رسالة اليوم

15/11/2025 - خطيَّةُ الإهْمالِ

-

-

 

وَبَقِيَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ لَمْ يَقْسِمُوا نَصِيبَهُمْ، سَبْعَةُ أَسْبَاطٍ. (يشوع 2:18)


بذل الربُّ جهداً كبيراً لتحريرِ شعبه من عبوديَّة مِصر واقتيادهم إلى كنعان. فقد بدأ العبرانيّون مع مرور الوقت بالتأثُّر في العادات المحليَّة وعبادة آلهة خاطئة، ونتيجةً لهذه العبادات أصبحوا عبيداً للشّرير وفرعون، وكانت هناك سنوات عديدة من المعاناة والإذلال والألم. الأمرُ الذي سيحدث أيضاً مع الذين يَستبدِلون العليَّ بالشَّياطين.

عندما تذكَّر الإسرائيليّون الربَّ وطلبوا معونته (الخروج 23:2-25)، دعا الله موسى ليخبرَ فرعون بإطلاق شعبه (الخروج 3). وللحصول على هذه الصلاحيَّة، كان على الربِّ إرسال عشرة ضربات على تلك الأرض إلى أنْ سمح الملكُ لهم بالخروج أخيراً. ولكنْ بعد العشرة ضربات والضَّربة الأخيرة تحديداً، غيَّر فرعون قلبه وذهب وراء ذاك الشَّعب مع جيشهِ، ومات في تلك الحَملة هو وجيشه عندما أُغلِق البحرُ عليهم (الخروج 28:14). ثمَّ وجدَ الإسرائيليّون بعد حينٍ أنفسَهم قربَ أرض العموريّين وقال لهم الله أنْ يدخلوا إليها ويستولوا عليها لكنَّهم لم يفعلوا شيئاً.

أمضى بنو إسرائيل أربعين سنةً في البريَّة لأنَّهم لم يؤمنوا بالله. وبعد كلِّ شيء، مات الناس الذين أذنبوا نتيجةَ عصيانهم للربِّ، ثمَّ بدأ الشَّعبُ بالاستيلاء على كنعان. وبالرَّغم من ذلك، لاحظ يشوع أنَّ سبعة أسباط منهم لم يمتلكوا أراضيهم بعد ووبَّخهم، وفي النِّهاية امتلك جميعُم الأراضي، لقد كان مهملاً كلُّ من لم يفعل ذلك. يتصرَّف العديد من المؤمنين بهذه الطريقة في هذه الأيام لكنَّ الله يصبرُ عليهم.

لاحِظْ أنَّ يسوع قد أتى وغلبَ الشَّياطين وخلعَ إبليس وأجنادهِ من مكانتهِ في السَّماويات ظافراً بهم إلى الأبدِ؛ لكنْ على ما يبدو أنَّ العديد من النّاس سمَحوا للشَّيطان بالتحكُّم بهم مراراً وتكراراً. شيءٌ لا يُصدَّق! من المؤكَّد أنَّ الذين يتصرَّفون على هذا النحو ينالون غضب الربِّ ولن تتمَّ تبرئتهم. لا تحاول خداع القدير لأنَّه فعل كلَّ شيء لخلاصنا.

كائنٌ من كنتَ فلا تكُن مسؤولًا عن فشلِك. فإنَّ الإهمال هو خطيَّة تجعلك مسؤولًا أمام الله عن المعاناة التي تمرُّ بها أنت وأفراد عائلتك، لكنْ عندما يراك الكثيرون مُطيعاً للقوانين الإلهيَّة، يتأثَّرون ويبكون طلباً لخلاص حياتهم. لذا لا يجب فِعل شيءٍ مع الشّرير وأجناده سوى طردهم خارجاً.

ربَّما كانت هذه الأسباط السَّبعة في أرض الموعد لكنَّهم لم يفعلوا شيئاً. ماذا ستفعل بشأن الانتصار الذي فعله المسيحُ لأجلك؟ فقد تحمَّل بجروح جسدهِ آلامنا وأوجاعنا وشرورنا، لقد جُرِح المخلِّص من أجل معاصينا وآثامنا، وماذا فعلنا في المقابل؟ فلا تكُن خاطئاً أو مُداناً بل متمِّماً حقيقيّاً لكلمة الله!

تمتَّع بالمواهب والثِّمار التي منحك الله إياها، وإذا لم تفعل ذلك فستُحسَب شرّيراً منفصلاً عن الربِّ في البرِّ والإنصاف والإكرام والخوف. ولا تدع الشيطان يعيق بركاتك بل أكرِم القدير بالشُّكر والصِّدق. هللويا!

محبَّتي لكم في المَسيحِ

د. ر. ر. سوارز