-
-
فَانْتَصَرُوا عَلَيْهِمْ. فَدُفِعَ لِيَدِهِمِ الْهَاجَرِيُّونَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهُمْ لأَنَّهُمْ صَرَخُوا إِلَى اللهِ فِي الْقِتَالِ، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ لأَنَّهُمُ اُتَّكَلُوا عَلَيْهِ. (أخبار الأيام الأول 20:5)
يحذِّر الكتاب المقدَّس عندَ التحدُّث عن رأوبين، ابن يعقوب البكر، من خطيَّته عندما زنى مع سريَّة أبيه. فيجب على أولاد الله أن يتيقَّظوا وألّا ينجرّوا وراء الشهوات، فكلُّ خطيَّة تُرتَكب هي خارج الجسد لكنَّ الشخص الذي يهب نفسه للزِّنا بمختلف مراحله يُخطئ إلى جسده الذي هو هيكل الروح القدس.
إنَّ عملاً بسيطاً لكنْ غير محترم وخاطئ ينجِّس الشخصَ الذي كان مُزمعاً أنْ يرث مرَّتين. واجتازَ هذا الحقُّ إلى أبناء يعقوب لأنَّ رأوبين لم يُحسب في نسب الحقِّ المولد. لذلك يجب علينا أن نفهم أنَّ أمور الله يجب أنْ يتمَّ احترامها. ونرى أنَّ تصرُّفاً أحمقاً واحداً من رأوبين جعله يدفع ثمناً باهظاً، وهكذا سيكون للذين يقعون في هذه الخطيَّة الشنيعة. الرَّحمة!
سيخسرُ المؤمن الذي يمارس الزِّنا والدعارة ولو لمرَّة واحدة بركاتٍ كثيرة. ولكنْ لأنَّ الله غفور ويستردُّ حياة الناس، فيمكنُ للذي يسقط أنْ يرجع إلى الشركة إنْ كانت هناك توبة صادقة واعترافاً حقيقيَّاً وسليماً. لمَ الإخطاء بهذه الطريقة طالما أنَّ العليَّ وضعَ الزواج؟ وبعدَ كلِّ شيء، لا أحد يخطئ عندما يتزوَّج لكنَّه يُكرم الربَّ الذي صنعَ هذا العهد.
إنَّ نسلَ رأوبين وسبط جاد ونصف سبط منسّى هم رجالٌ محاربون للغاية وحَملَة ترس وسيف وحانينَ أقواسهم ورجال شجعان في الحرب، وقد صنعوا حرباً ضدَّ الهاجريّين. وعلى الرَّغم من أنَّ هؤلاء كان لديهم قادة بارزين ومُدرَّبين جيّداً على المعارك لكنَّهم لم يستطيعوا التغلُّب على أبناء يعقوب. مّما يعلِّمنا أنَّ القدير يُعين الذين يطلبونه.
لقد سمعهم الربُّ لأنَّهم صرخوا إليه في المعركة وكانت ثقتهم في الربِّ أساسيَّة وهذا الأمر سُجِّل كواحدٍ من الدروس الكثيرة من العليِّ للذين يؤمنون بوعوده. فينبغي التيقُّن بأمرٍ واحد: العليُّ أمين بالوفاء بكلِّ وعوده. كما سيتذكَّر الله أعمال برِّنا دائماً، وإيماننا به هو واحدة منها.
يرغب الآبُ السماوي مساعدتك في معاركك اليوميَّة عندما يُظهر العدوُّ مواقف تبدو غير هامَّة لكنَّها في الحقيقة مُرسَلة لإزعاجك وإخراجك من محضر الله. حيثُ إنَّ التيقُّظ والصلاة هما عملُ برٍّ واللذين سيحظيا أيضاً بمجازاة الربِّ. لذلك، اسعَ أنْ تكون ابناً حسبَ قلب الآب، تماماً مثل داود (أعمال الرسل 22:13). إنَّك تستطيع!
لا يهمُّ كم عدد الذين مع "الهاجريّين" اليومَ. فبلا شكٍّ سيُدفَع الجميعُ إلى يدك. لذا أكرمْ الربَّ بحفظك وصاياه وستكون بعدئذٍ قادراً على الاستناد على مساعدته المستمرّة والثَّابتة. هللويا!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز