رسالة اليوم

26/03/2017 - أهُرُب مِنَ الذِينَ يَحْتقِرونَ الكَلمةَ

-

-

"لِيُصَادِفِ الإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ وَلاَ جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِهِ"(الأمثال 17: 12).

إنّهُ لمِنَ الجُنونِ عدمُ الإيمانِ بِكلمةِ الرَّبِّ. والأفضلِ لنا مواجه الدُّبةِ التي سُرقَ مِنها أطفالهَا. والشَّخصُ الذي يَتوجّه بقَلبهُ للشَّيْطان لابدَّ أن يُؤذيهِ. فَاهُرب مِن الذينَ يَحتقرونَ الحقَّ وأقبل النَّصيحةَ الجيّدةَ.

يُقررُ بَعضُ الأشخاصِ عَدمُ الإيمانِ بِكلمةِ الرَّبِّ، و يَتّخذونَ لأنفسِهم أبَشعَ الاشياءِ الجُنونيةِ التي أنَتجهَ الجَحيم، ويُصبحُونَ أشَخاصاً خَطيرينَ للغايةِ. فلا يَعودونَ يُبصِرونَ الحَقَّ، وتَبدأ قُواتِ الشرِّ بِالتحُكمِ فِيهم. ولذِلك، فالتواجُد معهُم ليْسَ جَيداً، لأنّ الشَّيْطان يَستطيعُ اِستعمَالهم فِي أعَمالهِ القَذرة. ومخافة كلمة الرّب فقط تعطي الإنسان فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ. (المزامير 111: 10؛ الأمثال 1: 7). 

فَبدونِ قُوّة اللهِ، مَن يَضعُ نَفسهُ مَع هَذا النُوعِ منَ الأشخاصِ، يُعتبرُ مِسكيناً، لأنَّ المَحبةَ، والتَقديرَ والفَضائل الأُخرى المُوجودةُ في الإنْسَانِ الطَبيعي ليْست مُتوفرةٌ لدى المَجَانين. لأنَّهُم لا يُفكّرونَ مَرّتين عِندَ فِعلِ الشَّرِّ. كما تُعلنُ لنا الكلمةُ المُقدّسةُ أنهُ مِن الأفَضلِ لقاءَ دُبةٍ خُطفَ مِنهَا أبناؤهَا، على مُواجهةِ المَجَانين. لكنْ، يَنبغي عَلى  خَادمُ الرَّبِّ أن يَكونَ علىَ يَقيناً أنّهُ نَالَ القُدرة على تَخليصِ المَساكينِ، وذَلكَ عِندمَا اعتَمَدوا بِالرُّوحِ القُدسِ. وفي الحَقيقةِ، صِرنَا نَحنُ خُدامُ الرَّبِّ الإله الوَحيدينَ القَادرينَ على أن نُخلّصَ تِلكَ الُنفوسَ الفَقيرةَ والَتَعِيسة .

فَتحُ القَلبِ للعَدُّو هُو أسَوءُ شَيءٍ يُمكنُ لأيّ شَخصٍ القِيامَ بهِ. فَالشَّيْطان يَستخدمهُ في العَديدِ من الوَسائلِ المُضلّةِ المُختلفةِ. فَليسَ للحَمقىَ خَيارٌ آخر، حَيثُ يَتسلطُ عَليهم إبْليس ويَكونونَ مُساقينَ بِملاكِ الشّرِّ. لكنْ، الذي يُكرِّسُ نَفسهُ لله لخَلاصِ هَذا النَوعِ مِن النَّاسِ، يُحققُ أعَظم مَجدٍ يُمكنُ أن يَتمتعَ بهِ أحد. وكأعضاءٍ في جَسدِ المَسيحِ، نَحنُ مُلتزمونَ وجَاهزونَ بِأسلحتِنا للمَعركةِ التي تُحرّرُ هَؤلاءِ النَاس. فَلا تَخف ممَا يَستطيعُ العَدُّو في الظَاهرِ أن يفَعلهُ، لأنكَ تسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ في المسيح الذي يقويك (فيلبي 4: 13).

 البَقاءُ بَعيداً عنْ أولئكَ الذينَ يَحتقرونَ الحَقَّ أفَضلُ، لكنَّ لا بُدَ أن نُعلنَ لهُم عنْ رِسالةِ الخِلاصِ بِالإنجيِل، ولكنْ دُونَ أن يَكونَ لنا شَركةٌ مَعهُم. لأنّ مُتابعةُ، وفَحصِ ومُشاهدةِ ما يَفعلونهُ يُمكنُ أن يُنجِسَ القِديسين أكثرَ. لأنهُ ليسَ من الضَروريِ أن نَتعمّقَ في مَعرفةِ إبليس، يكفَي أن نَكونَ عَلى يقيناً بِما يعُطيهِ لنَا الرَّبِّ. 

انتبه لمَشيئةِ اللِه! فلمْ يَذكُر الله أيّ شيءِ  بِالصّدفةِ ولا يُحذرُنَا مِن قِبيلِ الصُّدفة أيضاً. فالعدَّو مَاكِرٌ، مُخادعٌ ودَائماً يَقودُ المَعركةَ لتدمير أولئك الذينَ لمْ يَخلصوا بَعد. أمَا الآبَ فيَحفظ كُلَ الذينَ يَسلكونَ بِالتّقوىَ، ويُحافظُ على الذينَ هُم لهُ (2تيموثاوس 19:2;2 تسالونيكي 3:3).

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز