الله واطلبْ غفرانه وحكِّم حياتك حسبَ الكلمة. وهكذا ستتخلّص من مخططات الشَّيطان.
الشَّكّ في الربّ هو طريقٌ لا رجعة فيه، والذي سيقودك إلى السُّقوط في هاويةٍ لا نهاية لها. إنَّ عدم الثقة أو الارتياب في كلام الله هو فخٌّ رهيبٌ من الشَّيطان سيربطك إلى الأبد. فإذا ظهر هذا المرضُ العقلي، وبِّخه على الفور وعِشْ كما علَّمك الله القدير، الذي لن يتراجع أو يعاني من الخسارة إذا خسرتَ أنتَ. إنَّ محبّته تسعى لخلاصِك دائماً.
امتلكَ بولسُ ذاتَ الشُّعور الموجود في يسوع، الذي بدافع محبّتهِ، جاء إلى هذا العالم وقدَّم نفسه ذبيحة على تلّة الجلجثة، حتى نخلصَ من الغضبِ القادم. الآن يجب أن ننمو في الإيمان في عائلة الله، إلى أن نصلَ إلى ملء قامة المَسيح. لا نعلم ما إذا كنّا سنحصل على هذا، لكنَّنا ننمو مع كلِّ مليمتر نتقدّمه. لذلك لا تتوقف عن هذا المَسعى أبدًا، حتى لا تتكبد أيَّ خسارة.
لقد تجاوز كثيرون ما هو موجودٌ في الكتاب المقدَّس، وسقطوا ولم يقوموا مرَّة أخرى. لقد رفضوا قيادة الربّ، كما فعل داثان وقورح وأبيرام (عدد 16: 12، 13). إنَّ الذين يغوصون في الخطأ يسمعون ويرون أشياءً لا يمكن أن تأتي إلّا من الشَّيطان. قال قورح لأنه ظنَّ أنه مختارٌ: «غَدًا يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. وكما هو الحال دائمًا، فإنَّ كلَّ قرار ضدَّ القدير هو الأسوأ دائماً.
إنَّ هذا النّشاط الذي يقوم به الشَّيطان بين شعبِ الله مستمرٌ حتى يومِنا هذا. لا يزال هناك أشخاصٌ مخدوعون، لأنهم يفضلون سماع الآخرين ولا يتأملون في الكتاب المقدَّس. وبهذه الطريقة لا يمكن للربّ استخدام خدمتهم، التي لا يمكن أن تنمو. ما يأتي من العدوِّ ضارٌ للغاية، حتى أنَّ مجرَّد الاستماع أو النّظر إلى عروضه يمكن أن تجلب اللعنة. إنَّ ضعفاء الإيمان موجودون دائمًا ويرفض البعضُ أن يتعلّموا. وهذا أمرٌ مُحزنٌ!
افعلْ ما يقوله الآبُ لقلبك من خلال الكلمة، عندها لن تتعثّر. لا تدع كبرياءك أبدًا يفضل أحدَهما على الآخر. وإلّا سوف يقصّر الربُّ طريقك. للأسف كثيرون سيغادرون قبل أوانِهم!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز