-
-
اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ (عبرانيين11:5)
الجزءُ الأول من هذه الآية – موضوع هذه الرِّسالة يكشفُ ما يلي: لدينا الكثيرَ لنتعلّمه من يسوع. ولم يُقَل كلَّ شيء عن السَّيد، فهؤلاء النّاس الذين خاطبتهم الرِّسالة إلى العبرانيين كانوا مهملين ولم يسمعوا الربَّ. هذا أمرٌ خطير للغاية! لقد منعَهم هذا من تعلّم المزيد عن المَسيح. ذاتَ الشَّيء يحدث معنا. لذا فإنَّ عكس هذه العقلية هو الاستجابة للأوامر الإلهية، حتى تتحقق الكلمة. "لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ." (متى 13: 12أ)
يُمكنُ لمواقفنا أن تفتحَ لنا كنوزَ معرفة الربّ أو تغلقها. جاء يسوع ليُظهر للإنسان من هو الله منذ أكثر من ألفي عام، وما يمكنه أن يفعله للبشرية وما يمكننا أن نتوقعه أو نأخذه منه. ولكن بسبب الإهمال البشري، لم يتمكن إخوتنا القدامى من الحصول على القليل من النّور فيما يتعلق بأهمية الإيمانِ بالربّ.
هل يمكن أنَّ مجيءَ يسوع الثاني لم يحدثْ بعد لهذا السَّبب؟ كم من الديانات انتشرت في العالم وهدَّدت المسيحية بسبب خطيئة الإهمال التي ارتكبها إخوة القرون السّابقة، ممّا أعاق معرفتنا أكثر بالمخلّص. فلا عجبَ أن يعاني المسيحيّون بقدر معاناة غير المؤمنين. فعندما تسبِّح البشرية الله لأجلِ شخص استخدم السُّلطان بقوّة، سُرعان ما يقع هذا الشَّخص في الخطيئة والعَار.
أكَّدَ المَسيح: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها (يوحنا 14: 12). ولكن متى سمعتْ البشرية أنَّ أحدَ أتباعه يعمل نفس الأعمال التي عمِلها هو؟ يا أبانا! نحن لم نفعل شيئًا كي تستخدمنا. وبسبب هذا يموت الملايين في الخطيئة لعدم فهمهم أنَّ الإنجيل هو قوَّة الله (رومية 1: 16). يجب أن نعود إلى الله، وإلّا سنعيشُ حياة الهزيمة، ونشتكي ونلوم الآخرين.
أين استُخدم السُّلطان لإسكاتِ العواصف، ولشفاء المشلولين والمرضى، وإكثار أرغفة الخبز والسّمك، وتحويل الماء إلى خمر؟ كلُّ من يحتاج إلى المُساعدة يطرح السُّؤال التالي: "ما الفائدة من مجيء يسوع، إذا كان قبل ولادتهِ، هناك من ساروا بروح الله، وعبروا الأنهار كما في اليابسة، وأحيوا الموتى، وطهَّروا البرص؟" أين نجد من يخبر الخطاة بكلّ ما فعلوه؟ الرَّحمة!
دعونا نتأمل في الكتاب المقدَّس دون أحكامٍ مسبقة أو قواعد تفسيرية. وسنكرِّس أنفسنا للقيام بما نتعلّمه ليكون صحيحًا؛ ثمَّ، سنكتشف ما لا يستطيع المهملون تعلّمه بتوجيهٍ من روح الربّ، لأنَّهم يفتقرون إلى القدرة التي ينالها الذين يضعون الكلمة المُعلنة موضع التنفيذ. إنَّ نقطة البداية للنّهضة التي ستجتاح هذا العالم موجودة أمام أعيننا. هل سنعمل الآن أم سننتظر؟
لا تُفهم الأمور الرُّوحية بالعقلِ بل بما يعلِّمنا الله إيّاه (1 كورنثوس 2: 14). لا يمكن اختزال الكتابِ المقدَّس في عقيدةٍ ما، لأنَّ كلَّ ما يصدر عن الإنسان هو جسَدي ولا ينفع شيئاً (يوحنا 3: 6). لكن يجب البحث عن تعاليم العليّ من خلال الكلمة واتباعها. وفقًا للوحي المُعطى لنا، هناك كلُّ القوّة اللازمة والكافية لهزِّ العالم كلّهِ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز