-
-
الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، (العبرانيين 7:5)
لقد سبقَ لي التَّعليق على مثالِ يسوع هذا، لكنَّ اليوم أودُّ أنْ أدرس هذا الكنز الثَّمين الذي سيعطينا الفهم اللّازم الذي سيساعدنا كثيراً. يوجد سببٌ في كثير من الحالات لعدمِ وضعِنا حدَّاً للمعاناة. وبالطبع يعود هذا السبب إلى حقيقة عدم معرفتنا لطريقة نجاحنا. لذلك، إذا حدث شيء خارج نطاق مشيئة الله فعلينا أنْ نطلب إرشاده للحصول على النهاية التي نستحقَّها.
أتى المخلِّص كإنسانٍ ولذلك أراد التصرُّف بناءً على هذه الحقيقة، مُدركاً أنَّ بصلبه سيتعرَّض لفساد الموت أيْ طبيعة إبليس، لذلك قدَّم صلوات وتضرعات فقط، لكنَّه فعل ذلك بصراخٍ ودموعٍ. يقول الوعد إنَّه إذا دعونا الربَّ فسوف يُجيبنا (إرميا 3:33). يعلِّمنا موقف السيّد الطريقة الصائبة للتصرُّف دون التفكير في أنَّ الله ملزم في تحقيق رغباتنا.
صرخ المسيح إلى حدِّ بكائه. فمنَ الطبيعي أنْ نصلي لدقائق ونتكلَّم فيها عمَّا نحتاجه وأحياناً لا نكون في شركة مع الله حتى، لكنْ إذا كنَّا نعتقد أنَّه من واجب الربِّ سماعنا في كلِّ لحظة فهو أمر خاطئ كلّياً. حسناً، لقد وعد بالإصغاء إلينا لكنَّ هذا الأمر لن يحصل إذا كانت خطايانا تحجب وجهه. لذا علينا أن نحقِّق الشروط للاقتراب من الآب!
واضحٌ أنَّنا حينما نريد أن نصلِّي فيجب أنْ نكون أولاً ثابتين في وعود الله. والآن، ليس المقصود الصلاة بصوتٍ عالٍ والصراخ، ولكنْ ينبغي حدوث هذا في بعض الحالات. فإنَّ فعل البكاء هو ندم قلوبنا (الصراخ أحياناً) والثقة بأنَّه سيتمُّ سماعنا. لذلك احذر من تقليد الممثِّلين الذين يبكون بمهارة ويستخدمون أحياناً ليموناً أو أيِّ عنصر آخر لفعله.
لا يمكن فساد يسوع، وكان التضرُّع للآب هو الطريقة الوحيدة لله ليستجيب طلبته. تخدمُ أفعال السيّد كمثالٍ للاستجابة لطلباتنا لكنْ يشعر المؤمنون في بعض الأوقات بأنَّهم سيقعون في الخطيَّة ولكنَّهم لا يفعلوا شيئاً، ثمَّ يأتي الألم والحزن بسبب انفصالهم عن الله. فإذا لم تُرِد أن تعاني فعليك أن تصلِّي إلى حدِّ البكاء وسيسمعك الربُّ.
كان على الفادي التصرُّف على هذا النحو وإلَّا لن يكون مسجَّلاً في كتاب الحياة. لذلك، لن يتمَّ قبول أيِّ أعذار لفشلك وعندما تشعر بسوء الأحوال وهناك إمكانيَّة للخطأ أو الإصابة بمرضٍ ما، قدِّم نفسك للربِّ بصلوات وتضرُّعات فهو الوحيد القادر على تخليصك من براثن إبليس.
الأمر الجيِّد هو أنَّ الله يريد أن يستجيب لك دائماً وقد علمَ يسوع بأنَّه سيكون مخلِّصاً بلا فساد. لذلك، يجب أن نكون خدَّاماً بلا لومٍ، تماماً مثل السيّد حيث ينبغي أن نبكي بقوَّة كيلا نسقط بين يدي الشيطان وبالتأكيد سيتمُّ سمعانا. ماذا ستفعل؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز