رسالة اليوم

14/11/2025 - لاَ نَخْجَلُ

-

-

وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ (رسالة يوحنا الأولى28:2)

يجب أن يجتهدَ المخلّصون – أبناء وبنات الله –في الحفاظ على هذه الحالة، لأنه لا يوجد بديلٌ للفرح الأبدي. إذا لم نثبت في المَسيح، فسنكون مثل الأغصان اليابسة التي تُنتزع من الشَّجرة وتُلقى في النّار (يوحنا 15: 6). بالتأكيد لا أحدَ يرغب في هذه النّهاية الرَّهيبة. ولن يحدث هذا إذا توقعنا حدوثه أو لا. بل بطاعتنا للوصايا الكتابية.

لا يكفي مجرَّد الصَّلاة والرِّغبة في الوصول إلى السَّماء للحصول على تأمين فرحِنا اليومي، والذي سيضمن لنا الأبدية المليئة بالبركات والرِّضا. قال يسوع أنَّ الكثيرين سيتذمّرون في ذلك اليوم، ويشكونَ الظّلم بسبب استبعادهم. رغم أنَّهم طردوا الشَّياطين، وصنعوا العجائب، وتنبأوا باسمهِ (متى 7: 22، 23)، لكن لا شيء من هذا يبرِّر تبدّل قلوبهم وخطأهم مرّة الأخرى. فقط ذوو الثياب النّظيفة سيصعدون مع الربّ.

إن السِّر هو المثابرة في الربّ، والإيمان بما سمعناه ومقاومة هجمات الجحيم. هناك وعودٌ رائعة إذا بقينا ثابتين في الآب وسمحنا لكلماته أن تبقى فينا (يوحنا 15: 7). إذا استمرّينا على هذا النّحو، فستكون هناك انتصاراتٌ غير محدودة سنحتاج إليها، وقد وعَدَنا بها مسبقاً. لن يتخلّى الإيمانُ بالمَسيح أبدًا عن خادم العليّ. إذا تركك مسبقاً، فاطلب رحمة الله!

سيأتي اليومُ وهو قريبٌ جداً، عندما يأتي يسوع على السَّحاب لإنهاء الضَّرر الذي أحدثه الشَّيطان على هذا الكوكب. وسندخل الملكوت المُعدّ للمخلّصين منذ تأسيس العالم (متى 25: 34). أسِّس حياتك على المبادئ الكتابية حتى تكون من بين المخلّصين. لا تدع الشَّيطان يسيطر على رغباتك وأفكارك وإرادتك، حتى لا تُمنع من دخول السَّماءِ.

يُنبئُ الكتابُ المقدَّس أنّ الكثيرَ ممّن يسمّون أنفسَهم مسيحيين سييأسون عند عودة المَسيح، لأنَّهم لن يصعدوا معه. والّلوم في هذا الهلع يقع على نقصِ الإيمان الذي خدعَهم دائمًا. فالذين يثقون بالمَسيح يعرفون أنه يتلذّذ بإتمام وعودِه. إنَّ ما يقدِّمه الشَّيطان اليوم هو تدمير رفاهيتك الأبدية؛ لذلك ابقَ ثابتًا في خوفِ الله حتى مجيء الربّ. لا تكنْ أحمقًا!

سوف يرتبكُ الكثيرون لأنّهم سمَحوا للشَّيطان بإقناعهم أنَّ الله لا يعرف قط ما فعلوه خفيةً. وهكذا سيكون الحال أيضًا مع الذين يطيعون الشَّيطان، فيؤسِّسون "كنائس حديثة" للمتمرّدين، الذين ارتكبوا خطايا أخرى، معتقدين أنَّ الغاية تبرِّر الوسيلة. لا يمكننا أن نفعلَ أيَّ شيءٍ أكثر أو أقل ممَّا حدَّده الله القدير!

افحَص نفسَك الآن وإذا رأيت أنَّ شيئًا ما يمنعك من دخول الملكوت السَّماوي، فقم بتقويم نفسك كي تُقبلَ في بيت القدير. تخلّى عمّا ينبغي أن تخسره، ولا تستسلم للشَّيطان. حافِظ على نفسك نقيّة ونظيفة ليوم الدّينونة (رومية 14: 12)


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز