رسالة اليوم

13/11/2025 - معونتنا

-

-

 

اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي (مزمور8:63)

الملكُ داود هوَ كاتبُ هذا المزمور. لقد انتقلَ من جانبٍ إلى آخر، لأنه كان أحد قديسي الله، الذين عرفوا كيف يعبدونه وفي نفس الوقت كان محاربًا شرِساً في المعارك، كانت الحروب تُشن باسم آلهة الأمم التي جاءت لأغراضٍ شرّيرة في عصرهِ، مثل الاستيلاء على ثروات البلاد. لهذا كان على شعب إسرائيل أن يذهبوا إلى الحرب ضدّ أعدائهِم أو يستسلموا لجشع العدوّ.

علِمَ داود أنه إذا لم يحصل على معونةٍ من الربّ، فسيكون هشًّا مثل خصومهِ، وسيخسر شعبُ الله معاركهم. أعدَّ داود نفسَه عسكريًا وروحيًا، لكنَّه كان ينسبُ انتصاراته إلى القدير دائماً. ذاتَ مرَّة قرَّر داود القضاء على نابال، الذي كان يحرسُ غنمه، لأنّه حرَم رجاله الجائعين من الطعام، لكنّه سمِعَ أبيجايل، زوجة نابال، التي قالت إنّه يخوض حروبَ الربّ (1 صموئيل 25: 7-28).

إنَّ تاريخ ملكِ إسرائيل مليء بالحوادث، لكنّه كان يحمل خوفَ الله في قلبهِ دائمًا، ويعلن أنَّ روحه تتبعه عن كثبٍ. يجب علينا جميعًا أن نفعل الشَّيء نفسه، وبالتالي سيبتعد العدوُّ. سيظهرُ هذا العدوّ دائمًا بأكاذيبه ليصرفَ انتباهك عن القدير ويستولي عليك. وهو يستخدم كلَّ الوسائل لتحقيق هذه الغاية، وللأسف، نجح في حياة العديد من القديسين الذين لم يبقوا متيقظينَ.

إن اتباع الربِّ عن كثبٍ يعني عدم فقدان مخافتهِ أبدًا. بغضِّ النّظر عن مدى صعوبة المِحنة، فإنَّ الذين يثقون في القدير لا يقعون في التّجارب التي تُرسَل بهدفِ إزالة الشَّخصِ من حضرة الله. يحذِّر الكتابُ المقدَّس قائلاً أنَّ الشَّيطان يمكن أن يظهرَ كشبهِ ملاكِ نور. وهذا سيعطي الانطباع بأنَّ عمله كاملٌ مثل عملِ الله، ولكنَّ هذا خداعٌ خالصٌ.

كُنْ متيقظًا، ولا تتراجع في طلبِ القدير. اطلبه بكلّ قلبك وإلّا سيدمِّرك الشِّرير. لا توجد طريقة لحماية نفسك من الشَّيطان دون الحماية العليا. والشَّخص الذي يقبل عروض الشَّيطان يستسلم له ويصبح خادمًا له. عُد إلى قدمي المَسيح إذا سقطتَ الآن، واطلب المغفرة، حتى لا يهاجمك العدوُّ ويدمرك وتفقد خلاصك. الرَّحمة!

قال داودُ أنَّ يمينَ الله كانت تسنده. لذلك يجب أن نطلب يمين الله في الوعود الكتابية، كي نخوض المعركة بعزم ونبطل جهود الشَّيطان ضدَّ حياتنا. لا يوجد خلاصٌ دون الربّ، لذلك يجب أن نستخدم سلطتنا كأعضاءٍ في جسَد المَسيح. الربُّ يغفرُ، وهو رحيمٌ أمينٌ للذين يخدمونه بمحبّة ويفعلون الصّالح.

قُمْ بإصلاح علاقتك مع الله الآن! لا تعِشْ في ارتيابٍ. إذا هاجمك العدوُّ وأنت في الميدان دون حماية من السَّماء، فسوف يسبِّب لك ضررًا كبيرًا. اختارك الله ليجدّدك ويجعلك منتصرًا. لذا إذا أتيتَ إليه الآن، تائبًا عن طرقك الرَّدية، فسوف يقبلك ويغفر لك. اختر أن تعيشَ مع الآب السَّماوي ولا تخضع للشَّيطان وأجناده. عِشْ بحرّيةٍ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز