-
-
الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، (العبرانيين 7:5)
يسوعُ، وبالرَّغم من كونه ابن الله قد صار جسداً مثل أيِّ إنسان لكنْ بلا خطيَّة (يوحنا 14:1). ولم يُحسب خِلسة أنْ يكون معادلاً لله، فقد تركَ السيِّد مثالاً في كلِّ شيء بالطاعة وتنفيذ المشيئة الإلهيَّة دونَ إخفاق. ليس ممكناً أنْ يتمَّ التخلّي عن المؤمن لأنَّ الجميع يملكون في المسيح القُدرات والمؤهِّلات لفعل ذات الأعمال التي قام بها (يوحنا 12:14).
علمَ المسيح سبب إرسال القدير له إلى العالم: تحقيق خطَّة الآب واختبار الموت الجسديّ والروحيّ. ففي الموت الرّوحي الانفصال عن الله الذي عاناه عندما حمل خطايانا، والذي به صرخ المخلِّص: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ (متى 46:27). ثمَّ نلاحظ أنَّ قوانين السَّماء ليست للهوان، لأنَّ القدير لم يدخر ابنه بل كرَّمه.
أثناء هذا الانفصال القصير والّلحظيّ عن الآب ماتَ يسوع جسديَّاً ونزل إلى الهاوية وحارب الشيطان وأجناده وانتصرَ (أفسس 9:4-10). فجرَّد المسيح قوى الشرِّ من سلطانها الذي سلبته من الإنسان (كولوسي 15:2). كما ذهبَ الروح القدس إلى الجحيم ومنحه الحياة ثانيةً وأعلنَ الآب عن يسوع بأنَّه ابنه الحبيب، قائلاً: «أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ» (العبرانيين 5:1) وكان الفادي بكر القائمينَ من الأموات، وبه ومن خلاله جعلَ جميع المؤمنين أبناء وبنات الله (يوحنا 12:1).
مع العلم أنَّه يُمكن ليسوع أنْ يتلوَّث عند موته بطبيعة الشيطان، فقد قدَّم طلبات وتضرُّعات للآب لينجو من هذا الفساد، وسُمِعَ له (العبرانيين 7:5). إذا كنتَ تعلم بأنَّه هناك شرٌّ يقودك للموت ادرس ما فعله المسيح وكرِّر موقفه، لأنَّه تمَّ الاستماع والإصغاء إليه في خوفه، وكذلك أنتَ. اطلب النَّجاة الإلهيَّة!
إذا تعرَّضنا للهجوم من أيِّ مخطَّط أو عمل للشرير، كمرضٍ عُضال أو شهوة شرّيرة فسيتمُّ الاستماع إلينا بمجرَّد صُراخنا للآب بدموعٍ. ليس للقدير مُحاباة لكنَّنا يجب أن نتصرَّف مثل يسوع ونطالب بامتيازاتنا، فإنَّه لم يئنُّ لكنَّه صرخ بطلبات وتضرُّعات.
إذا كنت تريد أن يسمعك الربُّ فلا تُصلِّ بطريقة سطحيَّة وبلا عمقٍ أو مشاعرٍ وتتوقَّع أنْ تُحلَّ مشكلتك. فإنْ كنت ترغب حقاً بالتخلُّص من قوى الشرِّ فعليك أنْ تصلِّي مثل يسوعَ فإنَّه لم يغيِّر شيئاً لكنَّه فعل الصَّواب.
مثلما نجى يسوع فستتمُّ نجاتك أيضاً. لذلك، ابدأ بأخذِ سعادتك الأرضيَّة على محمل الجدِّ تماماً مثل سعادتك في السماء وصلِّ بصراخ عظيم ودموع! وسيتمُّ الاستماع لك بالتأكيد. فهناك قوَّة ومحبَّة ورحمة فيَّاضة في الربِّ.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز