-
-
وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، (العبرانيين 9:5)
تقول الآية السَّابقة إنَّ يسوع بالرَّغم من كونه ابناً تعلَّم الطاعة بالأمور التي عاناها وكُمِّل فأصبح سببَ خلاصٍ أبديٍّ. لذلك، إنْ كنَّا كمُخلَّصين لا نعرف الخضوع لله فلن نكون قادرين على إتمام الخطَّة الإلهيَّة وسيصبح عملنا في الربِّ عقيماً ولن تتمَّ استجابة صلواتنا وستكون نهاية حياتنا حزينة.
إذا كنَّا نتبع لمسات الروح القدس التي تتعلَّق ببُكائنا العظيم الذي يجب أن نبكيه للتخلُّص من أعمال الشرِّ وعدم التلوث بالخطايا وفعل شيء لإلهنا فسوف نزرع البذار الصالحة للمستقبل. لا يزال لدى العليُّ الكثير من الأشياء التي يودُّ فعلها لتعليمنا، لكنَّنا في هذه اللحظة بالذات إنْ لم نستطِع السماع بها، فعلينا النجاح في إتمام الخطَّة الإلهيَّة والسياديَّة لنا.
انتبه: الخلاص هو للذين يطيعون الربَّ. الخلاصُ الذي لن يشترك العصاة فيه الآن وسيفشلون في التمتُّع بالشفاء والتقديس والنمو والبركات الأخرى، ولا حتى في المستقبل عندما سيتكشفوا أنَّه لم ولن يعرفهم الربُّ. ويلٌ للذين يحكمون علينا باطلاً لأنَّنا لا نستسلم للشهوات، وكلُّ الذين يتمتَّعون بها الآن ستكون السببَ في خسارتهم الأبديَّة.
إنَّه لمن السهل الخضوع لله: رفض عروض الشيطان. والآن، عصيان الربِّ سهلٌ أيضاً: الإصغاء لإبليس. لكن عليك رفض كلِّ ما يأتي من الشرير ولا تسمع لما يقوله، وإلَّا سيفكِّر عقلك بالنجاسة التي يقدِّمها فإنَّه ماكرٌ جداً لدرجة أنَّه سيريك شيئاً سيِّئاً ويحاول جعلك تحبَّ عادات مثيرة للاشمئزاز ولن تحظى بعمل الربِّ لأجلك. الرَّحمة!
أمرٌ رائعٌ أنْ تكون مسجَّلاً في مدرسة الروح القدس لأنَّه يأتي في أيِّ لحظة لتعليمنا فيُظهر لنا العليُّ كيفيَّة التهرُّب عند أقلِّ تحرُّك للشرير نحونا. لذلك، عندما يحاول العدوُّ الهجوم عليك، صلِّ بلا انفصال عن الربِّ لأنَّ العلاج الأنسب هو تذكُّر ما يقوله الإنجيل عن الخطيَّة وعواقبها ومن ثمَّ ستصنعُ أفضلَ خَيار، أمّا بالنسبة لكلِّ من ينجرف وراء المجرِّب فسوف يخسر كثيراً.
سوف يستمرُّ تحسُّننا طالما أنَّنا في العالم. وهذا أمر ضروري لبقائنا في محضر الله وسنقترب من الآب السماوي في كلِّ انتصار مُحقَّق ونبتعد عن أكاذيب الشرير. لقد خدع الشيطان حواء لأنَّها أصغت إليه، ولكونه خبيثاً سيسعى دوماً للحصول على انتباهك لينجِّسك. قاومهُ (يعقوب 7:4)!
إنَّ مواقفك اليوم هي سبب ما ستكون عليه غداً وستُكمَّل في كلِّ طاعة في "الطريق" لتكون بركة لنفسك وللآخرين. لأصبحَ العالمُ مختلفاً لو سمحَ أولاد الله له بجعلهم على صورته. ينبغي أن يكون هذا هو هدف حياتك ولن نسقطُ بهذه الطريقة.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز