-
-
وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْكَثِيرَةِ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ مَاتَ. وَتَنَهَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ وَصَرَخُوا، فَصَعِدَ صُرَاخُهُمْ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِ الْعُبُودِيَّةِ. (الخروج 23:2)
امتدَّ وعدُ الله مع إبراهيم إلى ورثةِ أبي المؤمنين إلَّا أنَّه بسبب نزولهم إلى مصرَ وحصولهم على تربة خصبة فلم يقلقوا بشأن المكان الذي كانوا فيه ولم يطلبوا الربَّ. وبعدَ وفاة يوسف نجح ملوك آخرين في حكم الأمَّة ولم يعُد لديهم أيُّ اعتبار لما فعله ابن يعقوب لشعبهم. فأساء هؤلاء الملوك معاملةَ بني إسرائيل وبالنهايَّة أدركوا كم من المؤلم التخلّي عن العليِّ.
يجتاز العديدُ من المؤمنين في حالات مشابهة ويسلكون حياتهم مثل الضالّين. ومن المؤكَّد أنَّ الله لا يبارك الذين لا يرغبون بالبركة. كما أنَّ العديد من المُخلَّصين في هذه الأيام لا يهتمّون بالتحذيرات الكتابيَّة ويسمحون لبناتهم على سبيل المثال بالزواج من الضالّين وأولادهم من النِّساء الهالكات. يحرِّم الله هذه الممارسات. وهكذا لا يطلبُ الربَّ النسلُ الذي يأتي من هذا النوع من الزِّيجات. يا لهُ من أمرٍ محزنٍ! صلِّ لهُ.
بعدَ فترةٍ وجيزةٍ من الابتعاد عن الله، لا تعود الأعمال الإلهيَّة مرئيّة في البيوت التي كانَ لا بدَّ أنْ تمجِّد الربَّ، ومن ثمَّ تظهر المشكلات ولا يعودوا يكترثون بالتحدُّث عنه ويواصلُ الناس السلوك في الخطيَّة ويعانون بشكلٍ كبيرٍ، إلَّا أنَّهم لا يصغون إلى الروح القدس. إنَّها حالة محزنة لأنَّه من المؤكَّد أنَّ نسل هؤلاء الذين أثبتوا الخلاص مشمولون في خطَّة الربِّ.
لم يعُد الله حاضراً وافتقر الناسُ إلى الإيمان فظهرتْ جميع أنواع الصُّعوبات. حسناً، الربُّ لم يتغيَّر بل هم فعلوا وحلَّ السُّوط المصريِّ محل محبَّة الله والمعاناة بدلاً من بركات القدير والألم عوضَ الفرحِ الذي وجِدَ أثناء شركتهم مع الربِّ الذي دعا إبراهيم وأكدَّ بركته لإسحاق ويعقوب، فقد كانوا يحصدونَ ما زرعوهُ. ومع ذلك من الرائع أنَّ الله سمعهم عندما صرخوا إليه.
بدأ بعضُ الناس في تلك الأيام بتذكُّر ما سمعوه عن العليِّ عندما استخدمَ أسلافهم بشكلٍ كبيرٍ، فعاد الإيمانُ من جديد ودعا الكثيرون الآخرينَ للشركة، وفي وقتٍ قصير كان الجميع مستعدّين للصراخ إلى الربِّ الذي سيسمع ويستجيب لندائهم كما وعدَ. يقبلُ الله صلوات شعبه ويتذكَّر عهده ووعده حينما تمتزجُ الصَّرخة مع الإيمان.
إنَّ كلَّ ما يريده الآبُ حقاً لتخليص أولاده من شرِّ إبليس هو شخصٌ يجرؤ على التضرُّع من أجل معونته. فإنَّه يسمع أنين الناس الذين يتمُّ استعبادهم وسوء معاملتهم على أنَّهم أقلُّ شأناً ويعيشون تحتَ أسرِ مملكة الظلام ثمَّ يتحرَّك لتخليصهم وتحريرهم. لذا، إنْ كنت تتألّم وتجتاز في لحظاتٍ صعبة ابدأ الآن بطلبِ الله وسيُرسل خلال فترةٍ وجيزةٍ النَّجاة اللَّازمة.
حان الوقت ليسمع الربُّ بني إسرائيل ويعرفهم وقد حان وقتك أيضاً. فمنذُ اليوم الذي تغلَّب فيه يسوعُ على الشيطان وتَركِهِ مغلوباً إلى الأبد لم يعُد العدوُّ قادراً على أسرِ أولاد العليِّ.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز